ما وراء انتفاضة يهود الفلاشا

ما وراء انتفاضة يهود الفلاشا
رام الله - خاص دنيا الوطن - اياد العبادلة

دارت  اشتباكات بين اليهود الاثيوبيين وقوات الامن الاسرائيلية  ,فيما تحدثت انباء عن اشتباكات بين اليهود الغربيين واليهود الاثيوبيين في القدس ,واسفرت الاشتباكات عن اصابة اكثر من 50 جندي وضابط  وعدد من المتظاهرين الاثيوبيين ,فما السبب الذي دفع الأثيوبيين الى التظاهر ولماذا يميز المجتمع الاسرائيلي بين اليهود من كافة الدول؟

عنصرية المجتمع الإسرائيلي

وبالاشارة الى العنصرية المتعمقة في المجتمع الإسرائيلي إستعرض الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي د هشام أبو هاشم تاريخ وبداية العنصرية التي عصفت بالمجتمع الإسرائيلي ,لافتا إلى أن العنصرية بين اليهود رافقتهم منذ بداية الهجرة إلى إسرائيل وتجلت في أبهى مظاهرها بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين.

وأوضح أن اليهود الشرقيين هم من وصلوا أولا إلى إسرائيل وكونهم غير متعلمين عملوا بـ"الزراعة" ,وبعدها قدم اليهود الغربيين "متعلمين" وقاموا بالعمل على بناء المؤسسات لإقامة الدولة الإسرائيلية وتبؤهم مناصب إدارية وسيادية ,الأمر الذي ولًد حالة من الحقد والعنصرية بين اليهود في المجتمع الإسرائيلي.

اتفاق "الصايرة"

وأضاف: "بعد العام 1950 حاول المجتمع الإسرائيلي القضاء على ظاهرة التمييز العنصري من خلال ما سمي بـ"جيل الصايرة" أي الذين ولدوا في اسرائيل من أجل انهاء التمييز, ولم يستطيعوا .

الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي هشام أبو هاشم أكد في تحليله لدنيا الوطن على أن المجتمع الإسرائيلي يعاني من تمييز أيضا مع الوسط العربي واليهود الأثيوبيين واليهود الروس ,مشيرا الى أن اليهود الروس يميزون أنفسم عن كافة يهود المجتمع الإسرائيلي ويتحدثون الروسية أكثر من العبرية ويمتلكون مدارس خاصة وصحف وإعلام روسي خاص بهم.

أسباب الحراك الأثيوبي

وعن بداية الحراك لليهود الأثيوبيين داخل المجتمع الإسرائيلي أرجع الكاتب والباحث د هاشم الحراك الى المهانة والمذلة التي يعانيها أبناء هذه الجالية في اسرائيل وتفشي نسب البطالة فيما بينهم وعدم الجدوى والإكتراث لمطالبهم وحقوقهم في السكن والرفاه الإجتماعي أسوة بباقي التجمعات اليهودية والإستيطانية داخل إسرائيل.

وأشار إلى أن الذي أجج الإحتجاجات هو رفض الحكومة الإسرائيلية للإستماع لهم وتلبية مطالبهم على مدار سنوات ,الأمر الذي دفع الكتلة العربية في الكنسيت الإسرائيلي وبعض الأعضاء من مطالبة الحكومة بتلبية إحتياجاتهم وتنفيذ طلباتهم "اليهود الفلاشة" الأثيوبيين.

العراقيل والحكومة

وحذر المختص في الشأن الإسرائيلي من أن يؤثر هذا الحراك على آلية تشكيل الحكومة الإسرائيلية خصوصا بعد تناول القضية في الكنيست الإسرائيلي ووقوف عدد من الأعضاء العرب واليهود بالدفاع عن قضيتهم.

ونوه إلى أن هذا الضغط قد يؤثر على برنامج عمل الحكومة اليمنية ,لافتا الى أنه من الصعب أن ينتهي الحراك في ظرف يوم أو يومين ,وأنه قد يستمر حتى تحقيق مطالبهم وإنهاء التمييز العنصري ومساواتهم باليهود الغربيين والشرقيين.

يشار الى أن حراكا يقوده اليهود الأثيوبيين المهجرين الى إسرائيل في مدينة تل ابيب ضد الحكومة الاسرائيلية مطالبين بأبسط حقوقهم المعيشية والسكنية ومساواتهم باليهود الشرقيين والغربيين والعرب.