فتى غزى يصمم طائرة هليوكبتر

فتى غزى يصمم طائرة هليوكبتر
غزة - خاص دنيا الوطن-اسامة الكحلوت

انطلاقا من افتتاح معرض يتبع لوزارة التربية والتعليم بمنطقة خانيونس، تحمس الفتى عمر النجار"16 عاما" بالمشاركة فيه من خلال ابداع جديد فى قطاع غزة لم يطبقه احدا من قبل، بتصميم طائرة هليوكبتر مصغرة، وينقصها بعض المعدات الممنوعة من دخول غزة لتكون جاهزة للطيران فى سماء القطاع .

عمر يدرس فى الصف العاشر فى مدرسة خزاعة شرقى مدينة خانيونس، المدينة التى تعرضت لعدوان  وهجوم برى وجوى خلال الحرب الاخيرة على قطاع غزة، ليجسد قصة نجاح وبطولة خرجت من بين ركام خزاعة التى ما زالت تنتظر اعادة الاعمار .

وانطلق عمر فى فكرة تصميم الطائرة من خلال درس العالم( بارنولى) فى منهاجه الدراسى، ويتطرق هذا الدرس للعمليات الميكانيكية والنظريات التى تساعد الطائرة على الاقلاع والهبوط، وسير الحركة على الارض وفى السماء، انطلاقا من المواد المتوفرة فى قطاع غزة  .

وتوجه فى بداية مشروعه لشراء طائرة صغيرة من العاب الاطفال المتوفرة فى اسواق غزة، لمساعدته على تركيب الجسم الخارجى للطائرة، والاستفادة من بعض الامور الهامة فى تشكيل وتركيب الطائرة قبل تركيب المولد الصغر لها، لتبدأ فى عملية الحركة للامام ، كخطوة اولى فى طريق النجاح .

واستخدم فى تصميمه للطائرة مادة الفلين فى تركيب مجسم الطائرة، ومولد صغير وتركيب مراوح فى مقدمتها للمساعدة فى السير للامام بسرعة معينة للوصول فيما بعد للطيران .

وقال عمر لدنيا الوطن" ضمن قانون بارنولى كلما زادت السرعة يقل الضغط ويساعد فى الارتفاع، ويساعد انسياب الهواء على سطح الطائرة المنحنى على الطيران تدريجيا، وهذا ما وصلت اله خلال التصميم والاختراع " .

وبسعادة غامرة لم يتوقعها عمر نتيجة هذا النجاح من المواد البسيطة فى الوصول لهذا التصميم، تمكن من خلال مولد صغير تم تركيبه للطائرة، من التحكم فيها عن بعد، والسير طويلا للامام على عجلات مدعمة للطائرة.

ولم يكلف المشروع سوى القليل من المال، نظرا لمكونات الفكرة البسيطة المكومة من الفلين والمولد والبطاريات والشاحن والاسلاك المساعدة والمروحة، وسانده فى تطبيق الفكرة اساتذته فى المدرسة .

وتلقى عمر خلال عرض المشروع فى المعرض، التحفيز والشكر من منظمو المعرض واساتذته الذين اندهشوا من نجاح الفكرة بشكل مبدئى، حيث اثبت لهم قدرته على تطوير الفكرة فى طائرة اكبر حال توفرت المعدات المناسبة لذلك .

ومن ضمن المخطط للطائرة طيرانها على مسافات قريبة، الا ان نقص المعدات الازمة لعملية الطيران والارتفاع شكل عائق امام عمر، ليتوقف عند سير الطائرة للامام والتحكم فى حركتها على الارض، الى حين وصول معدات تساعده على التحكم فى برمجة الطيران وارسال الاشارة للطائرة عن بعد والعودة للارض " بحسب افادته".

وبامكانه التحكم بالطائرة عن بعد على مسافة تقدر بمدى النظر وبحسب الاشارة والبرمجة التى يتم استخدامها للطائرة، وفى حال تم برمجة الطائرة على مسافات بعيدة قد يتوجب ذلك وجود كاميرات متابعة داخل الطائرة وشاشة متابعة على الارض .

ويعتبر عمر اول فتى يجسد قصة نجاح باختراع مطبق من المنهاج الدراسى، فى ظل ظروف صعبة وامكانيات غير متوفرة وحصار خانق على قطاع غزة، ويشكل بنجاحه الحالى مشروع مخترع فلسطينى مستقبليا لمشاريع اكبر .