بيان في الذكرى الثالثة لانطلاق المبادرة العُمانية

رام الله - دنيا الوطن
 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ..
بحمد لله وفضله وتوفيقه  أتمت المبادرة العُمانية الأهلية  لمناصرة فلسطين ( معاً لفلسطين ) عامها الثاني واستفتحت عامها الثالث خلال هذه الأيام وبهذه المناسبة ها هنا بعض الكلمات احتفاءً بما سبق واستشرافاً للمستقبل الأفضل بمشيئة الله :

أولاً : إن قضية فلسطين  قضية جوهرية في واقعنا بأي اعتبار إنساني أوإسلامي  أوإقليمي وبأي من هذه الاعتبارات لابد لنا أن نتفاعل معها ايجابياً لأننا بشر ومسلمين وهذان البعدان فينا  كافيان دافعاً ومرجعاً لهذا التفاعل الواجب  وليست هذه المبادرة إلا مظهر لهذا التفاعل ووعاء يستوعب رغبة أهل الخير في التفاعل الايجابي ومحاولة لضبطه .. هذا التفاعل نسميه أخوة ..تكافل ..تضامن ..عمل خيري الخ .... وعندما يتعلق الأمر بقطاع غزة يصبح هذا التفاعل أكثر وجوباً وإلحاحاً لما هو معروف من واقع القطاع ..

ثانياً: تقييمنا لعمل المبادرة خلال العامين الماضيين أنها حققت نجاحاً كبيراً ومعيار هذا النجاح في عمل المبادرة ليس في تضاعف التبرعات وميزانية الأعمال الخيرية وتنوعها وتغطيتها لحاجات أوسع من المستحقين  فحسب بل أيضاً في تحولها من طور عمل فردي إلى جهود منظمة في إطار مؤسسي واعتمادها تدريجياً لسياسات التطوير في كافة مراحل العمل الخيري من ما قبل التبرع إلى التنفيذ والتقييم والمراجعة والتوثيق والإعلام .. وما يزال المشوار في أوله....

ثالثاً : إن نجاح المبادرة إنما هو بتوفيق الله تعالى ولقد ذكرت سابقاً أننا نعتقد أن أهل غزة خصوصاً أهل كرامة وصبر ، ولذلك فإن كل عمل يخدمهم ويزيد من ثباتهم  يبارك الله فيه ويؤتي ثماره أضعافاً مضاعفة والحمد لله رب العالمين ، اللهم أخلص العمل ولا تستبدل بنا .

رابعاً : إن جوهر نجاح المبادرة واستمرارها هو تفاعل العُمانيين  .. أهل الخير في السلطنة الحبيبة هم من صنع  الله هذا النجاح على أيديهم ولم يكن أي أحد من طاقم المبادرة إلا مجرد وسائط و حلقات وصل لا أكثر . فاللهم اجز أهل عُمان خيرا و تقبل منهم وأحفظ  لهم أنفسهم وبلادهم آمنة مطمئنة ... ونتطلع منهم المزيد والاستمرار في الوقوف الأخوي الإنساني مع أخوانهم في فلسطين وإنهم لحريون بذلك . ..وذخر الآخرة لن يضيع بإذن الله عز وجل ..

خامساً: إننا نعتقد أن المبادرة أسست أساساً صحيحاً بنية طيبة مباركة موصولة بتوجه إلى الله تعالى ولذلك نظن أنها ستبقى وستستمر  بعون الله وحفظه مهما واجهت من ظروف وعقبات وصعوبات  قانونية أوعملية  .. ونسأل الله الثبات على الرشد ورسوخ الأسس ...

سادساً : لقد واجهت  كوني قائم على المبادرة  تحفظات قانونية كثيرة وخضعت لاستجوابات عدة من جهات أمنية وقانونية ومدنية ولكن أقول بكل شفافية أنني لقيت كل تقدير واحترام من كل الذين قابلتهم خلال تلك الجلسات بل وجدت منهم تشجيعا ورغبة في إيجاد حل للإشكال المتعلق بتكييف المبادرة قانونياً وهو الذي اعتقد انه ناتج على تفسير شخصي ضيق لقانون الجمعيات الأهلية من قبل البعض أو التزام غير مبرر لآلية تنفيذ موروثة عبر السنين  صعب على هؤلاء الخروج عنها ، وأناشد هنا المسئولين اعتبار المبادرة انجازاً عُمانياً وطنياً وأن يتجه التعامل معها اتجاه التشجيع والاحتضان والتبني لا التصادم والتضييق ..إن توقف المبادرة ﻷي سبب خسارة وطنية كبيرة وضياع لجهود طويلة وكبيرة لصياغة آلية  منضبطة وموثوقة  وذات مسؤولية لتعامل العُمانيين مع قضية بالغة الحساسية وهي القضية الفلسطينية ... والحل بسيط  وجائز قانوناً في نظري  .. فقط نحتاج لاطراح النظرة الأمنية للموضوع جانباً .

سابعاً :  أكرر ما قلته مراراً أمام عدة مسؤولين عن استعدادي لتسليم المبادرة  وزمامها ﻷي شخص آخر كفؤ  وأمين مع ضمان بقائها في صيغتها الأهلية  واستقلاليتها الإدارية والمالية مع القبول بأي مستوى من الرقابة  من أي جهة .. المهم أن تبقى الفكرة ،،  أما الأشخاص فيأتون ويمضون.. وأتعهد  في حال حصول المبادرة على اعتراف رسمي   بإجراء انتخابات لإدارتها خلال سنة حالها حال كل المؤسسات الأهلية.

نتطلع في المبادرة أن تكون  نواة للعمل الخيري العُماني في الأرض المباركة .. نتطلع أن يتمكن العُمانيون من إنشاء أوقاف  لصالح فلسطين والأقصى  .. مبرات و سبل ومدارس ..وأن يساهموا في خدمة المسجد بشكل ثابت ،فلفلسطين حق على العُمانيين لابد من الوفاء  به والمبادرة ليست إلا محاولة للوفاء ببعضه.

ثامناً : الوضع في غزة المحاصرة سيء للغاية .. ولا يمكن أن يستمر هكذا ولولا أن الله قيض  مساعدات خارجية  لرأينا أهل غزة  يقضون صبراً والعياذ بالله ، لكن الله لطيف بعباده وحكمة الله بالغة .. والوعود الرسمية  من  الدول غير وفية إلا قليلاً ، ولكن الهبة الشعبية هي الأصدق والأقوى أثراً في نظري ... ومتفائلون بانفراجة وشيكة في الحصار المطبق على القطاع وانتعاش في الحياة الاقتصادية فيه نسأل الله ذلك قريباً والله قدير .