الحرية المفقودة في يوم "حرية الصحافة"

الحرية المفقودة في يوم "حرية الصحافة"
رام الله - خاص دنيا الوطن-من أمنية أبو الخير
يناضل الصحفيون حول العالم وعلى مدار الساعة من أجل رصد الحقيقة بالصوت والصورة لجماهيرهم ومتابعيهم, هو نضال الكلمةِ التي قد تكلفهم أرواحهم في سبيل إيصالها كرسالة سامية بكل شفافية وموضوعية, ويأتي الثالث من مايو من كل عام ليؤكد على الانتهاكات المتزايدة بحق الصحفيين جزاءً لممارستهم مهنة الصحافة، تلك المهنة التي تقض مضجع الكثير من العابثين والمغتصبين والمتجاوزين للقانون.  

ويبقى الصحفي الفلسطيني بين شقي رحى، فالملاحقة والتضييق والقمع هو أفقر وصف للواقع السيئ الذي تشاطره أطراف تنفيذية داخلية مع ما يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بشكل متواصل ومتعمد.

التقت دنيا الوطن بالأستاذة سامية الزبيدي مسئولة التجمع الصحفي الفلسطيني في قطاع غزة لتوضح لنا أن صحافيي قطاع غزة يعانون من انتهاكات داخلية تُمارس ضدهم وتقول: " نعتقد أن تضحيات الصحافي تأتي في بيئة خطرة تهدد حياته, ولا توازيها مجموعة الحقوق الأساسية له كإنسان وصحفي, ففي الوقت الذي كان الصحفي في الصفوف الأمامية في مواجهة آله القتل الصهيونية, تستمر الانتهاكات الداخلية ضده حتى تحت القصف, علاوة على حال الخوف والإرهاب التي يشيعها غياب سيادة القانون وعدم وضوح سقف الحريات الذي تفرضه حكومة الأمر الواقع في غزة". 

وتُضيف الزبيدي أن  ما يمكن قبوله من صحفي يمكن أن يُرفض من آخر, وما يُستدعى عليه صحفي قد يعتقل عليه آخر, أو يتعرض إلى حملات من الضغط والتهديد والابتزاز المبطن, وهذه البيئة المعادية وغير المستقرة من أخطر التحديات التي يواجهها الصحافي الفلسطيني. 

وفي مقابلة أجريناها مع مدير دائرة الرقابة على السياسات والتشريعات الأستاذ غاندي أمين, أفادنا بتعرض عدد من الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في الضفة الغربية إلى جملة من الاعتداءات، تمثلت بضربهم بالهراوات أو توجيه عبارات نابية لهم من قبل أفراد الأجهزة الأمنية، وذلك أثناء قيامهم بعملهم الصحافي، ومنها ما تعرضت له نقابة الصحفيين بتاريخ11/6/2014. 

وأضاف أمين لدنيا الوطن بأن عدد من الشكاوى يتقدّم بها صحفيون في مدن الضفة الغربية تفيد بمضايقات واستدعاءات واعتداءات  بحق الصحفيين, بالإضافة لتكسير الكاميرات وحذف المواد المصوّرة لعددٍ من الإعلاميين. 

وتابع أمين قائلاً: "في الضفة الغربية استمر خلال العام 2014 عرض بعض الصحفيين للمحاكمة، ومنها بتاريخ 24/4/2014، مثول الصحفي يوسف الشايب، أمام محكمة صلح رام الله، وبالتحديد في مجمع المحاكم في منطقة البالوع بمدينة البيرة، وذلك على خلفية نشره تقريراً صحفياً حول تجاوزات لعاملين في السفارة الفلسطينية في باريس، نشر قبل أكثر من عامين في جريدة الغد الأردنية, واستدعت النيابة العامة في مدينة نابلس بتاريخ 22/12/2014، الصحافية مجدولين حسونة، للتحقيق معها بتهمة "إطالة اللسان على السلطة وقدح وذم الرئيس، والتطاول على مقامات عليا والتحريض، بعد تحريك شكوى ضدها من قبل جهاز الأمن الوقائي". 

والتقت دنيا الوطن الباحث القانوني والكاتب في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان مصطفى إبراهيم, حيث أكّد لنا أن الصحفيين في قطاع غزة يعانون من ملاحقات واستدعاءات متواصلة تقيّد حريتهم وحقهم في ممارسة عملهم الصحفي كما يجب.

وقابلت دنيا الوطن تحسين الأسطل نائب نقيب الصحفيين, وأفادنا بأن إسرائيل ما زالت تعتدي على الصحفيين والنقابيين في فلسطين, وكان أمس  آخر اعتداء على نقيب الصحفيين عبد الناصر النجار,  وذلك على مدخل مدينة بيت لحم.
 
وأضاف الاسطل بأن هذه السياسات الإسرائيلية بحق الصحفيين هي ممنهجة ومتكررة, وقال بأنه خلال حرب 2014م, قتلت إسرائيل 17 صحفياً, وما زالت تعتقل 14 آخرين.

وأشار الأسطل إلى أن نقابة الصحفيين  ما زالت تلاحق وتقاضي إسرائيل في المحاكم الدولية, وستستمر في هذا النهج حتى تجريم إسرائيل ومعاقبتها. 

وقال بأن الصحفيين في غزة يعانون ايضاً من ملاحقة واسعة في غزة, كان آخر الصحفي سعيد كيلاني, والذي تم الاعتداء عليه من قبل الشرطة  أثناء تغطيته لمباراة كرة قدم, فيما طلبت لاحقاً الشرطة الكاميرا الخاصة به وهاتفه النقال. 

وتابع الأسطل بأن أحمد أبو كميل أيضاً تعرّض مؤخراً للتحقيق على خلفية عملٍ صحفي, وتطلب الجهات الأمنية دائماً أدوات التصوير والعمل الصحفي, وهذا يُعد انتهاك لحقهم في ممارسة مهنتهم.