الجمعية الثقافية الجزائرية " نوافذ ثقافية" تستعيد ذكرى ناجي العلي عشية اليوم العالمي لحرية التعبير

الجمعية الثقافية الجزائرية " نوافذ ثقافية" تستعيد ذكرى ناجي العلي  عشية اليوم العالمي لحرية التعبير
الجزائر - دنيا الوطن

بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير المصادف ال3 ماي من كل سنة نظمت أمس الجمعية الثقافية "نوافذ ثقافية" وقفة تضامنية مع الإعلاميين الفلسطينيين المتواجدين في السجون الإسرائيلية حيث تم عرض شريط وثائقي عنوانه " ناجي العلي في حضن حنظلة" لمخرجه الفلسطيني فايق جرادة بحضور ممثل عن السفير الفلسطيني بالجزائر الدكتور علي شكشاك وذلك بمتحف الفنون الجميلة المتواجد قبالة حديقة التجارب.

ويستعيد شريط " ناجي العلي في حضن حنظلة"، انتجته شركة غروب ميديا و مدته 47 دقيقة ، معركة المواقف المبدئية التي خاضها "العلي" من أجل الحفاظ على وهج ريشته واستقلاليتها، التي اعتبرها مقربون منه "بندقية كان موصبة دائما في اتجاه العدو الصهيوني".
ورصد الفيلم رسومات العلي من خلال ارتباطها بثلاث لحظات زمنية أساسية سيما تلك اللحظة التي ربطت رسوماته بالقضية الفلسطينية باعتبارها مركز اهتمامه الأول ومصدر إلهامه الأساسي وكذا تلك التي وصلته بالأمة العربية بكل آمالها وآلامها وانكساراتها، فصار حنظلة عربيا بعد أن كان فلسطينيا، أما اللحظة الأخيرة فكانت إنسانية بامتياز .
الفيلم لم يكتف بالتوثيق التقليدي لفصول حياة ناجي العلي، ولا اقتصر على استعادة تفاصيل اغتياله وموته، في المنافي بعيدا عن أرضه، بل ذهب إلى حد تفكيك دلالات رسومات الفنان الفلسطيني في بعدها الجمالي الفني ومضامينها الرمزية ومنطوقها اللفظي وغير اللفظية.
ويعيد الفيلم التذكير بأيقونة "حنظلة" التي استطاعت أن تكشف الشخصية العربية، وبالأخص شخصية اللاجئ الفلسطيني الذي يطل على وطنه من وراء أسلاك الفصل وجداراته، وهو يناضل من أجل استقلاله، وعلى المُهجرين وهم يعانون لوعة الغياب عن الوطن ويمنون النفس بعودة قريبة، وعلى مشاهد الشعوب العربية وهي ترزح تحت الفقر والتهميش وضياع الهوية.
الشخصية التي صنعها رسام الكاريكاتور الفلسطيني ورافقت كل رسوماته، يرصدها الفيلم كـ "شخصية إشكالية" تتلون في كل رسم بألوان المأساة التي يعيشها الواقع العربي، وتتطبع بهواجس ومخاوف رجل الشارع العربي، وتلاحق المآسي العربية والفلسطينية بثيابها الممزقة ورأسها المنكس وتقاسيم وجها الغائبة.
اللحظات المفصلية التي يعيشها اليوم العالم العربي، “المنتفض على أنظمة الاستبداد التي شلت حركته السياسية لعقود، وعطلت نهضة الثقافية لسنوات”، على ما يقول مخرج الفيلم الفلسطيني فايق جرادة، تُعيد إلى الذاكرة العربية وبإلحاح شخصية حنظلة مرة أخرى، وحتى بعد موت العلي منذ أكثر من سبعة وعشرين عاما ما يزال هذا المُبدع الفلسطيني في “حضن حنظلة” يُستعاد إسمه وتاريخه النضالي متى عاد حنظلة مرة أخرى ليطل برأسه المنكسر على الجمهور العربي في أحد “رسومات ناجي العلي” المُستعادة.

يذكر أن هذا الفيلم حصل على جائزة أفضل عمل وثائقي في مهرجان الإسكندرية في أواخر عام 2013 وفي شهر مارس 2014 حصل على جائزة الخنجر الفضي في مهرجان مسقط السينمائي وفي شهر سبتمبر الماضي عام 2014 حصل على الجائزة الكبرى جائزة الجزيرة الوثائقية في مهرجان أوروبا الشرق في مدينة أصيلة.