الأطرش:مسرحية "الطريق إلى الشمس" عمل درامي غنائي استعراضي يختصر تاريخ سوريا الطويل تحت الاحتلال

الأطرش:مسرحية "الطريق إلى الشمس" عمل درامي غنائي استعراضي يختصر تاريخ سوريا الطويل تحت الاحتلال
رام الله - دنيا الوطن
مسرحية أعداء الشمس عمل درامي غنائي استعراضي يحكي بلهجة سورية حكاية سورية تختصر تاريخا طويلا من الاحتلال المتعاقب على سورية وشعبها وكيف كان يهزم في كل مرة مهما حاول أن يغير في هندامه ولكنته.

وأشار مخرج العمل المسرحي الرائع الفنان ممدوح الأطرش إلى أنه صور خلال العمل كل ضحكة و كلمه وكل آه  صارت جمله وكل حبة من حبات التراب ، جمعناها .. حبه .. حبه .. وعملنا منها مسرحية.

وأضاف:" كل غنّيه فيها ، بتحكي عن الف حكاية وحكاية .. والحكاية سميناها .. الإنسان ومن الإنسان .. بيتكوّن وطن كبير, حدودو بتوصل للشمس وناسو لهالوطن ، هنّي الأهل إل عاشو بـ هالأرض من سنين وسنين وولادهن هنّي نحنا إل عايشين 

منهم بطال طلعوا ، ودمهن للأرض ناذرين وعيونهن تحرس هـ الديري ، وترد عنها الغازيين" .

وأكد القائمون على العمل أنه في خضم الألوان العديدة للمسرح ومشاربه ... وفي قمة الغزو المرئي والمسموع لبيوت الناس ارتأينا أن نؤكد على أصالة وشمولية المسرح الاستعراضي وما يمكن أن يصيبه في أفئدة الجماهير من حظوة جمالية وغنى فني وفكري ... وإذا كان المسرح أبو الفنون فإن ما لا شك فيه أن المسرح الاستعراضي يقدم فنونا صريحة لا مناص من جاذبيتها وجماليتها ففيه نقدم الحكاية والحبكة والصراع المشوق المثير المستند إلى الوثائق التاريخية المثبتة ممزوجا برقص فني تعبيري لا يقل عنه سحرا مصحوبا بغناء عذب وموسيقا أخاذة هذا مع الأخذ بعين الاعتبار البعد السينوغرافي المحترف شاملا الأزياء و الإكسسوارات والاضاءة , طامحين إلى تقديم جرعة جمالية عالية لا تحتمل متعة مشاهدتها القسمة على اثنين .

ولأن رسالتنا هي الوطن والوطن حق فنحن منوطين بالضرورة أن نزاوج الرسالة بالجمال والغنى والمتعة .

حكاية وشخصيات العمل :

عمل أعداء الشمس عمل درامي استعراضي الدراما فيه مستندة إلى أحداث تاريخية مثبتة بالوثائق وهي تشمل ما يقارب المئة سنة من حياة سوريا ابتداء من الاحتلال العثماني مرورا بالانتداب الفرنسي ووصولا إلى يومنا الحاضر وما ألم ببلادنا من مصاب ... يحكي لنا القصة كهل يعاصرنا بصحبة حفيدته التي تتعرف على ما لا تعرفه ألا وهو الوطن ... بداية و في عام 1896 وفي ظل الاحتلال العثماني السيء الذكر ضربت المجاعة سورية وأثقلت الضرائب كواهل الأهالي ونفذت أحكام الاعدام بالوطنيين الأحرار أمثال ذوقان باشا الأطرش الذي يرسل بدمه صك متابعة النضال لابنه سلطان البطل السوري القومي ... أما التجنيد الاجباري فلم يبق من الشباب أحدا ولم يذر ... ولأن الغلظة العثمانية طبع متجذر فقد احكمت السجون على الناس المتخلفين عن دفع الضرائب وعانى شعبنا ما عاناه وهنا نلقي الضوء على قرية عرمان تلك القرية الوادعة في جبل العرب وقد انبرت بطلتنا الشابة الجميلة ميثا لتكسر قيد الانثى الشرقية وتهب لترد أهلها من سجون الغزاة .

تقابل ميثا الوالي الذي يعجب بها ويطلب الزواج منها فتحتال عليه ميثا بأن العادات المتبعة توصي بأن يتقدم لأهلها وعشيرتها لذا فلزاما عليه أن يطلق سراحهم أولا ...

يبتلع الوالي الطعم وتعود ميثا لقريتها وقد نشر عطاب ابن القرية العميل للعثمانيين الاشاعات التي تطعن بشرف ميثا وعفتها لكنها توضح الأمر للوجهاء وتخبرهم بحيلتها فتهدأ النفوس وينبذ عطاب الذي يدس للوالي بمكيدة ميثا وتلاعبها به .... يشعر الوالي بأنه خدع فيوجه حملة للاقتصاص من عرمان وأهلها الذين يسبقون الحملة بشحذ الهمم والتوجه لملاقاة العثمانيين في منطقة الخراب الوعرة الجرداء ويكون هناك النصر المؤزر للأهالي الذين لا يلبثون أن يفرحوا بزوال العثمانيين حتى تعتم شمسهم غمامة الانتداب الفرنسي وها هو يوسف العظمة يقدم درسا وطنيا في الرجولة أمام غورو وبحضور أمم العالم قاطبة .. نعود للقرية و نشاهد أسعد و حبيبته زهرة وقد أخذ الخصام منهم كل مأخذ فزهرة تذكر أسعد بوعد الزواج منها برحيل الاحتلال العثماني وأسعد يترفع عن الأمر لأن الاحتلال تبدل ولكنه لم يزل وهو الآن مناضل في مجموعة سلطان باشا الأطرش ... ويقول مقولته العميقة :( زهرة ... كيف فيني افرح والناس حزنانين ... والغربا مكللين سورية بالسواد . )

تجتمع الضيعة بحضور كركوزاتي متجول ويقدم الأخير للأهالي حكاية عادية لا تعجبهم فيطالبونه بحكاية حقيقية فيروي للناس حكاية يهزأ بها من المحتل فيضحك الجميع ووسط  الضحك تغير الطائرات الفرنسية على القرية وتقصفها فيموت كثير من الناس من بينهم زهرة ... يجن جنون أسعد ويصرخ طالبا الانتقام ومتوجها اليه دون أن يقدر أحد على ثنيه عن عزمه ليواجه وحده بشجاعة اليائس كتيبة فرنسية كاملة فيمزق الرصاص جسده وهنا يقوم برفع جثمانه وتشييعه كل قادة الثورة السورية  لتقوم ميثا والراوي بعرض انتصارات ومعارك الثوار على كامل الارض السورية المحتلة ... نشاهد أسعد بصحبة زهرة في أعلى المسرح وهما بثياب العرس بينما يقوم القادة بدفن برج ايفل إلى غير رجعة .

نعود للراوي وقد جاء زمننا المعاصر ويخرج صوت غريب محاورا الراوي متوعدا اياه باحتلال غير مسبوق ولا فكاك منه ... لقد جاء الأميركي بسلاح جديد وبحلة جديدة لقد جاء يحمل الارهاب في كف وطمس التاريخ في كفه الأخرى نستعرض على شاشة عرض شذرات مفصلية من الحدث السوري مترافقا برقص تعبيري مؤثر ...

ها هو الراوي الكهل يبدو متعبا غير قادر على الحركة والكلام ... لكن هيهات من الذاكرة الفناء وهناك أجيال جديدة تحمل على عاتقها رد أعداء الشمس ...

تبدأ الحفيدة بالروي معلنة تتمة حكاية وطن منتصر حي سيضرب جذوره في المستقبل لا في التاريخ فحسب .

يشار إلى أن مسرحية أعداء الشمس دعوة صادقة للجمال في قلب البشاعة وهي صرخة جريئة مصوبة نحو الضمائر والعقول ... ولم لا يكون الفن بكل ميادينه بندقيتنا المشهرة في وجه غربان العالم المتآمر ... سنحارب أعداء سورية بإنجازات موهوبيها و بإرادة العقل و فكرة حقيقية نقية نوردها لتخطر في كل بال مفادها أن الوطن حي ونحن به نحيا ونتحرك ونوجد .





















التعليقات