(الخاصرة الرخوة) للتجاذبات الاقليمية : القصف الاسرائيلي على "سوريا" و "حزب الله" .. ماذا بعد !؟

(الخاصرة الرخوة) للتجاذبات الاقليمية : القصف الاسرائيلي على "سوريا" و "حزب الله" .. ماذا بعد !؟
بيروت - خاص دنيا الوطن - اياد العبادلة

أفادت مصادر اعلامية بأن الطيران الإسرائيلي هاجم منصات صواريخ للجيش السوري وحزب الله في مدينة القلمون السورية ,بينما إدعى  الناطق الرسمي باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بأن الطيران الإسرائيلي هاجم مجموعة مسلحة كانت تنوي زرع عبوة ناسفة بالقرب من السياج الحدودي مع الأراضي السورية.

الحسابات الإقليمية لعبت هذه المرة دورا هاما في مسألة توازن القوى وحسم الصراع بين جميع الأطراف والمحاور في المنطقة ,فبروز التحالف السني الذي تقوده السعودية وتوجيهه ضربة قوية لليمن التي تنطوي تحت لواء محور المقاومة وتحالف الأقوياء التي تقوده إيران ,والحسابات الشائكة بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية التي أنجزت الإتفاق مع إيران دون أن يكون لها دور يضمن حقوقها والغضب الإسرائيلي المستشري من نضوج الإتفاق ,أدخل الشرق الأوسط في صراعات محورية وليس دولية.

الخاصرة الرخوة

في كل صراع تبقى نقطة ضعف وقد لا تكون ضعيفة ولكنها تضعف نتيجة تحالف او صراع آخر وتحليلا لما حدث من توجيه جيش الإحتلال الإسرائيلي ضربات لحزب الله والجيش السوري في القلمون أوضح الكاتب والمحلل السياسي المقيم في بيروتحسام عرار أن الإحتلال الإسرائيلي إختار الحلقة الأضعف لتوجيه ضربته التي هدفها بالأساس يعود لبيس لسوريا وإنما لمحور المقاومة التي تقوده إيران .

وأشار إلى أن سوريا تعاني من عدة طعنات وبالنسبة لإسرائيل توصف بـ"الخاصرة الرخوة" وأن الذي يعاني من عدة طعنات لا يقوى على الدخول في معارك أخرى وفتح عدة جبهات إضافة للعدد الذي يواجهه .

ونوه إلى أن الإحتلال الإسرائيلي تجنب ضرب حزب الله في لبنان حتى لا تكون مقدمة لحرب أخرى ,لافتا إلى أن حزب الله هو صاحب القرار على الأراضي اللبنانية.

عصفورين بحجر

وأرجح الكاتب والباحث السياسي عرار الهدف الأساسي من الضربة التي وجهتها إسرائيلي لحزب الله وسوريا كانت من ضربة "عصفورين بحجر" أولا الشق الأمريكي :بهدف النجاح التي أحرزه محور المقاومة على الأرض في اليمن نتيجة تمدد الحوثيين والإنتصارات التي يحرزونها على الأرض وأن نفوذهم بات يؤثر على الدول الراعية للإتفاق خصوصا أن هناك فترة للتوقيع ,وثانيا: إسرائيل أرادت أن ترد على عملية شبعا.

عرار أوضح أن صراع المحاور ألقى بظلاله على المنطقة برمتها فسوريا جزء أصيل من محور المقاومة ولا تستطيع أن تمتلك حق الرد دون الرجوع إلى قيادة المحور وبالتشاور مع كافة الأطراف.

وأشار إلى أن الرد ليس بالضرورة أن يهاجم الطيران السوري الأراضي الإسرائيلية او أن ينفذ حزب الله عملية حدودية ولكن قد يكون مؤلم وموجع في أكثر من مكان وفق لبنك الأهداف التي يمتلكه المحور ويرى مكان وزمان الرد المناسب.

مرحلة إنعدام الجاذبية

ملامح المرحلة القادمة بدأت تتشكل وتحسم لصالح محور المقاومة من خلال التقدم الذي أحرزه الحوثيين على الأرض في اليمن وإعلان التحالف السني التي تقوده السعودية عن وقف العمليات والضربات الجوية ,لافتا إلى أن ما يدور على الأرض يديره أقطاب التحالفات موضحا أن تكثيف الهجوم الأخير على سوريا قابله الدفع بالحوثيين على حدود السعودية.

ووصف المرحلة القبلة بمرحلة "إنعدام الجاذبية" وأنها الأخطر في تاريخ المنطقة وخصوصا الفترة التي تسبق توقيع الأتفاق النووي بين إيران والدول (5+1) ,مرجحا أن يتم توقيع الإتفاق للحاجة الأمريكية له.

ونوه إلى أن المنطقة ستشهد عدة تغيرات أبرزها خطوات تراجع للمعارضة السورية وانجاز اتفاق اليمن بمشاركة كافة المكونات السياسية وإتفاق يضمن الأمن في المنطقة العربية ومصر وحل للأزمة السورية وفق جنيف ثلاثة موضحا أن الإتفاق النووي الدولي يحمل أيضا نجاحات سياسية تقضي بإنهاء الصراعات.

الجدير بالذكر  أن التطورات الميدانية على الأرض تبقى سيدة المواقف.

التعليقات