لأول مرة في غزة ..طالبات وطلاب اعدادي يعقدون مؤتمر حول حقوقهم

لأول مرة في غزة ..طالبات وطلاب  اعدادي يعقدون مؤتمر حول حقوقهم
غزة- دنيا الوطن
"لنا حقوق" الاسم  الذي أطلقوه فتيان وفتيات مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر  ،على مؤتمرهم الحقوقي ،الذى نظموه بالتشارك مع مديرية التربية والتعليم في خانيونس ،في قاعة كريستال بلاس ،غرب محافظة خانيونس ،بحضور قيادات وزارة التربية والتعليم ،واكاديميين  ،وكوادر  تعليمية وتربوية من التعليم والجامعات الفلسطينية ،وممثلي عن المؤسسات الاهلية والحكومية والحقوقية ووجهاء ومخاتير المحافظة  و جمهور غفير .

المؤتمر الذى يعد الاول من نوعه لإشراف الفتيان والفتيات عليه بالكامل من الف الى الياء  ، بدءاً من  اختيار الموضوعات واعداد اوراق العمل ، مرورا بالتنسيق وطبع المواد الاعلانية والدعوات وتوزيعها ، وانتهاءاً بترتيب القاعة ،بعد ان خضعوا لورش تدريبية مكثفة على مدار ثلاث شهور في مركز بناة الغد  مكنتهم من المهارات والأدوات اللازمة لقيادة ناجعة  لمؤتمرات حقوقية وتربوية وعلمية  وثقافية حول  قضاياهم المختلفة ، ورشات حقوقية ، استهدفت تمكينهم من المعارف الحقوقية في مجال حقوق الانسان بصفة عامة والطفل بصفة خاصة ،واليات مناصرة حقوق الانسان والطفل، وورشات تدريبية متخصصة في اعداد اوراق العمل ،اضافة لورشات في الاتصال والتواصل واليات الضغط والمناصرة ،اشرف عليها اساتذة ومختصين كل في مجاله .

وناقشت اوراقهم البحثية المحكمة من قبل اساتذة جامعات ،العديد من الموضوعات التي تمحورت حول بعض حقوقهم وحقوق اقرانهم من ذوى الاعاقة  في المدارس ،مرورا بحرية الرأي في المدارس ، وانتهاءاً بدور البرلمان الطلابي وسبل تفعيله ودور المدرسة في رعاية الموهبين .

وفى كلمتها الافتتاحية قالت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت :" أمنا منذ انطلاق مؤسستنا قبل نحو ربع قرن ان الاستثمار الحقيقي في الانسان الفلسطيني( طفل – فتى – فتاة – شاب – امرأة )، من خلال اعداده وتمكينه من الادوات والمهارات اللازمة ليصبح فاعلا وقادرا على صناعة التغير الإيجابي في مجتمعه وقيادته نحو الافضل" .

واضافت زقوت " هذه التجربة الفريدة والرائدة يجب ان تصبح نهج ومنهج عمل في جميع مؤسساتنا التربوية  والتعليمية لنفرز قادة وباحثين حقيقيين  من خلال تمكينهم مبكرا لقيادة انشطتهم والتعبير عن قضاياهم بأسلوبهم وادواتهم  ومن خلال وجهة نظرهم  .

واوضحت مدير مركز بناة الغد امال خضير، ان القادة الفتيان والفتيات تم تمكينهم عبر دورات وورشات متخصصة من العديد من المهارات التي تؤهلهم لإعداد مؤتمرهم الحقوقي من الف الى الياء دون تدخل من ادارة ومنشطي المركز ،واليوم شاهدنا نتاج هذه التجربة والتي فاقت التصورات، وتؤكد على ان اطفالنا يمتلكون من الطاقة والابداع ما يمكنهم من مناقشة قضاياهم افضل من الكبار في حال وجدوا الرعاية والتدريب المناسب والمساحة الكافية للتعبير .

وأشارت خضير ، الى ان المؤتمر يناقشن مجموعة من الاوراق  المهمة التى اعدتها الطالبات بعد بحث ومقابلات  مع زميلاتهن من جانب ،ومع مسئولين ومختصين تربويين وحقوقيين ومسئولين من جانب اخر.

مؤكدة ان المركز سيعمل جاهدا مع وزارة التربية والتعليم  لتبنى التوصيات والعمل مع كافة الاطراف ذات العلاقة لتصبح واقع ملموس وباستخدام كافة وسائل الضغط والمناصرة وبقيادة من الفتيان والفتيات انفسهم .

وبدوره اثني  ناصر السدودي النائب الفني بمديرية التربية والتعليم خانيونس ،على  جهود مركز بناة الغد والطلاب والطالبات لانفرادهم بعقد هذا المؤتمر الجاد.

مشيدا  بفعالية التعاون والتشارك  بين مديرية التربية والتعليم خانيونس ومراكز جمعية الثقافة والفكر الحر  ،مؤكد على دورهم الملموس فى تحسين جودة البيئة التعليمية في مدارس المحافظة.

واضاف :" ان المؤتمر جاء فى  اطار الجهود التى تبذلها  ومازالت مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر على مدار السنوات الماضية وبالتشارك مع مدارس مديرية التربية والتعليم في خانيونس ،في اطار تمكين طلابنا وطالباتنا من ادوات البحث العلمى وتنمية قدراتهم ورعايتها ليعبروا عن انفسهم وقضاياهم .

وبدوره اوضح وكيل وزارة التربية والتعليم دكتور زياد ثابت ،ان وزارته تولى البحث العلمي اهمية كبيرة ،وبدأت في تعزيزه في المدارس من خلال المشاريع العلمية التى نفذت في بعض المدارس وكانت نتائجها مبشرة ،مشيرا الى ان استراتيجية الوزارة في السنة القادمة ستولى المزيد من الاهتمام بالبحث العلمي ، وسيكون هناك مقرر للصف العاشر للبحث العلمي ،كما سيتم تطبيق عملي للتجارب العلمية في المختبر للصف السابع ، وسيكون هناك اختبارات عملية داخل المختبر لتنمية قدرات الطلاب العلمية  .

ومن جانبه اثنى الدكتور موسى جودة من اللجنة العلمية للمؤتمر على مركز بناة الغد والتربية والتعليم ،وعلى اللجنة العلمية للمؤتمر برئاسة الدكتور عمر دحلان ، ،واعتبر المؤتمر يرفع درجة الاطفال الى  صفوف الكبار في المطالبة بحقوقهم .

وجاء المؤتمر في جلستين  ناقشت كل واحدة  اربع ورقات عمل تخللها نقاشات جادة  مع الجمهور من التربويين والحقوقيين والأهالي  ،وتناولت  الجلسة الاولى  التي ادارتها الطالبة تسنيم الصورى ، اربعة اوراق عمل ،ناقشت الورقة الاولى التي اعدتها الطالبة اسيل كلوسة القيادة الطلابية في المدارس بين البناء والتأثير ،فيما تناولت الورقة الثانية والتي اعدتها الطالبة لميس زعرب  بنظرة واقعية البيئة الامنة في المدارس ،فيما خصص الطالب  محمد الفرا في ورقته البحثية مناقشة حرية التعبير عن الرأي في المدارس بين الواقع والمأمول ،واختتمت الجلسة الاولى بالورقة البحثية التي اعدتها الطالبة احلام الخطيب حول ممارسة حقوق الانسان في المدارس .

فيما تناولت الجلسة الثانية التي ادارتها الطالبة عاتكة شراب اربعة اوراق بحثية ،قدمت الاولى منها والتي اعدتها  الطالبة سارة شتات رؤية نقدية للعقاب البدني في المدارس ،وجاءت الثانية التى اعدتها الطالبة شيماء البراغيثى، لتناقش واقع البرلمان الطلابي في المدارس وسبل تفعيله.

فيما اختارت الباحثة الطالبة فرح عرندس ورقتها لتسلط الضوء على رعاية ذوى الاعاقة في المدارس وقدمت برامج نظرية وتطبيقات عملية ،واختتمت الجلسة الثانية بورقة الباحث عمر صقر والتى ناقش خلالها الموهبون في المدارس .

ودارت بعد كل جلسة  نقاشات جادة بين الباحثين والجمهور ،عكست مدى تمكن الباحثات والباحثين من خلال ردودهم واجوبتهم ،وانتهى المؤتمر بإقرار التوصيات.