مرض السرطان في غزة .. ينتشر !

مرض السرطان في غزة .. ينتشر !
رام الله - دنيا الوطن-اسامة الكحلوت

يعتبر  مرض السرطان المسبب الثانى للوفاة فى فلسطين ، كما يشهد ارتفاعا فى عدد المصابين يوما بعد يوم وخاصة بعد العدوان الاخير على قطاع غزة ،ويتواجد فى مستشفى الشفاء بمدينة غزة 4.00 ملف لمرضى السرطان.

واوضح الدكتور خالد ثابت استشارى ورئيس مركز علاج الاورام فى مستشفى الشفاء بغزة ، ان مرض السرطان هو من اخطر الامراض التى تصيب الانسان لما له من خصوصية ، وزيادة ملحوظة فى عدد الحالات المصابة بالسرطان المشخصة حديثا فى المركز .

وقال الدكتور ثابت ان ذلك يعود لعدة اسباب منها زيادة عدد السكان فى قطاع ضيق ومحصور ، حيث تزداد نسبة الاورام بزيادة عدد السكان ، بالاضافة لمخلفات الحروب السابقة وخاصة العدوان على قطاع غزة عام 2008 ، حيث لوحظ زيادة باصابات السرطان فى سكان المناطق الحدودية التى تعرضت للقصف والدمار منها سرطان من النوع الشرس .

ويعود السبب الثالث والاهم فى زيادة نسبة الاصابة بالسرطان وخاصة سرطان المثانة البولية والقولون ،  للمخصبات الزراعية والمبيدات الحشرية واستخدامها السيئ فى الزراعة ، حيث يحتل سرطان القولون المرتبة الاولى بين الرجال فى قطاع غزة ، والذى يعود للنظام الغذائى والملوثات الغذائية من المبيدات الحشرية والمخصبات الزراعية .

ويتابع لدنيا الوطن " جميع الخضروات المزروعة تتعرض للرش الزراعى والمبيدات التى تحتوى على مواد مسرطنة ، وتتغلغل فى الخضروات ، ولا يجدى الغسيل الخارجى لها نفعا ، ونستهلك جميع الخضروات بما تحتويه من مواد سامة ومسرطنة تنتقل للجسم مباشرة وتؤدى لحدوث سرطان " .

ويتمثل علاج السرطان فى قطاع غزة بمرحلة العلاج الجراحى حيث يتوفر بنسبة 80 % ، والعلاج الكيميائى حيث يتوفر بنسبة 70% ،  والعلاج الاشعاعى الغير متوفر اطلاقا ، حيث تقوم المستشفى بتحويل المريض للخارج فى حال عدم توفر اى من الحلول العلاجية السابقة .

وبلغ عدد المصابين باخر احصائية بحسب حديث الدكتور ثابت عام 2013 ما يقارب  1400 حالة ، بخلاف الحالات المتراكمة من السنوات الاخرى ، حيث بلغت الاحصائية عام 2012 ما يقارب 1200 حالة ، بزيادة 200 حالة خلال عام .

والحالات المشخصة حديثا وصلت الى 1500 حالة اضافة للحالات الموجودة سابقا فى المركز ، حيث يتم علاج 12 الف مريض سنويا داخل مستشفى الشفاء وتتكرر زيارة المريض طوال العام ، ويصل عدد المرضى الذين يتم متابعتهم الى 4000 مريض ، كما وصلت نسبة الوفاة سنويا الى 35 % من اجمالى الحالات .

وأشار الدكتور ثابت ان هناك جهود حثيثة مع وزارة الزراعة بطرق غير رسمية لتشديد الرقابة وتم ذلك خلال السنوات الماضية على المزارعين بعد ايضاح مخاطر المبيدات الحشرية واتباع طرق السلامة فى استخدام المبيدات ، ولن يطرأ تحسن فى هذا الوقت او اكتشاف فعالية  هذه الجهود الا بعد عشرة سنوات بقياس نسبة الاصابة بالسرطان .

 وفى ذات السياق قال الدكتور عوض الهالول اخصائى الدم والاورام فى مستشفى عبد العزيز الرنتيسى للاطفال ، ان مرض السرطان له خصوصيته باختلاف المرض مثل سرطان الدم والغدد اللمفاوية والدماغ .

واشار الهالول ان مرض السرطان هو عبارة عن خلايا غير طبيعية تنتج وتحمل صفات وراثية وصفات انتشار اوسع فى الجسم بالاضافة للصفات الخبيثة ، ويعتبر سرطان الدم الاكثر انتشارا فى قطاع غزة بنسبة 33 بالمئة ، يليه سرطان الدماغ وسرطان الغدد اللمفاوية بالاضافات لسرطانات اخرى مثل سرطان الكلى والعظام والانسجة .

وتابع " سرطان الدم عبارة عن طفرة فى النخاع العظمى تهاجم كرات الدم الحميدة وتنتشر بسرعة مما يؤدى لمهاجمة الكرات السليمة ، وينتج عن ذلك نمو كرات الدم بالخلل ،  ويظهر اعراض ذلك على الاطفال بالحرارة والم فى العظام واصفرار فى الوجه وطفح جلدى وتضخم فى الطحال والكبد ، ونقوم باجراء تحليل سى بى سى لنتمكن من تحليل طبيعة المرض ، وعلاجه فى الاتجاه السليم ، بالاضافة لاخذ عينة من النخاع العظمى وفحصها تحت المايكروسكوب وتحديد نسبة سرطان الدم فى المريض ، والبدء بالمرحلة العلاجية " .

واكد خلال حديثه ان المستشفى تسجل 70 حالة سرطان سنويا بين الاطفال بما يعادل 6 بالمئة  فى قطاع غزة، وهى نسبة تتوافق مع النسبة العالمية وتعتبر مستقرة ، فى حين يتم تسجيل ما يقارب 7 حالات وفاة سنويا من المرضى فى صفوف الاطفال نتيجة الالتهابات والنزيف .

موضحا انه يتم علاج المرضى بعد استكمال التحاليل بجرعات كيماوى تعطى خارج قطاع غزة لان الجرعات تعطى بمتابعة مخبرية ، ولا تتوفر هذه الاجهزة فى القطاع ، كما تحتاج بعض انواع السرطان لزراعة نخاع للمريض .

ويعتبر العلاج بجرعات الكيماوى علاج اساسى وعلاج خطير له مضاعفات كنقص المناعة وتساقط الشعر والتهابات فطرية فى الفم وهشاشة عظام  وارتفاع ضغط الدم .

واشار الهالول الى ان المريض قد يستغرق متابعته فى المستشفى شهر كامل واكثر حسب الحالة ، والسيطرة على المرض والالتهابات ، كما يتواجد بقطاع غزة امكانيات وكوادر بشرية ، لكن بعض الخدمات الطبية المساندة غير متوفرة مثل التحاليل المخبرية والاشعاعية وعدم وجود اجهزة كافية والعلاج الكيماوي ، ويتم تحويل اى مريض يلزمه علاج بالخارج حتى لو كان يحتاج حبة دواء واحدة .

ووجه الهالول نصائحه للاهالى قائلا "  فى حالة ملاحظة اى اعراض غريبة وغير مقبولة على الطفل مثل طفح جلدى او حرارى غير مبرر او اصفرار فى الوجه  او انتفاخ فى البطن وتقيؤ  وتدنى مستوى الوعى وتشنجات وتغير لون البول  ، كل هذه الاعراض تحتاج لمراجعة طبيب على الفور لمتابعة الطفل ، حيث يتم علاج نسبة 80 بالمئة من مرضى السرطان فى صفوف الاطفال ، ولدينا اطفال كبروا وتزوجوا بعد وجبات العلاج " .

وقد يصاب الطفل بالسرطان نتيجة عوامل بيبئة وتلوث اشعاعى واشعاع بيئى ومبيدات حشرية وفايروسات مسببة للسرطان تصيب الشخص فجاة بنقص المناعة وسرطان دم ، ويرشح للاصابة بذلك الاشخاص ( المغوليين ) ثلاث اضعاف الانسان العادى .