إسرائيل: الجيش المصري هو العقبة المتبقية ؟!

إسرائيل: الجيش المصري هو العقبة المتبقية ؟!
رام الله - دنيا الوطن - وكالات
عندما اطلق دافيد بن غوريون، مؤسس دولة الاحتلال،مقولته الشهيرة والخبيثة: عظمة إسرائيل تكمن في انهيار ثلاث دول، مصر والعراق وسوريّة، وبالتالي لا يُمكن بأيّ حالٍ من الأحوال، الفصل بين ما يجري هذه الأيام في سوريّة عن الماضي والتاريخ والأجندات الصهيونيّة والغربيّة الاستعماريّة معها.

 فاستهداف سوريّة لم يسقط يومًا في الاستراتيجيات الصهيونيّة منذ ما قبل زرع دولتها هنا على أرض فلسطين. والآن على ضوء التدّخل العسكريّ في اليمن بقيادة المملكة العربيّة السعوديّة، تمّت إضافة الجيش اليمنيّ، كواحد من الجيوش العربيّة، التي في طريقها إلى الانهيار، كما نقلت صحيفة (معاريف) الإسرائيليّة عن مصادر أمنيّة رفيعة جدًا في تل أبيب. 

وشدّدّ تقرير الذي نشرته الصحيفة عن حالة الرضا التي تنعم بها إسرائيل بسبب انهيار معظم الجيوش العربيّة.


علاوة على ذلك، أكّد التقرير الذي نشرته صحيفة (معاريف) العبريّة، على أنّ العقبة المتبقية أمام الدولة العبريّة هو الجيش المصري. 

وأشار التقرير، إلى أنّ هناك أربع دول في منطقة الشرق الأوسط في طريقهم إلى التفكك وهم: العراق، سوريّة، ليبيا واليمن. مشيرًا إلى أنّ تلك الدول لم تنجح حكوماتها في فرض سيادة الدولة وتراجعت جيوشها وقوتها. وتابع أنّ الجيش المصري هو الجيش الوحيد الذي يقف أمام إسرائيل، يُواجه الآن معركة شرسة وخطيرة مع الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، والمُتمثّل بالحركات الإسلاميّة المُتشدّدّة، وفي مقدّمتها تنظيم (أنصار بيت المقدس)، الذي قام بمبايعة تنظيم الدولة الإسلاميّة. بالإضافة إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن المصادر الأمنيّة عينها قولها إنّ الجيش المصريّ بات مُنشغلاً جدًا في مواجهة حدود مصر المخترقة جهة ليبيا.

وأضاف أنّ إسرائيل يمكنها أن تشعر أنها دولة عظمى في الشرق الأوسط، وليس ذلك فحسب، بل إنّ الهدوء يحيط بحدودها، على حدّ قول المصادر.

 في السياق ذاته، أكّد مصدر أمني إسرائيليّ، وُصف بأنّه رفيع المستوى، في حديث إلى وسائل الإعلام العبرية أمس، على أنّ الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة استأنفت إمداد حركة حماس في قطاع غزة بالأموال، خلال الأشهر الماضية، بهدف تعزيز الجبهة الجنوبيّة مقابل إسرائيل، على حدّ تعبيره.

ونقل موقع (WALLA) الإخباريّ الإسرائيليّ عن المصدر عينه قوله، إنّه الأشهر التي أعقبت عملية (الجرف الصامد) ضدّ قطاع غزة، الصيف الماضي، شهدت استئناف العلاقات بين إيران وحركة حماس، الأمر الذي أدّى إلى إعادة ضخ الأموال الإيرانية إلى القطاع، وذلك بعد انقطاع دام فترة طويلة.

وساق المصدر الإسرائيليّ قائلاً إنّه لا يتعلّق الأمر بحجم أموال منقولة شبيه بما يأتي إلى القطاع من إمارة قطر، بل بأحجامٍ كبيرةٍ ومهمةٍ، ومن شأنها إلى جانب المساعدة التقنية الإيرانية، أنْ تعزز وضع حماس مقابل إسرائيل. وأضاف أنّ هذا التطوّر يجيء في تزامن مع مسعى للجناح العسكري لحركة حماس لإعادة ترميم قدراته التي تضررت خلال الحرب في الصيف الماضي، والجهود المبذولة من قبله، لجمع الأموال من جميع أنحاء العالم، قال المصدر الإسرائيليّ.


بالإضافة إلى ذلك، أوضح المصدر أنّ من شأن الأموال الإيرانيّة أنْ تساعد حماس في عملية إعادة تسليح جناحها العسكري بوسائل قتاليّة حديثة ومتطورّة، رغم كل الصعوبات التي أوجدها نظام الرئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي.

 ولفت المصدر في سياق حديثه إلى أنّ حركة حماس تجد صعوبة في التزود بسلاح متطور ونوعي، ذلك أنّ مصر وسّعت جغرافية المنطقة الأمنية العازلة على طول الحدود مع القطاع في محور فيلادلفيا، وتعمل على نسف الأنفاق في كل يوم، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه حتى في السودان، المحطة الأساسية التي تستخدم لنقل السلاح، باتت أصعب من ذي قبل.

من ناحيته، قال وزير الأمن الإسرائيليّ، موشي يعلون، مساء أمس الأحد إنّ إسرائيل لن تسمح نقل أسلحة نوعيّة إلى ما أسماها بالتنظيمات "الإرهابيّة"، وفي مقدّمتها حزب الله اللبنانيّ، في كلّ وقتٍ وفي كلّ مكانٍ، على حدّ تعبيره، واعتبر المحللون العسكريون في تل أبيب أنّ هذا التصريح هو بمثابة اعتراف غير مباشر بمسؤولية إسرائيل عن الضربة التي وُجهت، حسب وسائل الإعلام العربيّة، لمواقع إستراتيجيّة، في أواخر الأسبوع الماضي، بالقرب من العاصمة السوريّة، دمشق. وساق يعلون قائلاً، كما أفاد التلفزيون الإسرائيليّ، إنّ الدولة العبريّة تُواجه تحدّيات كبيرة تكتيكيّة وإستراتيجيّة، ولكن التحدّي الإيرانيّ هو التحدّي الأخطر والأهّم بالنسبة لها، حسبما ذكر.

ولفت إلى أنّ إيران ما زالت مُستمرّةً في هذه الأيّام بالذات بتسليح حزب الله اللبنانيّ وحركة حماس الفلسطينيّة، وتوعدّ حزب الله وإيران وقال إنّ إسرائيل لن تسمح لهما بإقامة بنية تحتيّة "إرهابيّة" على حدودها مع سوريّة. 

وخلُص وزير الأمن الإسرائيليّ إلى القول إنّ التهديدات لم تنخفض على إسرائيل، إنّما تغيرّت، فمكان الجيوش العربيّة، المشغولة حتى أخمص قدميها في حرب البقاء، نشأت التنظيمات "الإرهابيّة" مثل تنظيم الدولة الإسلاميّة، التي حتى اللحظة لا تُوجّه سلاحها نحو إسرائيل، على حدّ تعبيره.

التعليقات