صحيفة: هزيمة تنظيم "الدولة" تشير إلى إنعكاسات ومتغيرات كبيرة للشرق الأوسط

صحيفة: هزيمة تنظيم "الدولة" تشير إلى إنعكاسات ومتغيرات كبيرة للشرق الأوسط
رام الله - دنيا الوطن - وكالات
نشرت صحيفة "ناشينال انتيريست" الأمريكية، تقريراً على موقعها الإلكتروني، تضمن تحليلاً للكاتب "سيين ميرسكي" عن مرحلة ما بعد تنظيم "الدولة الإسلامية" في الشرق الأوسط، افترض فيه الكاتب أن التنظيم بدأ يضعف، وأنه لا بد من وضع استراتيجية للسيطرة على موازين القوى في الشرق الأوسط.

يقول الكاتب: "لقد تحول ميزان القوى في الشرق الأوسط، في أعقاب حرب الخليج الثانية والربيع العربي وصعود "الدولة الإسلامية"، ولكن لا أحد يعرف مقدار هذا التحول؛ فبعض الجهات تشعر بأنها أقوى، والبعض الآخر أكثر عرضة للخطر، مولدة حالة من انعدام الأمن والثقة المفرطة بالنفس بالتناوب، مع اتحاد مجموعات متنافرة من الجهات الفاعلة، فقط في حملتهم ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"".

ويرى الكاتب أن تنظيم "الدولة" بدأ ينهار، الأمر الذي يجعل الحلفاء في حربهم ضد التنظيم يفكرون في كيفية بسط نفوذهم، وإعادة توجيه أنفسهم في منطقة متغيرة، معتبراً أن هذه هي المعضلة الأمنية التي تواجه العالم اليوم، وأوضح أن "الحالة التي يكون كل طرف فيها يحاول حماية نفسه ضد التهديدات المحتملة مع تدابير دفاعية، وتشكيل التحالفات الطائفية التي تهدد الآخرين عن غير قصد، مما يؤدي إلى حلزونية تصعيدية خطيرة"، على حد قول الكاتب.

ويتابع الكاتب "باختصار، الظروف مهيأة للصراع، بالفعل، فقد اندلعت الحروب الطائفية بالوكالة في سوريا واليمن، والعراق نفسه على حافة حرب أهلية بين الشيعة والسنة. وإن هذه الشرارات تزداد في التوتر والشدة، وعند نقطة ما، يمكن للمرء أن يشعل جحيماً أوسع، كما أنه ليس هناك أي احتمال للعودة إلى الوضع الذي كان قبل الحرب، في صعودها المروع وتراجعها الذي لا مفر منه، وقد خلط صعود "الدولة الإسلامية" الأوراق في الشرق الأوسط، من خلال تعطيل توازن القوى".

- الاستراتيجية الأمريكية الجديدة

يقول الكاتب إن الرئيس أوباما بدأ الحرب ضد "الدولة الإسلامية" بتردد كبير؛ إذ إنه لا يريد توريط الولايات المتحدة في صراع آخر في الشرق الأوسط، معتبراً أن التحالف ضد تنظيم "الدولة" بدأ بالتفكك، وأن المنطقة مقبلة على نقطة انعطاف كبيرة مع إمكانات لا تصدق للتصعيد؛ لذا فإنه مع عدم وجود استراتيجية مستقبلية، قد تجد الولايات المتحدة نفسها منخرطة في مجموعة جديدة من الصراعات الدائمة.

وأشار الكاتب إلى المملكة العربة السعودية وإيران، مبيناً أنه من السهل أن نتصور أن العواقب الإنسانية للصراع العرقي والديني الإقليمي يمكن أن تتجاوز حتى تلك الحرب الأهلية في سوريا.

ويرى أنه من أجل تجنب هذه النتيجة الكئيبة، تحتاج واشنطن إلى التحرك الآن لوضع استراتيجية طويلة الأجل، تمثل ظروفاً جديدة وأكثر خطورة في المنطقة، منوهاً إلى أن المطلوب استراتيجية كبرى تعمل على التوفيق بين الهدف المباشر الآني مع الهدف على المدى الطويل، كما تتطلب هندسة التوازن النسبي للقوة في جميع أنحاء المنطقة، بحيث يمكن منع صعود إيران للهيمنة الإقليمية في ظل حالة الفوضى الطائفية.

ويتابع الكاتب: "إن بعض جوانب هذا التوازن يكون سهلاً أكثر من غيره، في العراق على سبيل المثال، واشنطن يمكن ويجب أن تكون بمنزلة وسيط بين الأكراد وبغداد؛ من أجل بناء الثقة اللازمة لاستمرار التعاون بين البلدين. حل وسط صعب لكنه ممكن، فالعراق لا يريد انفصال الأكراد، والأكراد لا يريدون خوض حرب أهلية ضد الحكومة المركزية".

واعتبر الكاتب أن واشنطن تواجه مأزقاً أصعب بكثير عندما يتعلق الأمر بإيران وعملائها الشيعة، من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها العرب، من جهة أخرى، وأنه يجب على الرئيس أوباما أن يحرص على أن لا يغفل عن الاستراتيجية الأمريكية الأوسع للمنطقة.

ولم يخف الكاتب تخوفه من أن انتصار أمريكا وإيران على تنظيم "الدولة"، سيكون على حساب خطوة هامة نحو الهيمنة الإقليمية الإيرانية، وأزمة طائفية محتملة لم يسبق لها مثيل.

وحذر الكاتب من تحول حلفاء اليوم الى أعداء الغد، في إشارة إلى التحالف الدولي بين أمريكا وإيران وبعض الدول العربية، بعد أن تنتهي حربهم ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، عقب ما أطلق عليه الكاتب "الانتصار المروع" للتنظيم.

التعليقات