الباحث أدهم أحمد: نقص فيتامين دال مرتبط بالاصابة بمرض القلب التاجي

الباحث أدهم أحمد: نقص فيتامين دال مرتبط بالاصابة بمرض القلب التاجي
رام الله - دنيا الوطن
يعتبر مرض القلب التاجي السبب الاول للوفيات بين النساء والرجال في فلسطين و الوطن العربي و جميع أنحاء العالم. اجرى الباحث و المحاضر بجامعة فلسطين دراسة جديدة عن علاقة فيتامين دال و مستوى بروتين سي التفاعلي (CRP) في الدم و الاصابة بمرض القلب التاجي و تم نشرها في المجلة العلمية للأبحاث Scientific Research Publishing و التي لاقت اقبالا من الباحثين و طلبة العلم و المهتمين. و تمت هذه الدراسة لتقييم العلاقة بين فيتامين دال و الاصابة بمرض القلب التاجي في غزة. يلعب فيتامين دال دور كبير في الجسم، فهو يساعد على امتصاص الكالسيوم بالدم و يقي من لين و هشاشة العظام و تسوس الاسنان و اضطراب عمل العضلات الهيكلية و القلب.

وعن مصادر فيتامين دال يعتبر التعرض لأشعة الشمس المصدر الرئيسي للحصول على فيتامين دال حيث تقوم الأشعة فوق البنفسجية بتحويل الكلسترول الموجود تحت الجلد الى فيتامين دال بواسطة الكبد و الكلى بالاضافة لذلك يمكن الحصول على فيتامين دال من الغذاء والمكملات الغذائية مثل لحم الأسماك الدهنية (مثل سمك السلمون، والتونة، وسمك الإسقمري) و يوجد بشكل كبير في زيوت كبد الحوت و يوجد بكميات متوسطة الى قليلة في كبد البقر والجبن وصفار البيض و الفطر "المشروم".

و اظهرت دراسات حديثة علاقة بين انخفاض مستوى فيتامين دال بالدم و زيادة الفرصة للاصابة بامراض المناعة و الاورام و السكري، و لا زالت تجرى العديد من الدراسات العلمية حول علاقة فيتامين دال بالعديد من الامراض ومنها مرض القلب التاجي و التي لم تثبت جميعها تلك العلاقة، فقمنا باجراء دراسة محلية للكشف عن وجود علاقة بين قلة تناول فيتامين دال في الغذاء ومستواه بالدم و علاقته بزيادة بروتين سي التفاعلي CRP عند مرضى شرايين القلب التاجي المراجعين في عيادات القلب الخاصة.

وقد اشارت دراسات جديدة الى وجود دور مهم لفيتامين دال في تقليل الالتهابات و تحسين عمل جهاز المناعة و تعتبر زيادة بروتين سي التفاعلي (CRP) في الدم و هو مؤشر لوجود التهاب بالجسم يدل على وجود أمراض شرايين القلب التاجية و هو ما أثبته الباحث أدهم أحمد في دراسة سابقة اجريت في غزة و نشرتها صحيفة دنيا الوطن ثم نشرت في احد المجلات العلمية الامريكية في عام 2015.

شملت الدراسة مائة مشارك ومشاركة تم تقسميهم الى مجموعتين 50 حالة و 50 ضابطة و كانت اعمارهم تزيد عن 40 سنة و شخصوا بمرض القلب التاجي كانوا قد عولجوا في العيادات الخاصة و تم اخيارهم بطريقة هادفة غير عشوائياً تتراوح اعماهم 40 سنة فأكثر. حيث تم اجراء مقابلة شخصية مع المشاركين في الدراسة من خلالها الاستبيان عن كمية الطعام المحتوي على فيتامين دال و تقييم مستوى فيتامين دال في الدم بالاضافة الى اجراء فحص بروتين سي التفاعلي CRP في الدم و تم تحليل البيانات بواسطة برنامج التحليل الاحصائي.

أظهرت النتائج و جود علاقة ذات دلالة احصائية بين تقدم السن و نسبة الاصابة بمرض القلب التاجي ، أما عن نوع الجنس فكانت الاصابة مرض القلب التاجي اعلى عن الذكور (54%) من الإناث (46%). و بينت النتائج ان متوسط المدة الزمنية اليومية التي تعرضت لها الحالات المصابة بمرض القلب التاجي لأشعة الشمس أقل من المجموعة الضابطة. علاوة على ذلك وجد ان متوسط استهلاك حصص الغذاء الغنية بفيتامين دال اقل عن حالات القلب التاجي و كذلك مستوى فيتامين دال في الدم مقارنة بالمشاركين الضوابط و الذي انعكس على زيادة مستوى بروتين سي التفاعلي CRP بالدم عند مرضى القلب التاجي.

و خلصت الدراسة الى وجود علاقة مباشرة بين نقص فيتامين دال و بروتين سي التفاعلي (CRP) في الدم و زيادة فرصة الاصابة بمرض القلب التاجي، و نصح الباحث مرضى القلب التاجي بزيادة مدة تعرضهم لأشعة الشمس في الصباح و قبل الغروب و التركيز على تناول الاطعمة الغنية بفيتامين دال. و أكد الباحث على ضرورة اجراء دراسات وصفية اضافية تشمل عدد اكبر من مرضى القلب التاجي و اخرى تجريبية من خلال اعطاء اقراص فيتامين دال لمرضى القلب التاجي ومتابعهم لسنوات قادمة لربما ساعدت في تقليل مضاعفات مرض القلب التاجي و معدلات الوفيات.

التعليقات