اليرموك: الآلاف من لاجئي فلسطين تحت الحصار - نداء طارئ لإغاثتهم

اليرموك: الآلاف من لاجئي فلسطين تحت الحصار - نداء طارئ لإغاثتهم
رام الله - دنيا الوطن
حفلت وسائل الإعلام مؤخرا بمشاهد وصور مروعة للاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بدمشق بعد أن دخل إليه العديد من الجماعات المسلحة ما أدى إلى تكثيف الأعمال العدائية فيه بشكل كبير وضع أرواح الآلاف من المدنيين – ومن بينهم لاجئين مسجلين لدى الأونروا – في دائرة الخطر البالغ. وخلال القتال الذي عمل على محاصرة 3,500 طفل في دائرته، قمت بقيادة مهمة إنسانية إلى دمشق، وخلال وجودي هناك عملت الأونروا على توسيع نطاق مساعداتها لسكان اليرموك الذين هربوا من القتال والذين ينزحون الآن بشكل مؤقت في الضواحي المجاورة.

وأود أن أخبركم المزيد عن عملنا الإنساني مع تلك المجتمعات المصدومة والنازحة بعد قليل. ولكنني أود بداية أن أعرفكم على طفلين صغيرين التقيت بهما في ملجأ مؤقت بضاحية تدعى يلدا وذلك خلال مهمتي التي قمت بها إلى دمشق.

ولد جهاد يعقوب، وهو أصغر لاجئ فلسطيني يهرب من اليرموك، يوم 30 آذار. ولم تتخيل والدته فاطمة سعيد بأن إنجاب طفل إلى هذا العالم سيكون بهذه الدرجة من الصعوبة. أما محمد فهو أيضا من مواليد اليرموك في 25 من كانون الثاني من هذا العام.

وعندما انتقلت الجماعات المسلحة للمخيم، فرت والدته بحثا عن السلامة. لقد كان كل ما يدور في خلدها هو إنقاذ حياة طفلها المولود حديثا.







ولد جهاد يعقوب يوم 30 آذار 2015. الحقوق محفوظة للأونروا



ولد محمد يوم 25 كانون الثاني 2015. الحقوق محفوظة للأونروا

ومثله في ذلك مثل النزاع السوري الأوسع، فإن لليرموك وجها إنسانيا؛ ألا وهو وجهي الصغيرين محمد وجهاد. إنني أود أن أعرفكم بهما على أمل أنكم أيضا ستتفهمون السبب الذي يجعلني مقتنعا بشدة بأن الابتعاد ليس خيارا وستدركون السبب الذي ينبغي لأجله على المجتمع الدولي – كلنا جميعا - أن يتصرف بطريقة منسقة للاستجابة للمآسي العديدة في سورية.

وإنني فخور لأن استجابة فريقنا في دمشق كانت فورية وشجاعة؛ وذلك على الرغم من أننا لم نتمكن من الدخول إلى اليرموك نفسه منذ 28 آذار، إلا أننا استطعنا الذهاب إلى المناطق المحاذية لمنطقة الأعمال العدائية وقمنا بالتفاوض مع السلطات السياسية والدينية المحلية من أجل الحصول على سبيل للوصول. وبذلك استطعنا توسيع استجابتنا الإنسانية لتشمل المساعدة حوالي 3,000 مدني كانوا قد فروا للتو من اليرموك إلى المناطق القريبة.

وعملت الفرق التابعة لنا يوميا على تزويد 4,000 عائلة بطرود غذائية تحتوي على مؤونة 10 أيام لعائلة مؤلفة من خمسة أفراد. وأيضا، تم توزيع 1,200 كيس من الخبز وبعض المستلزمات الإنسانية الأخرى. وقام كادرنا الطبي بتأسيس نقطة صحية متنقلة عملت على معالجة 254 مريضا على مدار اليوم؛ وقام أطباؤنا باكتشاف عشر حالات من الالتهاب الكبدي الوبائي من نوع (أ) نتيجة إمدادات المياه الملوثة في المنطقة. وبالإضافة إلى الغذاء والدواء، كنا نقدم أجهزة معالجة تنقية المياه والفرشات والبطانيات وأطقم المطبخ والأطقم الصحية. إننا لا نقدم المساعدة للعائلات الفلسطينية والسورية التي نزحت بشكل مؤقت من اليرموك فحسب، ولكننا نقدمها للمجتمعات المستضيفة في ضواحي يلدا وبابيلا وبيت سهم أيضا.

التعليقات