ما هي بدائل حركة حماس "القاسية" ؟

ما هي بدائل حركة حماس "القاسية" ؟
غزة - خاص دنيا الوطن 
اياد العبادلة وأسامة الكحلوت
هددت حركة المقاومة الإسلامية حماس بإتخاذها عدة بدائل وخيارات قد تكون "قاسية" جدا في حال إستمر الوضع في قطاع غزة كما هو عليه من حصار وإغلاق محكم ووصول التفاهم بين الحكومة والسلطة  مع حركة حماس لطريق مسدود برغم الجهود التي بذلت لتجاوز الأزمات.

جاء ذلك ع اعلان وزير العمل الفلسطيني الدكتور مامون ابو شهلا لدنيا الوطن ان الاتصالات بين حكومته وحركة حماس مقطوعة .

الخيارات والبدائل لوح بها عدد من قادة الحركة في تصريحات إعلامية متفاوتة  فما هي بدائل حركة حماس "القاسية" ؟ وكيف سترد عليها السلطة الوطنية الفلسطينية ؟

قيادي في حماس : خيار الانفجار بوجه اسرائيل مطروح من المقاومة كمساندة للشعب

قالت حركة حماس على لسان المهندس عيسى النشار مستشار رئيس الوزراء السابق بغزة، ان حكاية المئة بديل وخيار لقطاع غزة لا يعنى شيئا، وان مفهوم البدائل ان حماس ليست منفردة بالسلطة ، وسيكون الامر مطروح للشعب والفصائل كحل مستقبلى فى حال استمر الحصار وفشل الحكومة والمصالحة، بتشكيل لجنة لادارة قطاع غزة .

وقال النشار فى تصريح خاص لدنيا الوطن، ان حماس لم تدخر جهدا فى توفير خدماتها لابناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة،  سواء على المستوى الداخلى او بتوفير الدعم على المستوى الخارجى .

وأشار النشار خلال حديثه ان التصعيد مع اسرائيل هى مسألة مرهونة بالموقف الاسرائيلى وموقف المقاومة، وبحسب التقديرات على ارض الواقع، من الطبيعى ان الضغط يولد الانفجار وسيكون الانفجار فى وجه اسرائيل .

واضاف " المقاومة ستكون مساندة للشعب الفلسطينى فى انفجاره ضد اسرائيل ، لان المقاومة هى جزء من الشعب الذى وصل لمرحلة صعبة لتعرضه لازمات كبيرة ووصوله لحالة سيئة اقتصاديا ومعنويا" .

وقيم النشار الاوضاع الحالية فى قطاع غزة بانها صعبة جدا ، وان الحكومة تتجه لاجراء تكافل بين ابناء الشعب لمحاولة التخفيف عن فئة المحتاجين والعمال، والذى قد يتم الغائه فى حال وجدت اللجنة ان القانون سيكون ثقلا على كاهل المواطنين .

كما رحب بزيارة الرئيس الامريكى الاسبق كارتر الى قطاع غزة الخميس المقبل، والذى قد يقوم بدور جديد فى اتفاق مصالحة ( مكة 2 ) ، وقال" كارتر شخصية دولية يحاول ان يكون له دور فى المنطقة، واذا كانت زيارته ايجابية فليس لدينا ابواب مغلقة للتخفيف عن الشعب وايجاد حلول رسمية فاهلا وسهلا، واذا كانت زيارته بروتوكولية فنحن فى غنى عنها " .

مشيرا الى ضرورة ايجاد حل لقضية الموظفين على الرغم من اعتبار القضية ضمن مجموعة قضايا اخرى لكنها  الاهم، ولا يمكن ان تحل اى مشكلة اذا استمرت ازمة الموظفين لانها مفتاح الحل للقضايا الاخرى المتعلقة بمنظمة التحرير والانتخابات والمصالحة المجتمعية .

بدائل حماس "القاسية"

وتحليلا للخيارات والبدائل التي لوحت بها حركة حماس أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر د إبراهيم إبراش أن أمام حركة حماس نوعين من الخيارات والبدائل وهي إما بدائل تكون في إطار المشروع الوطني أو بدائل خاصة بحركة حماس وفي إطار مشروعها السياسي "الإخوان" دولة غزة على حد وصفه .

واستعرض د إبراش البديلين بقراءة متأنية ,لافتا إلى أن البديل في إطار المشروع الوطني سوف يحظى بقبول وطني عام من كافة الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية وسيندرج في هذا الإطار الإستعداد للإنتخابات  ومعالجة كافة القضايا العالقة والمتراكمة منذ توليها مقاليد الحكم في قطاع غزة.

وأشار إلى البديل الآخر إذا في إطار مشروعها الخاص بها القائم على مبدأ "دولة غزة" والفصل سيكون على حساب المشروع الوطني ,بغض النظر عن المعطيات التي يمكن أن تحصل عليها وفق الوعودات "مطار وميناء" وممر مائي ,منوها إلى أن هذا الأمر سيحمل مخاطر بالدرجة الأولى ستعود على حركة حماس والمشروع الوطني والدولة الفلسطينية.

د إبراش أكد على أن البديل إذا كان لابد منه فيفترض أن يكون في الإطار الوطني ومشروع الدولة الفلسطينية وبناء إستراتيجية عمل وطني جديدة تكون مرجعية لكافة القرارات من اجل الإنتقال لمرحلة ما بعد الدولة.

موقف السلطة الفلسطينية

وعن موقف السلطة الوطنية الفلسطينية في مواجهة بدائل حركة حماس وخصوصا مشروعها الخاص "دولة غزة" أكد أستاذ العلوم السياسية د إبراهيم إبراش أن السلطة الفلسطينية ليس بمقدورها أن تفعل شيء في الوقت التي تفصل فيه إسرائيل قطاع غزة عن الضفة الغربية جغرافيا.

وأكد أن أي تحرك للسلطة الفلسطينية في هذا الوضع لن يكون ناجحا في ظل الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة إلا على الصعيد المجتمعي.

ولخروج السلطة من مأزقها وإستطاعتها المواجهة قال د ابراش أنه يتحتم عليها ان تحقق إنجازات ملموسة على الأرض خصوصا في الضفة الغربية ,وأن تعمل على إقناع المواطنين الفلسطينيين بأن مشروع التسوية والسلام هو الذي سيوصل إلى المشروع الوطني المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية.

الإطار القيادي للمنظمة

وأشار إلى أن قدرة السلطة الوطنية الفلسطينية وفقا لتصريحات المسؤولين فيها في الآونة الأخيرة بانها أصبحت عاجزة وبلا فاعلية عن حل العديد من الإشكاليات ,الأمر الذي يجعلها عاجزة أما بديل "دولة غزة" إذا إختارته حركة حماس ولن تستطيع أن توقفه إلا في إطار عقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية وتفعليه ,لافتا إلى أن دون ذلك حماس ستذهب إلى مشروعها بإنشاء دولة غزة.


قاسم : لو كنت مكان حماس لفتحت الحدود مع مصر

بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح د عبد الستار قاسم أن حركة حماس لا تستطيع أن تقيم دولة في غزة لأنها لا تملك العدالة ولا تملك الجرأة الكافية لأن تذهب إلى طهران وتصنع صديقا يوآزرها ويكون بديلا للعرب.

وللخروج من أزمتها الراهنة ومناكفاتها مع القيادة الفلسطينية رأى عبد الستار قاسم أن الحل يكمن في أن تصنع حركة حماس أزمة دولية تؤثر على الساحة الدولية وتلقى بظلالها على الوضع في غزة ,لافتا إلى أن فتحها للحدود مع مصر في العام 2008 أحدث أزمة عالمية وسلط الضوء على قضية غزة.

وبالاشارة إلى مشروع "دولة غزة" وهل سيكون البديل أوضح قاسم أن المتعارف عليه على مدار تاريخ الثورة الفلسطينية بأن أي شبر من الأرض الفلسطينية سيتم تحريره سوف تقام عليه الدولة الفلسطينية ,وفي ذات السياق قلل من إحتمال قدرة حركة حماس على قيام الدولة.

يشار إلى أن حركة حماس أعلنت اليوم الأحد الـ26 أبريل في مؤتمر صحفي وعلى لسان الناطق بإسمها سامي أبو زهري أن إن حماس ستكون أمام اتخاذ بدائل قاسية حال استمر الاستهتار بحقوق الشعب الفلسطيني".

كما إتهمت حركة حماس حكومة الوفاق الوطني التوقف عن سياسة "الكذب" فيما يتعلق بشؤون قطاع غزة، مشدداً على أن حماس لن تترك شعبنا "نهباً لهذا التفرد والحصار".

التعليقات