جهود شبابية ومؤسساتية لتفعيل دور الرقابة على إعادة الاعمار

جهود شبابية ومؤسساتية لتفعيل دور الرقابة على إعادة الاعمار
غزة - دنيا الوطن
نفذ الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة _أمان ضمن مشروع "مؤسسات المجتمع المدني و المواطن"، على مدار يومي 23 و 25 من ابريل تدريبًا حول تصميم حملات الضغط والمناصرة في الرقابة علي عمليات إعادة الإعمار مستهدفًا مجموعة من ممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني في قطاع غزة؛ لبناء قدراتهم وتأهيلهم للانخراط في جهود الرقابة على عملية إعادة الاعمار.

سليمان حمادة 23 عامًا هو أحد المتدربين وقد تعرض بيتهم للتدمير الكلي خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة 2014، وبحسب حمادة فإن عائلته لم تحصل على أية أموال لإعادة تعمير بيتهم؛ باستثناء المساعدات الاغاثية كالطعام والأغطية.

وقال "أعرف الكثير من العائلات التي دمرت بيوتهم بشكل جزئي وقد تلقوا بالفعل أموالاً، بينما نحن خسائرنا أكبر حجمًا ولم نحصل على شيء، أنا وغيري من الناس لدينا أسئلة حول هذه الممارسات المبهمة، نحتاج الإجابة عليها سواء من خلال مؤتمر أو موقع يستقبل أسئلتنا"، ويرغب سليمان بالانخراط في العمل الذي سيترتب على التدريب، وذلك من باب شعوره بالظلم، مما سيدفعه لطرق الخزان والمطالبة بالرقابة والتغيير.

أسماء النجار 24 عامًا متدربة أيضًا وهي من منطقة خزاعة جنوب غزة والتي تعرضت لدمار كبير خلال العدوان، أعربت عن فقدانها الأمل بعملية إعادة الاعمار؛ فالدمار في منطقتهم كبير والناس يعيشون داخل الكرفانات أوضاعًا صعبة.

عن التدريب قالت النجار "هذا التدريب يقوينا أكثر للتمسك بحقوقنا وكيفية المطالبة بها، خاصة في وجود جسم قانوني والعديد من المعلومات والتوجيهات لمساعدتنا، لذا أنا معجبة بالفكرة ومتحمسة للانخراط في جهود توجيه الرقابة على عملية إعادة الاعمار، ضمن هذه الجهود المؤسساتية".

وبحسب بكر التركماني المستشار القانوني لـ "أمان"، فإن المشروع يأتي في سياق أنشطة مركز المناصرة والإرشاد القانوني، والذي أطلقته أمان في العام 2009، بهدف مكافحة الفساد من خلال الاتصال المباشر مع المواطنين بكافة مستوياتهم التعليمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، مبينًا أن طريق الاتصال مع المواطن متاحة وسهله وذلك من خلال الرقم المجاني لمركز المناصرة وحملة "الأيادي النظيفة".

وقال التركماني "نقدم في المركز الدعم والمشورة القانونية لضحايا وشهود الفساد والمبلغين عنه لتفعيل محاسبة المسؤولين، من قبل المؤسسات المعنية وضمان حماية المبلغين"، يذكر أن المشروع ينظم بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

منهجية تدريب حديثة
المدرب محمود عبد الهادي أوضح أن التدريب سيعمل على تعريف المشاركين بالمفاهيم المرتبطة بمحاربة الفساد، بما يشمل تحسين مستوى الفهم لديهم حول طبيعة الدور الذي من الممكن أن تلعبه المؤسسات القاعدية في محاربة الفساد و تطوير استراتيجيات وتصميم حملات الضغط والمناصرة المتعلقة بالرقابة على اعادة الاعمار.

مبينًا أن المخرجات المتوقعه على المدى القريب للتدريب؛ التركيز على موضوع الشفافية والمساءلة في موضوع إعادة الاعمار من خلال منهجية تشاركيه بين فئات المجتمع، أيضًا صناعة حملات للدور الرقابي، علاوة على حصول المتدربون على خدمات الدعم والإرشاد المتعلقة بالتعامل مع صناع القرار.
فيما قال عبد الهادي عن الأسلوب المتّبع في التدريب "التدريب قائم على منهجية حديثة تتعلق بالحركة واستخدام مهارات الربط والتحليل والتفكير وإنتاج المعلومات المتعلقة بموضوع التدريب، وهنالك نماذج من التي تلقوها خلال اليومين سيجدون أنفسهم يستخدمونها لاحقًا في الميدان".

وأضاف "سيكون مجمل التدريب ومخرجاته رافدًا أساسيًا في دعم جهود الوطنية لمحاربة الفساد في فلسطين، وتحديدًا ستعود الفائدة على المواطن والفئات الهشّة من المجتمع".

وسيحظى المتدربون أثناء انتقالهم لمرحلة العمل في الميدان؛ بالعديد من خدمات مركز المناصرة والإرشاد القانوني في "أمان"،كالدعم والإرشاد في كيفية التعامل مع صنّاع القرار الفاعلين والقائمين على عملية إعادة الإعمار، أيضًا سيدعم المركز جهود المؤسسات حديثة التجربة في المجال، بهدف تزويدهم بالقدرات والخبراتاللازمة لعملهم.