المطران عطا الله حنا لدى استقباله وفدا سويسريا : " السلام شيء والاستسلام شيء آخر "

المطران عطا الله حنا لدى استقباله وفدا سويسريا : " السلام شيء والاستسلام شيء آخر "
رام الله - دنيا الوطن
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأن السلام الحقيقي لا يمكنه ان يكون الا من خلال تحقيق العدالة ، وبإنعدام تحقيق العدالة لا يمكن ان يتحقق السلام المنشود .

وقال سيادته بأن مشكلتنا في هذه الديار ان هنالك من يحدثوننا عن السلام ولكنهم لا يفعلون شيئا من اجل تحقيق العدالة التي بدونها لن يكون سلام .

فالاحتلال ما زال قائما وممارساته العنصرية تتصاعد يوما بعد يوم والفلسطينيون ما زالوا يعيشون حتى اليوم تداعيات النكبة التي حلت بهم، وقد دفعوا ثمنا غاليا اذ شرد الكثيرون منهم واقتلعوا من ديارهم ، والنكبة بالنسبة اليهم ليست حدثا تاريخيا يستذكرونه وانما هو واقع يعيشونه في ظل هذا الظلم التاريخي الذي حل بهم .

كيف يمكن ان يحل السلام في بلادنا والاسوار العنصرية تحيط بنا من كل حدب وصوب وكيف يمكن لهذا السلام ان يأتي مع الحواجز العسكرية التي تمنع الفلسطيني من ان ينتقل في وطنه بحرية من مكان الى مكان ، عن اي سلام يتحدثون والقدس تبتلع في كل يوم وتشوه صورتها ويساء الى مقدساتها ، والانسان العربي الفلسطيني فيها يعامل كالغريب ، فمتى شاءت اسرائيل يمكنها ان ترحل او تبعد او تسحب هوية اي مواطن في مدينة القدس .

لقد تحولت كلمة السلام بالنسبة الينا الى اكذوبة كبرى والى كلام حق يراد به باطل ، فهل يعقل ان نقبل بسلام يريدونه مع بقاء الاحتلال والقمع والظلم والعنصرية ؟!

لقد قلنا ونقول الان اننا مع السلام ولكننا نرفض الاستسلام فالسلام شيء والاستسلام شيء آخر.

ولذلك اتمنى واطالب كل الذين يحدثوننا عن السلام ان يعملوا اولا من اجل رفع الظلم عن المظلومين وعودة الحقوق السليبة الى اصحابها ونحن في فلسطين لا يمكننا ان نقبل او نتراجع او نتنازل عن حقوقنا الوطنية ، فالسلام ليس شعارا وانما هي ثمرة من ثمار العدل ، وعندما لا يكون هنالك عدل لا يتحقق السلام .

وقد جاءت كلمات سيادة المطران عطا الله حنا هذه قبل قليل لدى استقباله وفدا من منظمة رجال دين من اجل السلام السويسرية التي تتخذ من مدينة جنيف مقرا لها ، وهي منظمة حقوقية تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان وتضم في صفوفها رجال دين من كافة الاديان .

وقد استقبل سيادة المطران اليوم الوفد ووضعه في صورة ما يحدث في مدينة القدس من انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان وهدفها افراغ مدينة القدس من بعدها العربي الفلسطيني الوطني ، واكد سيادته على رفضه القاطع لفرض المنهاج الاسرائيلي على المدارس الفلسطينية في القدس ، وهذا عمل لا يمكن ان يقبله الفلسطينيون ويندرج في اطار ما يمارس بحقهم من ممارسات ظالمة ، كما استنكر سيادته عملية اعدام الفتى علي سعيد ابو غنام المقدسي القاصر فجر اليوم في مدينة القدس .

وحث سيادة المطران الوفد على التضامن مع الشعب الفلسطيني وتفهم معاناته والتأكيد على اهمية انهاء الاحتلال وتحقيق امنيات وتطلعات الشعب الفلسطيني ، كما اكد سيادته بأن المسيحيين في هذه الديار هم جزء من هذا الشعب الذي يناضل من اجل حريته والمسيحيون الفلسطينيون مخلصون لانتماءهم الوطني كما هم مخلصون
لانتماءهم الروحي .