أسرى خلف القضبان يسطرون ملاحم بطولة وانتصار

أسرى خلف القضبان يسطرون ملاحم بطولة وانتصار
رام الله - دنيا الوطن - سارة الوادية
أسرى داخل الزنازين يعانون من بطش المحتلين سلبوا الأرض ودنسوا المقدسات وما زالوا يعيثون في الأرض فساداً وراء فساد ويصفون أسرانا بأنهم صناع الإرهاب، انهم أهل حقٍ يا حاقدين دافعوا عن أرضٍ سلبتموها من سنين.

تعذيب .. اهمال .. حرمان، حكاية أسرى ضحوا بأنفسهم من أجل أوطانهم فهل من ناصرٍ لقضيتهم؟؟

سجنهم غرفة من أربع جدران يقبعون فيها ليل نهار فضلاً عن وتيرة الاقتحامات والتفتيشات الهمجية من قبل قوات القمع التابعة للسجون الصهيونية بهدف تنغيص معيشتهم، لكن ذلك لم ينل من عزيمتهم إضافة الى ذلك الاهمال بحالتهم الصحية، حيث تم إجراء دراسة على عينة من الأسرى المرضى داخل السجون المكونة من 180 حالة مرضية، فمنهم المصابين بمرض القلب بنسبة 15%، والمعدة 14%، والضغط12%، والعظام11.6%، والعيون 8.3%، والكبد6.1%، والسكر2.7%، والجلدية 2.7% غير الأمراض الأخرى التي يعاني منها أسرانا.

حكاية أسير ذاق العذاب بألوانه في الزنازين من قبل محتلٍ ليس عنده إنسانية ولا ضمير، إنه الأسير المحرر (علي محمد الحميدي، سكان ديرالبلح) تم اعتقاله وعمره 17 سنة في تاريخ 21-12-2002م والذي أفرج عنه في تاريخ 1-7-2007م ، يقول الحميدي: "أول ما تم اعتقالي ادخلوني في موقع عسكري(كوسوفيم) مكثت في إيرز ثلاثة أيام لا يوجد هواءٌ نظيف ولا فراش نظيفٌ، والمعاملة سيئة جداً، بعدها ترحلت الى عزل سحن الرملة سبعة شهور، كنت معتقل اداري بعدها ترحلت الى مركز تحقيق عسقلان".

ويضيف الحميدي: "دخلت الزنزانة وهي عبارة عن مترين في متر، لا اعرف ليلاً من نهار، جدارها القصارة التي عليها بارزة حوالي سم والضوء مشتعل ليلاً نهار لونه أصفر متعب للنظر والغرفة عازلة للصوت، حتى لون الزنزانة الذي لها تأثير نفسي، والأكل في الزنازين شريحة خبزة وشقفة جبنة وكأس الشاي البارد".

ويقول المحرر: " عند الذهاب الى التحقيق كان مكوثنا فيه أكثر من الزنزانة يدخل عليه المحقق ويأخذ الإفادة بقوله (قص القصة) هذه عبارة المحققين مع الأسرى، بقيت على ذلك ثلاثة اسابيع بعدها أعطيته إفادة أنني أنتمي إلى تنظيم معين ولا يوجد لدي أي عمل عسكري، واكتفى بتلك الإفادة، بعد التحقيق أخذوني السجن وانا مكبل الرجلين اليدين ومغمض العينين".

ويضيف الحميدي: " اكتشفت أن الحياة في عسقلان، شطة، والرملة وغيرها من السجون عبارة عن مجتمع مصغر ينقصنا فيه شيءٌ واحد وهو فقدان الحرية، زيارة الأهل الينا كانت معاناة سيئة جداً بالنسبة لهم تحقيقٌ.. تفتيش.. انتظار واحيانا أهالي يصلوا السجن وتقول لهم مصلحة السجون: ممنوع الزيارة.

وقام الحميدي بتوجيه رسالة الى رؤساء العرب يقول فيها: "لو أنهم يريدوا أن يفعلوا شيئاً للأسرى لفعلوا"

أهل الأسير يدفعون الثمن
أم الأسير عيسى العباسي في الخمسينات من عمرها التي أبلغها الاحتلال لتسليم نفسها في سجن الرملة بتهمة محاولة طعن جندي اسرائيلي، كلها أكاذيب من قبل الإسرائيلي فقط لمحاولة الانتقام.

ما ذنبها أم الأسير ألم يكفي صبرها ودموعها التي تسيل كل يوم على مهجة قلبها، تقول أم عيسى العباسي: "ماذا سأتوقع منهم لو لم أسلم نفسي سيأخذون أولادي وزوجي، وليست هذه المرة الأولى التي سأسجن فيها بل تم سجني قبل ذلك أنا وزوجي وأولادي وكانت المعاملة سيئة جداً".

وتضيف العباسي: " لقد منعنا .من زيارة عيسى حتى حفيدي نور الدين منعوه من زيارة أباه".

ووجهت رسالة تقول فيها: " أناشد كل الجهات المعنية أن أولادي يزورنني وزوجي هذا ما أريده وأتمنى أن يعطونني الأدوية المناسبة فأنا مريضة بالسكري والضغط وأمراض عدة ، أغيثوا اولادي كما اغاثوكم".