ما بعد بيرزيت : المطلوب من فتح ؟ ورسائل حماس ؟

رام الله - دنيا الوطن - احمد العشي
فوز كتلة الوفاء التابعة لحركة حماس في انتخابات جامعة بيرزيت في محافظة رام الله بالامس و التي حصلت على 26 مقعدا دليلا قاطعا على ازدياد شعبيتها  هناك و في باقي المحافظات في الضفة الغربية، في المقابل تراجع شعبية حركة فتح بسبب الخلافات و الانقسامات الداخلية التي تعاني منها هذا ما تحدث به اكثر من مراقب ومن ضمنهم فتحاويين وقيادات تاريخية ، وفقا لمحللين سياسيين.

وقال المحلل السياسي طلال عوكل في حديثه لـ"دنيا الوطن": "نحن امام وقائع حيث قبل ذلك جرت انتخابات في جامعة البولتكنك حيث حصلت كلتة حماس على 15 مقعدا و حصلت فتح على نفس النسبة، ثم جاءت هذه الانتخابات بفوز ساحق لكتلة حماس و هذا يدل على ان شعبية حركة حماس في الضفة تزداد، في المقابل تراجع شعبية فتح و الاخرين مثل اليسار و غيرهم".

و اضاف: "هناك مؤشرات مهمة ينبغي ان تقرأ جيدا من قبل كل الاطراف الفلسطينية، و السبب في ذلك برنامج المقاومة و الدم الذي تتبناه حركة حماس الذي يدفع مقابل فشل المفاوضات، بالاضافة الى ان حركة حماس كتلة منظمة تنظيم عقائدي صارم و موحد، فيما تعاني حركة فتح من خلافات و انقسامات كبيرة حتى الان، اما اليسار ليس لديه اي شيء جديد تقدمه".

و اشار عوكل ان السلطة الفلسطينية و كل من يحمل مشروعها لديها سلبيات عديدة في ظل وجود سلطة محدودة الصلاحيات و محكومة لاتفاقيات مثل اوسلو و التنسيق الامني والسيطرة الاسرائيلية عليها و على الاراضي، على حد تعبيره.

و حول امكانية اجراء انتخابات في غزة اسوة بالضفة، اوضح عوكل ان الكتل الطلابية و الفصائل تطالب باجراء انتخابات، معربا عن خشيته بان يكون القرار في قطاع غزة بانه لا انتخابات، متسائلا لماذا لا تجري انتخابات في غزة على مستوى الجامعات و النقابات و البلديات اسوة بالضفة ، لافتا الى ان ذلك انعكاسا لنهج حركة حماس و الذي لا يقر بالانتخابات بصفة عامة.

و قال عوكل في السياق ذاته: "هناك كتل طلابية في كل الجامعات، ففي الجامعة الاسلامية يكون الاغلبية الساحقة لحركة حماس، و ربما تكون الاغلبية لحركة فتح في الازهر، ولكن ماذا عن بقية الجامعات، لماذا لم تحصل فيها انتخابات نزيهة يشارك فيها الكل على اساس القانون التنفيذي النسبي".

وحول ديمقراطية حركة فتح عندما باركت لحماس بالفوز اكد الخبير و المحلل السياسي ان حركة فتح تتبنى موضوع الانتخابات و تلح عليها في النقابات والكليات و الجامعات و تلتزم بهذا المبدأ طالما كانت الانتخابات نزيهة، على حد وصفه.

و اضاف عوكل انه لم يحصل لحركة حماس ان وجهت مباركات لفوز فتح في العديد من الانتخابات.

و رأى عوكل انه لابد على حركة فتح ان تعيد ترتيب أوراقها من جديد، مشيرا ان خسارة فتح في انتخابات جامعة بيرزيت مؤشر يدل على ان اوضاعها ليست على مايرام و ان هناك مؤشرات اخرى مثل الانقسام الداخلي بين محمد دحلان و الرئيس محمود عباس "أبومازن"  تلح على حركة فتح بضرورة اعادة النظر في آليات عملها و ديمقراطيتها الداخلية و تنظيم صوفها و نشاطاتها وبرامج عملها على حد قوله . 

و أشار عوكل الى ان فوز حركة حماس في انتخابات جامعة بيرزيت مؤشر مهم لامكانية فوزها في الانخابات الرئاسية و التشريعية و المجلس الوطني، مستائلا ما هو سبب تراجع فتح و تقدم حماس في الانتخابات التشريعية السابقة في العام 2006 ، مشيرا ان السبب في ذلك هو تسرب حركة فتح و مرشحيها، و انقسامها الداخلي، مشددا على ضرورة ان تعيد فتح ترتيب اوراقها من جديد وأن تعيد بناء نفسها من جديد.

من جانبه اكد د. سمير عوض أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت ان فوز حركة حماس في انتخابات الجامعة دليل واضح على ازدياد شعبيتها في الضفة، مشيرا ان حماس استطاعت ان تلعب دورا كبيرا في موضوع الانتخابات.

و بين عوض ان الجميع فاز في الانتخابات كونهم شاركوا في انتخابات نزيهة و ديمقراطية ومرتبة.

و أمل عوض ان يكون هناك انتخابات في جامعات غزة اسوة بالضفة حيث قال: "امل ان تكون تجربة جامعة بيرزيت تنتشر في جميع الجامعات ولكن لا اعتقد ان يكون في جامعات قطاع غزة انتخابات نظرا ان في غزة موقفا من قبل السلطة السياسية في غزة لا يقبل حكم الناس و المواطنين".

و اكد عوض ان هناك ديمقراطية لمنطمة التحرير الفلسطينية، مبينا انها على استعداد لقبول الخسارة في الانتخابات المباشرة كما انها مستعدة بان تتعامل مع الطرف الفائز كونه فاز في الانتخابات، على حد وصفه، لافتا الى ان حركي فتح و حماس اتقنوا اللعبة الديمقراطية بشكل جيدا.

وفي السياق ذاته رأى استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت ان شعبية حركة حماس تختلف من محافظة الى اخرى ولكن بمقدار قليل، متوقعا انه اذا ما جرت انتخابات في محافظات اخرى قد تحصل على حماس على فوز مماثل.

و شدد عوض على ضرورة ان تعيد فتح حساباتها و ترتب اوراقها من جديد، مبينا انها كانت تعمل على ذلك قبل اجراء الانتخابات.

و اكد د. عوض السلطة ستعود الى المواطن لاجراء الانتخابات من اجل تصيدق شرعيتها، مشيرا انه اذا كانت الانتخابات مؤشرة في هذا الاتجاه فهو جيد، معتقدا ان موضوع الانتخابات سيتم وضعه على الرف لفترة طويلة.

يشار الى ان كتلة الوفاء التابعة الى حركة حماس اكتسحت نتائج انتخابات جامعة بيرزيت في رام الله حيث حصلت على ( 3400 صوتاً ) بواقع 26 مقعداً، بينما حصلت كتلة الشهيد ياسر عرفات ممثلة حركة فتح ( 2545 صوتاً ) بواقع 19 مقعداً.

وقد تنافس على مقاعد المجلس البالغة 51 مقعدا أربع كتل طلابية هي الكتلة الاسلامية و الشبيبة الطلابية و القطب الطلابي الديمقرواطي التابع للجبهة الشعبية و تحالف بيرزيت الطلابي الذي يضم كتل صغيرة.