ائتلاف يميني متطرف هو الأول من نوعه في اسرائيل : لماذا طلب نتنياهو "مهلة اضافية" لتشكيل حكومته ؟

ائتلاف يميني متطرف هو الأول من نوعه في اسرائيل : لماذا طلب نتنياهو "مهلة اضافية" لتشكيل حكومته ؟
رام الله - دنيا الوطن - احمد العشي
اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي نيته تقديم طلب الى رئيس الدولة الاسرائيلية رؤوفين ريفيلين باعطائه مهلة لمدة اسبوعين حتى يتسنى له تنفيذ مشاورات مكثفة لتشكيل الحكومة القادمة التي اتضحت ملامحها من الان و التي ستكون عبارة عن حكومة يمينية بحتة مكونة من احزاب شاس و يهوديت هتوراه و البيت اليهودي، في المقابل اصبح واضحا ان حزب العسكر الصهيوني بقيادة كل من يستحاق هرتسوغ و تسيبي ليفني بعيدا كل البعد ان المشاركة في الحكومة، لكن هل سيستطيع بنيامين نتنياهو اعلان الحكومة قبل نهاية المهلة الاضافية؟ و هل الحكومة اليمينية القادمة ستشكل خطرا على المشروع الوطني الفلسطيني و القضية الفلسطينية؟.

نفى الخبير في الشأن الاسرائيلي ناجي البطة ان يكون بنيامين نتنياهو امام مأزق بعدما طلب من رئيس الدولة الاسرائيلية مهلة لأسبوعين، مشيرا انه يريد ان نتنياهو يرغب في المناورة حتى اخرى دقيقة ممنوحة له مع ائتلافه المتجانس، معتبرا ان هذا الائتلاف هو الاول من نوعيه في تاريخ 34 حكومة اسرائيلية.

و اشار البطة ان نتنياهو يريد ان يعطي الاحزاب الدينية تحديدا مزيدا من المطالب، لافتا انه يحاول كذلك ان يوقف ابتزاز الاحزاب الصغيرة بقيادة نفتالي بينت و موشيه كحلون.

و في السياق ذاته بين البطة ان نتنياهو لم يفشل بقدر ما يريد الكسب مزيدا من الوقت لمحاولة عدم الرضوخ لجميع المطالب التي يقدمها المئتلفون من الاحزاب الاخرى مثل اسرائيل بيتنا.

وأوضح ان ان نتنياهو ربما يغير من سياسته في ولايته الرابعة عن طريق الابتعاد عن الامور الخارجية لصالح الشئون الاجتماعية الداخلية التي انفجرت في ولايته السابقة، لافتها الى انت نتنياهو ركز في حملته الانتخابية الماضية على الشئون الاجتماعية الداخلية.

و حول ما اذا كان نتنياهو سيستطيع تشكيل الحكومة خلال المهلة الاضافية قال الخبير في الشأن الاسرائيلي: "جميع خيارات نتنياهو تنحصر في اليمين باعتبار انه لم يجر اي اتصال مع المعسكر الصهيوني برئاسة يتسحاق هرتسوغ و تسيبي ليفني لانه يعتقد ان فرصته الذهبية و التي لم تتح لاي رئيس وزراء قبله منذ الانتخابات الاولى في 25 يناير 1949 بأن يكون هناك حكومة يمينية بحتة لا يوجد فيها اي مقعد لليسار كما كان في الحكومة السابقة التي كانت تضم لابيد وغيره".

و اضاف البطة : "جميع التيارات الصهيونية و اليمينية المشاركة في الحكومة برئاسة نتنياهو سواء كان كحلون او ليبرمان او بينت او ساء او يهوديت هتوراه كلهم موافقون على ان تكون الحكومة القادمة عبارة عن حكومة يمينية بحتة يستطيعوا من خلاله تحقيق انجازا فيما يعرف في البرنامج اليميني للكيان الصهيوني و القائم على اسرائيل الكبرى"، مفسرا هذا الانجاز لا يكون مقتصرا على الجانب العسكري فقط و انما يشمل على  الجانب الاقتصادي و السياسي و المعنوي و النفسي، مؤكدا ان الحكومة اليمينية القادمة ستكون صعبة جدا على الشعب الفلسطيني، مضيفا انه لن يكون لليسار مكانا في الحكومة  القادمة.

وأوضح البطة ان نتنياهو يتعرض لابتزاز من قبل الاحزاب الصغيرة ولكن هذه الابتزازات سيكون لها سقف ووقت معين.

و اعتقد البطة ان يوم الاربعاء بعد القادم ستنتهي المهلة الاضافية و بالتالي ستكون نهاية المناورات بين المبتز و المبتز عليه، بالاضافة الى انه سيشهد تشكيل حكومة يمينية بالحد الادنى الذي يمكن لنتنياهو ان يتنازل به لشركائه في الحكومة.

و في سياق ذي صلة قال البطة: "ان تشكيل الحكومة خلال الفترة الاضافية يعتمد على مطالب سقفها ليس مرتفعا بالنسبة لنتنياهو، فمثلا ليبرمان كان يطالب بوزارة الدفاع ولكن عندما حصل على 6 مقاعد اكتفى بمطالبة نتنياهو بإنهاء حكم حماس في غزة هذا من ناحية، و من ناحية اخرى اصبحت هناك صراعات طاحنة داخل الاحزاب الدينية كحزب البيت اليهودي الذي رفض ان تعطى وزارة الداخلية لشاس، كما ان هناك خلافات على وزارة الاديان داخل الاحزاب ذاتها"،لافتا الى ان هذه الخلافات تصب في صالح نتنياهو .

و حول امكانية نتنياهو في تشكيل الحكومة خلال الفترة الاضافية اكد ان اليمين الاسرائيلي بقيادة نتنياهو حصل على 30 مقعدا و حزب أولانو المنبثق عن الليكود بقيادة كحلون حصل على 10 مقاعد و هناك 27 مقعدا اخرا و بالتالي اصبح للحكومة اليمينية 67 مقعدا، مبينا ان هناك حكومة يمينية متجانسة في يمينيتها تأتي ضد المشروع الوطني الفلسطنيي و ضد الشعب و القضية الفلسطينية، مؤكدا ان الفترة الاضافية ستكون كافية لنتنياهو للاعلان عن اليمينة قبل نهايتها.

التعليقات