رغم الالم والجراح ... المصري أصر على النجاح

رام الله - دنيا الوطن - علا الكحلوت
بين ليلة وضحاها فقد أغلى ما يملك على هذه الأرض دفعة واحدة فلم يكن يخطر ببالة يوما أن يعيش وحيدا بعد أن سرقت الطائرات الاسرائيلية بحممها الغادرة عائلته الصغيرة التي قضى سنوات يحلم بمستقبلها وأمنها واستقرارها

 إبراهيم فايق المصري 38 عاما سكان بيت حانون لم تكن حياته بالسهولة التي تمناها فقد شق طريقه بصعوبة رغم الم ومرارة فقدان زوجته سحر 37 عاما وابنه محمد14 عاما وابنته اسيل 16عاما   فرسم طريق نجاحه بصبرة وثباثه وحصوله على المرتبة الاولى في تخصصه الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس المفتوحة

ظروف الحادثة

يتذكر المصري حادثة فقدان عائلته قائلا: كنت في عملي وتلقيت اتصالا من زوجتي لتبلغني صعوبة الوضع في بيت حانون خاصة بعد قصف منزلا لعائلة حمد واستشهاد أفرادها بالكامل. مردفا:عدت مسرعا وأخرجت عائلتي إلى مكان أكثر أمناً, وما هي إلا لحظات لأسمع فيها دوي انفجار صاروخين أوديا بحياة زوجتي وابني وابنتي أثناء عودتي للمنزل لإحضار بعض الحاجيات.

وبتنهيدة الم أضاف المصري : بالكاد تعرفت على جسد ابنتي اسيل من هول الشظايا التي مزقتها لتلحق بأمها وأخاها وتدفن بجوارهما  بعد يومين من مكوثها في العناية المركزة, مستذكرا حصولها على شهادة التفوق  بمعدل 98% وحلمها باتمام زواجها من ابن عمها الذي استشهد هو الأخر بعد انتهاء شهر رمضان.

معاناة المصري لم تتوقف عند فقدانه لعائلته بل امتدت الي معاناة طفلتة شيماء صاحبة الـ 4 سنوات التي تعاني وضعها الصحي حيث أجريت لها عمليتين في الجهاز الهضمي ولكن مع خطورة حالتها الصحية التي توجب على اثرها تحويلها الي مستشفيات الداخل المحتل. أملا أن يمن الله على طفلته بالشفاء العاجل.

صعوبات ومعيقات

يحترق الاب المكلوم كل يوم بنار الاشتياق فما زالت عينيه تذرف دمعا  كلما تذكر أسرته وهو وحيدا ولكن وضع شيماء ومكوثه بجانبها في المشفى عدة أيام وهو يفترش الأرض ويلتحف السماء كاد ان ينسيه ما مر به من ظروف قاسية 

حيث تغلب عليها بالعزيمة والثقة بالله فكان صابرا متماسكا امام من يعزيه ليؤكد انه شخص مؤمن بقضاء الله وقدره وان ما اصابه هو حال اهل فلسطين الذين يعيشون مرارة الاحتلال

مقتطفات عائلية

ويتذكر المصري مواقفاً ومقتطفات عائلية  في شهر رمضان مشيرا  الي ان  اجتماع أسرته حول المائدة  وتبادل أطراف الحديث لها نكهة خاصة ومميزة, مسترجعا بذاكرته الى الوراء  في فضل زوجته علية  لإكمال تعليمه رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة فكان الراتب الذي يتقاضاه لا يكفي لسد احتياجات بيته فكانت زوجته مثالا على الزوجة الداعمة لزوجها مدبرة شؤون بيتها.

الطموح والافاق

ويطمح المصري لنيل درجة الماجستير التي ستفتتحها جامعه القدس المفتوحة, وان تكلل حياته بالنجاح. مؤكدا ان سر تفوقه يكمن في دراسته الدءوبة وشغفه في العلم والكتب واستغلاله المفيد لأوقات الفراغ

دور جامعة القدس المفتوحة

وشكر المصري جامعة القدس المفتوحة مسلطا الضوء على دورها في وصوله الى مرحلة التفوق ودعمه مستذكرا البشرى التي لاقاها من الجامعة اثناء تاديته لامتحان بحصوله على منحة صندوق الطالب ب60 % التي تقدم إليها في ظل الأوضاع الصعبة

رسالته لزملائه

وأوصى المصري زملاءه ببذل مزيد من الجد ولاجتهاد للحصول على أعلى الدرجات موصيا كل من يمر بظروف صعبة إلى الثقة بالله 

التعليقات