قصص مؤلمة ورسالة مفتوحة - مرضى "التصلب العصبي" يقصدون دنيا الوطن.. دموع وألم وتجاهل رسمي لعلاجهم !

قصص مؤلمة ورسالة مفتوحة - مرضى "التصلب العصبي" يقصدون دنيا الوطن.. دموع وألم وتجاهل رسمي لعلاجهم !
رام الله - خاص دنيا الوطن
بعد عشرون عاما من تنقلها بين أقسام المستشفيات في قطاع غزة , قررت المواطنة فتحية يونس منصور الاستقرار في مقر "دنيا الوطن" لنقل معاناتها مع مرض "تصلب الأعصاب" لكل العالم ولجميع الذين حاولوا تشخيص حالتها ورفضوا مساعدتها في الحصول على تحويلة للعلاج أو منحها حقها الطبيعي في الدواء.

وتقول يونس والتي قدمت لمقر "دنيا الوطن" برفقة مواطنين آخرين يعانون من نفس المرض :" قبل عشرين عاما شخص الاطباء حالتي بانها التهاب في الجيوب وفي عام 2008 وبعد صورة "سي تي" قالوا انها جلطة واعطيت علاجا لمدة ثماني أشهر ولكن لم تتحسن حالتي وتوقفت عن أخذ هذا العلاج " مضيفة :" وفي العام 2009 توجهت للدكتور أحمد مراد والذي بدوره اكتشف هذا المرض في حالتي".

وأشارت يونس إلى أن مرض تصلب الاعصاب هو عبارة عن تقرحات في مركز الاعصاب بالدماغ وقد يصيب المريض بفقدان البصر والحواس وعدم التوازن وضعف شديد في الذاكرة اضافة الى تصلب في شرايين الرقبة والكتفين مطالبة الرئيس محمود عباس ووزارة الصحة وجميع المسؤولين بمنحها حقها في العلاج والدواء واذا لزم الأمر التحويل للخارج قائلة:" لدي أطفال وزوج وأقضى ساعات طويلة من نهار اليوم نائمة بما معدله ستة ساعات وأشعر بثقل كبير في الرأس أشبه بغيبوبة اضافة الى المناطق الملتهبة في الرأس".

وقالت انها توجهت لوزارة الصحة للحصول على العلاج ولكن يقال لهم دائما ان العلاج قليل ولا يغطي الحالات الموجودة بغزة منوهة إلى وجود عدد من بلدان العالم مثل ألمانيا والأردن يوجد بها علاج لمثل هذه الحالات مطالبة بالحصول على تحويلة لاتمام علاجها".

ويشار إلى أنه لا يوجد في قطاع غزة تشخيص دقيق لهذا المرض المعروف بالتصلب العصبي الموالذي له عدة أنواع ويتطور مع الوقت وقد تبلغ تكلفة العلاج بين ثلاثة آلاف دولار وألف وخمسمائة دولار شهريا.

الحاجة أم شريف عمران والتي حضرت هي الأخرى لمقر دنيا الوطن سعيا وراء تلبية مطالبها وإعلاء صوتها للمسؤولين قالت :" تم تشخيص مرض التصلب لدى ابنتي عام 2009 ولكن عدم توفر الدواء في مستشفيات وزارة الصحة بغزة وتكلفته العالية أعاق مرحلة العلاج لابنتي" مضيفة :" ان ابنتي كانت الحالة الثانية في المنطقة الجنوبية اضافة الى سبعة عشر حالة أخرى في الشمال بما معدله تسعة عشر مريض في قطاع غزة".

وأكدت الحاجة عمران أن سعت بصعوبة خلال السنوات الماضية الحول على العلاج من وزارة الصحة ولكن كانت النسبة قليلة جدا وما يتم الحصول عليه بمعدل علاج لشهرين كل سبعة أشهر بالرغم من ضرورة تناول العلاج بشكل مستمر لمنع تدهور حالة المريض قائلة:" عندما انقطع الدواء من الوزارة ساءت حالة ابنتي ورفض الأطباء تحويلها للخارج وطلقها زوجها وأقوم حاليا باعالتها مع طفلها الصغير اضافة الى ان والدها متوفي واتكفل بكافة مصاريفها والتي أرهقت الأسرة ماديا بشكل كبير".

وأضافت :" زوجها رفع يده عنها وابنتي تحتاج لعناية خاصة ومصاريف كبيرة ورغم ذلك ما زلنا نسأل يوميا عن وصول الدواء أملا بالحصول عليه خاصة بعد اصابة ابنتي بالشلل ولا تستطيع تحريك أطرافها ونقوم بإطعامها بواسطة الأنف لعدم قدرتها على تناول الطعام من الفم".

وبكلمات مليئة بالحزن والغضب في نفس الوقت انتقدت الحاجة عمران تصرفات الأطباء في مستشفى ناصر بخانيونس مع حالة ابنتها قائلة:" سمعنا قبل أشهر ان علاج ابنتي تم توفيره بقطاع غزة وتوجهنا للمستشفى ولكن تفاجئنا برفض الأطباء اعطاء ابنتي الدواء بزعم أن حالتها الصحية سيئة جدا ومتأخرة وقد لا تستفيد من العلاج " مؤكدة أن تصرف الأطباء زاد من امتعاض العائلة واستهجانها لهذا التصرف كون حياة الانسان اصبحت أرخص من ثلاثة آلاف دولار وهو ثمن الدواء مطالبة بحصول ابنتها على حصتها من العلاج ولتبقى مسألة الشفاء على الله " كما قالت لدنيا الوطن وعيونها مليئة بالدموع.

وناشدت الحاجة أيضا المؤسسات الخيرية والجمعيات وأهل الخير مساعدتها في توفير الاحتياجات الأساسية لابنتها المريضة مؤكدة أن مصاريف ابنتها واحتياجاتها تزيد عن قدرات العائلة خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

حالة المواطنة تهاني الكحلوت لا تختلف كثيرا عن حالة الآخرين فهي تحتاج لصورة رنين لتشخيص الى أين وصل المرض في جسدها مؤكدة أن الحرب أتلفت كافة أوراقها الثبوتية وتسكن الآن في منزل بالايجار وزوجها لا يعمل ولديها أطفال تعيلهم مناشدة الأطباء بمنحها أمل أولا ومساعدتي بعمل صورة رنين ودفع تكاليفها التي لا أستطيع توفيرها في ظل هذه الظروف".

من جانبه طالب ياسر مغاري وهو احد المصابين بالمرض بإحصاء المرضى وتوفير العلاج اللازم لهم ان كان نفسيا أو كيميائيا واذا وصل الحد لتحويلنا للخارج لاتمام العلاج في أي دولة داعيا جميع المصابين بالمرض للتواصل معه عبر صحيفة دنيا الوطن لتكوين تحالف يساهم في الضغط على الجهات المسؤولة للاهتمام بهذه الشريحة المهمشة والتي تحتاج لعلاج فوري".





التعليقات