شاهد الصور… "دنيا الوطن" في نابلس - إبداع من نوع آخر لأشقاء ثلاثة رغم الإعاقة !

شاهد الصور… "دنيا الوطن" في نابلس - إبداع من نوع آخر لأشقاء ثلاثة رغم الإعاقة !
نابلس - خاص دنيا الوطن - رحمة خالد
" انشرولي قصتي وسامحوني لأنه غلبتكم"، بتلك الكلمات ودع محمد عصيدة ابن الـ15 ربيعا الحياة ليخلف وراءه أسئلة تقف كالمشرحة في حنجرتي أشقائه سلسبيل وعبدالله اللذين كان لهما قدر المرض ذاته، ولكن الإبداع وحده سلمهم للتشبث بروح الحياة.

فهنا في مدينة نابلس بالضفة الغربية توجهة مراسلة "دنيا الوطن" لمنزل الأشقاء الثلاثة من عائلة عصيدة في قرية تل لتلقي الضوء على إبداعهم الكامن خلف إعاقتهم , وللفت نظر المؤسسات المعنية لهذه الشريحة المحتاجة للرعاية.

فسلسبيل وعبدالله ومحمد عصيدة (26، 19، 15)عاما أصيبوا منذ صغرهم بمرض يدعى تلين العظام مما تسبب لهم بإعاقة في حركة الأطراف السفلى، فتقول نادية عصيدة والدة الأشقاء الثلاثة " اكتشفت وجود هذا المرض بالبداية عند سلسبيل حينما واجهتها صعوبة في المشي بعد مضي شهرين من ذهابها للروضة"، وتكمل" عرضت حالة ابنتي على الدكتور أحمد زعيتر برام الله وأخبرني أن هذا المرض طفرة (نقص كلس بالعظام ) ووصف لها إبر الكلس لكنها لم تتحسن عليها".

وتضيف عصيدة " بدت أعراض المرض على عبد الله وهو في الروضة" وأعطي نفس الدواء، إلا أن الوضع ازداد خطورة" بعد تردي حالة محمد وأخذنا الفحوصات لمستشفى اسرائيل التي أظهرت أنهم مصابون بتلين العظام  ولا علاج له".

الأشقاء الثلاثة لم تمنعهم الإعاقة من الإبداع، فأطلقت سلسبيل العنان لخيالها في لوحاتها الفنية وفي المطرزات، فتقول سلسبيل " الإعاقة لا تمنعني من ممارسة هواياتي بالرسم والتطريز، لكنني بحاجة إلى اهتمام المراكز بتلك الموهبة كما تهتم بمواهب الأشخاص المعافين وتقدرهم ".

أما عبد الله فقد وهبه الله بعقل يتفوق به على طلبة صفه، حيث هو الآن بالصف السادس الإبتدائي بعدما قررت التربية وفقا لامتحان المستوى ترفيعه من الأول للسادس، لتؤكد والدته " أن عبد الله لديه إصرار كبير على الدراسة وتحدي إعاقته ".

ومن الجدير ذكره أن عبد الله أمضى ما يقارب سبع سنوات في "الروضة"  بسبب رفض المدرسة استقباله لسوء وضعه في بداية المرض،بينما سلسبيل ومحمد درسا الروضة ولم يلتحقا بالمدرسة.

أما محمد فقد فارق الحياة بعدما أصابه ضيق في التنفس الشهر الماضي وترك قصته (لولو الصغيرة) ورسوماته للحديث عنه.

وقد شارك محمد وسلسبيل بمعرض فني للهلال الأحمر العام الماضي لتكون المشاركة الأولى لهم والوحيدة .

وتعبر والدة الأشقاء الثلاثة بحزن وأسى" رحل محمد دون أن ينظر لإبداعه أحد وهذا ما يترك الخوف لدى سلسبيل وعبد الله بأن يصبح حالهم كحاله ".

 فنادية عصيدة مثلت لأبنائها الأم  والمربية والداعم الأول لإبداعهم في ظل غياب  دور المؤسسات والمراكز المسؤولة فتقول " أدعم أولادي باستمرار لكي لا يشعروا بالنقص وعدم الاهتمام بما يملكونه، ولأجلهم سأضحي أكثر".

فعائلة عصيدة لا تزال تطهو على الحطب وتعيش الحياة الريفية كي تعيل أبنائها وتضمن العيش الكريم لهم.

وتذكر عصيدة شيئا من مضاضة حالهم الذي أخجل الصبر من صبرهم " راتب زوجي التقاعدي لا يكفي لسد حاجيات المنزل وتوفير متطلبات سلسبيل وعبد الله، فنحن لا نريد إلا دعمهم وتوفير الصيانة لكرسي عبدالله الكهربائي أثناء تعطله والذي يكلف تصليحه مايقارب2000شيقل".

وتطالب عصيدة  المؤسسات بالاطلاع على حالة أبنائها ورعاية موهبتهم متسائلة أليس لهم حقوق كغيرهم ؟".

فالإعاقة لم تكن عائقا  للأشقاء الثلاثة بل وقودا لإبداعهم الذي يثبت وجودهم وإنتاجهم وحقهم بالحياة الكريمة  الذي تملصت منه المؤسسات والمراكز المجتمعية.







التعليقات