هل يتم مقايضة اليمن بسوريا… وما هي فرص اندلاع الحرب الإقليمية والمواجهه بين السعودية وإيران ؟

هل يتم مقايضة اليمن بسوريا… وما هي فرص اندلاع الحرب الإقليمية والمواجهه بين السعودية وإيران ؟
رام الله – دنيا الوطن – احمد العشي
منذ انطلاق عمليات "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية بدعم عربي ضد الحوثيين في اليمن تصاعدت حدت التهديدات التي أطلقها مسؤولون إيرانيون وموالون للحوثي بضرب الأراضي السعودية بالصواريخ.

فهل اقتربت الحرب السعودية الإيرانية بسسب عاصفة الحزم؟.. سؤال بات يشغل بال كثيرين من المتابعين للأزمة اليمنية، 

وفي ذات السياق استبعد البروفسور ناجي شراب و الخبير في الشأن السياسي :"ان يكون هناك حرب اقليمية بين ايران و السعودية وفقا للمعطيات القائمة، معللا ان كل منهم ادرك بان هذه الحرب سوف تدخلهما مع المنطقة بأكملها الى حرب لا يمكن السيطرة عليها او التحكم بها، مشيرا ان هذه الحرب ستشمل حرب مذهبية  بين مسملي السنة و مسلمي الشيعة.

و قال شراب خلال حديثه مع "دنيا الوطن": "مثل هذه الحروب المذهبية لا يمكن ان تنتهي في يوم او يومين او سنة او سنتين فقط تطول الى سنوات عديدة و مثل هذه الحرب مستعبدة لانها قد تطال بنية انظمة الحكم ليس في السعودية و ايران فقط و انما في عدد كبير من الدول".

و اضاف: "لذلك هناك اسباب على الصعيد الدولي ايضا قد تتعلق بالتخوفات من ان حرب اقليمية على هذا المستوى قد تمتد الى ما وراء حدود هاتين الدولتين و تجر دول اقليمية اخرى فينجم عنها خطر حقيقي يهدد السلام والامن العالميين".

و اشار ان هذه الاسباب قد تستبعد الحرب الاقليمية، و بالتالي فإن  التحركات و التهديدات التي تتم تكون في سياق الدفع في اتجاه الحلول السلمية والضغط في اتجاه عملية الحزم، مؤكدا أن كل طرف يسعى الى ان يعود الى الحوار السياسي بشكل قوي.

و في سياق متصل نفى البرفيسور شراب امكانية السعودية في تخريب اتفاق مجموعة 5+1، معللا ان هذا الاتفاق بين دول كبرى و عالمية و بين ايران.

و اشار قائلا:" قد يكون ذلك احد التداعيات السريعة لهذا الاتفاق، لافتا الى ان ايران تريد ان تؤكد ان احد ثمار هذه الحرب هو تثبيت دورها الاقليمي و تثبيت مناطق النفوذ الخاضعة لها.

في المقابل اكد شراب ان السعودية تريد ايضا ان تثبت بأن هذا الاتفاق لن يؤثر على معادلات القوى بينها و بين ايران او بين دول الخليج و بين ايران، مبينا ان ما يحدث الان هو اختبار حقيقي لاتفاق الاطار النووي بين ايران و مجموعة 5+1

وفي السياق ذاته قال شراب : " ان اندلاع حرب اقليمية بالمعنى الواسع و الشامل قد يهدد مستقبل اتفاق الاطار القائم"، معتقدا ان هناك محاولات تبذل لحفظ ماء وجه الجميع ، مضيفا ان السعودية و الاطراف المتحاربة دخلت في مرحلة صعبة و دقيقة.

و رأى شراب ان الجميع يريد الخروج بأكثر المكاسب السياسية، مشيرا إلى ان السعودية تريد ان تؤكد ان اليمن منطقة امن سعودي و ليست منطقة نفوذ ايراني.

و قال شراب: " قد ندخل في سيناريو الصفقات المتبادلة بمعنى ان ايران قد تعترف باليمن كمنطقة نفوذ سعودية مقابل الملف السوري و الملف اللبناني و بالتالي نحن دخلنا في مرحلة ما يسمى المقيدات السياسية المتبادلة بين الدول المتحاربة". 

و في سؤاله حول امكانية التوصل الى نتائج ملموسة في الحراك الذي تقوده الاردن و عمان رد شراب بسؤال اخر هل تحقق الحرب الاهداف السياسية بشكل مطلق؟ فاجاب: " لا اعتقد ذلك فمهما كانت الالة المتفوقة لعملية الحزم و مهما كانت العمليات الجوية التي تتم دائما فالمتعارف عليه في ادبيات الحروب ان الحروب الجوية لا تحسم الامر ".

و اضاف: "في المقابل التدخل البري له محاذير كبيرة جدا فالطبيعة الجغرافية و الجيوسياسية و الطبوغرافية لليمن و القبلية والجبال كل ذلك يعيق عملية التدخل البري بالاضافة الى ان التدخل البري يعني الخسائر المباشرة".

و اردف قائلا: "عند اللجوء الى الحروب البرية تدرك الدول انها ستدفع ثمنا بشريا كبيرا و هذا الثمن البشري قد يكون له تداعيات سياسية خطيرة على مسقبل الدول ذاتها لذلك يمكن ان تنآى هذه الدول بنفسها عن هذه الحرب البرية".

و اشار الى أن السعودية قد تلجأ الى محاولة استمالة ولاءات القبائل في اليمن في انقلابها على الوضع القائم.

و رأى شراب انه لا يمكن تجاوز الواقع السياسي الجديد في اليمن بمعنى الاعتراف بالحوثيين و بالقوى السياسية الاخرى من خلال حوار سلمي، لافتا الى دور بعض الدول في هذه الحالة مثل الجزائر و الاردن و عمان و قد لا يكون من المستبعد الدور الامريكي.

و اضاف شراب الى ان امريكا قد تلوح بان هناك عراقيل امام اتفاق 5+1 بالاضافة الى ضغوطات يمارسها الكونغرس الامريكي على اليمن للتراجع عن مواقفها او المواجهة العسكرية مع السعودية، و بالتالي يمكن ان يتم نقض هذا الاتفاق في اية لحظة.

التعليقات