الحاجة صالحة: الشيخ الشعراوي كان يتسم بالوسطية والاعتدال

الحاجة صالحة: الشيخ الشعراوي كان يتسم بالوسطية والاعتدال
رام الله - دنيا الوطن - هند العربي -ونهي عبد الخالق
في ذكري احياء مولد الشيخ محمد متولي الشعراوي روي احد بناته واحفاده يوميات للشعراوي الاب والجد وطريقة تعامله مع اهل بيته ووجهة نظره في بعض الامور الهامة من حجاب وصلاة وحفظ قرأن الي جانب التعليم والعمل للمرأة والزواج وحرية الطفل والطفولة وتنشأة الابناء وتكوين الاسرة.

فقد ذكرت "أمينة الشعراوي"الشهيرة "بالحاجة صالحة" احد ابناء الشيخ محمد متولي الشعراوي الشيخ وعالم الدين الجليل المشهور ان حياة والدي وصفاته كانت مثل اي اب وكنا شبه كل اسرة مصرية فكنا اسرة مكونة من اثنتان من الاناث وثلاثة رجال وانا اعتبر البنت الصغري بالنسبة للبنات فكان ابا حبوبا عطوفا وسطي غير متشدد يتسم بالاعتدال في كل شئ وجميع امور الحياة العامة والخاصة كان يجلس معنا كأي أب يستفسر عن احوالنا ويومياتنا ومانفعله ويسألنا علي الطعام والبيت وامورنا البيتية العادية الي جانب احوالنا الشخصية .

وقد كان الحمل الاكبر كان علي عاتق والدتي من مسئولية تربية الاولاد والبنات ومتابعتنا وشئون البيت فكانت تعتبر هي الام والاب حتي تترك لوالدي التفرغ للدعوة.

وتابعت الحاجة صالحة اما اذا اخطأ احدنا كان عقابه -الخصام علي ان يمتنع عن الحديث مع المخطئ حتي يدرك بمدي خطأه ومع ذلك لم يكون قاسيا يوما او متشددا وكان يعلمنا ويوصل لنا المعلومة الدينية بكل يسر وسهولة وليس بتذمد او نفور حتي عند الخطأ.

" الحجاب لابد ان يأتي بالاقناع...ولابد من الاعتراف بالطفولة"
واكدت ان الشعراوي الاب لم يفرض يوما الحجاب علي احدا من بناته بالقوة والاجبار فكان يري دوما ان الحجاب كما انه فريضة علي كل مسلمة ولا خلاف علي ذلك الا انه لابد ان يأتي بالاقناع وعن رضا ولكن في مقابل ان يعلمنا انه ضرورة وفرض علي كل مسلمة وله ميعاد وتوقيت معين لارتداءه .

وعلي جانب اخري كان يري ان للطفولة حقوق وان من حق كل طفلة وطفل ان يعيش سنه وحياته وعلي ذلك كان يترك لنا حريتنا ونهيش كفولتنا الكاملة من لعب ولهو ولا يقيد طفولتنا و لا يفرض الحجاب علي الصغار من بناته او بنات اولاده.

"الشعراوي لم يجبر بناته علي الزواج المبكر"
وذكرت اما عن طريق جواز الاناث كان متواضع جدا ويأخذ بما ذكره رسةلنا عليه الصلاة والسلام ان من اهم شروط الزواج الدين والاخلاق وفي نفس الوقت لم يجبر احدا منا علي الزواج المبكر وكان يؤمن ان لكل بنت ميعاد ووقت مكتوب عند الله ولايستعجل في هذا الامر علي الرغم انه كان يفضل ان البنت تتزوج مبكرا ولكن كله يندرج تحت -مشيئة النصيب والمكتوب- واما اذا جاء نصيب احدنا كان يجلس مع الزوج والزوجة ويحدثنا عن شئون الحياة الزوجية واساسيتها ويوعينا ويحذرنا كثيرا ان نخبئ اسرار اسرتنا ومعيشتنا ويعلمنا من الحكمة الدينية والحياتية كثيرا علاوة علي انه ابدا لن يتدخل في شئون حياة اولاده الاسرية والشخصية من قبل كان يترك لنا حرية شئون تدبير حياتنا واسرنا واولادنا دون تدخل منه في شئ الا اذا استعان احدنا به وبخبراته في امرا ما.

"الشعراوي كان يشحع علي تعيم البنت...ولم يعترض علي عمل المرأة"
واضافت الحاجة صالحة اما علي صعيد تعليم وعمل المرأة كان الشعراوي الاب لم يمتنع من تعليم البنت او عمل المرأة بل بالعكس كان يشجعنا علي التعليم فأنا مثلا حاصلة علي ليسانس اداب وجميعنا تعليم عالي .فكان يترك لنا حرية التعليم والتعلم والذهاب للمدارس والجامعات فكان يهدي البنت عند دخولها الجامعة سيارة لتببتعد عن ركوب ه وللشاب سيارة بعد اكتمال دراسته الجامعية. اما علي صعيد عمل المرأة كان لا يعترض اذا كان هناك سبب او ضرورة لذلك في حين ان لا احد من بناته امتهن مهنة فقد كان يري ان لامانع من عمل المرأة ولكن في اماكن او مهن معينة كمدرسة وخلافه علي الا يكون هناك اختلاط بين الجنسين ولكن في نفس الوقت لم يكون متذمدا او متشددا يوما في امور الحياة فكان يترك لنا مساحة من الحرية مع اعطاءنا للثقة فكنا نخرج ونتنزه لنا اصدقاء ورحلات وخلافه ولكن علي ان تقوم والدتي بدور المراقب. واضافت حتي بالنسبة لحفظ القرآن كان لا يفرض علينا حفظه ولكن قرأته فكان يدرك تماما ان عملية حفظ القرآن الكريم تعتمد علي الموهبة والقدرة وليس بالاجبار فهي مسئلة نسبية وقدرات شخصية ولكن قرأته واجب.

"الشعراوي...منهجه الاساسي الاقناع وليس والاجبار"
وفي نفس السياق روت حفيدة الشيخ محمد متولي الشعراوي وأبنه الحاجة صالحة خريجة كلية الآثار ان الشعراوي الجد كان رائعا علي جميع المستويات لم يكن متشددا يوما ما فكان يدللنا كثيرا وكان يتعامل معنا بكل حب وسلاسة وسهولة في جميع امورنا العامة والشخصية فكان منهجه الاساسي هو الاقناع وليس الاجبار فلم اتذكر يوما انه فرض عليا الحجاب او حدثني في هذا الامر علي انه كان يعلمنا اساس واصول دينا تعاليمه والواجبات .

واضافت وفي مسئلة حفظ القرآن كان يراه امرا يعتمد علي القدرة في حفظ القرآن الكريم وآياته فيقوم بتوصيل المعلومة الدينية بكل سلاسة ويسر بلا تعصب حتي عند الخطأ يتعامل بكل رحمة يصل لنا المعلومة بضحكة وسط الحديث بكل الطرق السهلة ولايعقد في الدين .

علاوة علي انه كان يؤمن بحرية الطفولة وان الطفل لابد ان يعيش سنه وطفولته التي وهبها الله له وكان يري ان تربية واخلاق وتدين وبيئة الشخص اي ان كان ذكرا او انثي هي العوامل الاساسية في تربية الاطفال والابناء والبنات حتي عن طريق تربية احفاده كان يترك الحرية الكاملة لاولاده في تربية ابناءه دون تدخل منه في ذلك الا اذا احتاج احدنا منه اي استفسار او معلومة ما فكان يؤمن بحرية اولاده في ادارة شئون حياتهم بأنفسهم فكان اب وجد وانسان رائع ووسطي ومعتدل في كل شئ.

التعليقات