يوميات سوري

يوميات سوري
رام الله - دنيا الوطن
بقلم الكاتبة السورية: مها الشومري  
      
     
بكرة بتخرج , بخدم عسكرية هالسنة , بسافر كم سنة وبجي بتزوج و بستقر.

اي .. الله كريم

سهرات الشام وسفر الليل( لأن الجو أبرد بليل الصيف)

الأمن , الأمان... ماذا بعد ؟!  أتكفي هذه الدرجة من الألم لما تذكرته وذكرته؟

شو حابب تصير لما تكبر؟

مهندس ,دكتور ,استاذ

بأيامنا لما تسأل شي ولد هالسؤال:

بدي صير ضابط مثل بابا

ومنهن بقلك شهيد مثل ابن جيرانا

مافي حلم ثاني؟

لأ

قتلوا أحلامنا , شردوا ما كان يبهجنا ويبقينا على قيد الطموح ,قضوا على ما كانت أحلامنا ترسمه لتفيق صباح أهدافنا

لما تسأل حدا شو رح تعمل لما تتخرج؟

صار يلزم الهم وينزل راسو وعيونو على الأرض:

الله بيفرجها , من هون لساعة ما منعرف شو بصير

مشاءالله شو قوة الإيمان؟

اي, دخيل اسمو ماغيرو بيعرف شو رح يصير, شغل مافي, خدمة عسكرية مابتعرف ايمت بتخلص, وسفر صعب كثير.

صرت أخاف أن أحلم.. فالخيبة مؤلمة.

أصبح همنا أن يضل أحدهم على قيد الحياة, فيكتب أحدهم حالته "مسافر إلى دمشق".. التعليقات:

الله يحميك. دير بالك من شي قذيفة. في شي اشتباك على الطريق؟

( الحمدلله أصبحنا شعب متأقلم مع الواقع)

وأنا أكتب شردت..آلمني الواقع, أحتاج مجلدات لأكتب ما أعايشه يوميا.

خلاف البعض بسبب اختلاف الرأي.

تجار الأزمة ومردودهم من دماء بلدهم وهموم أبنائها.

كنا نحتار ماذا نكتب عن الشهداء وننسج من خيالنا لنصفهم.

أما جيل اليوم"جيل الحرب"

أنا رح اكتب عن إبن جيرانا. وأنا رح اكتب عن إبن عمي.وإنتِ؟

أنا أكيد رح اكتب عن بابا.

ماذا بعد؟! كلما كتبت غص القلم كقلبي وتوقف الحبر كدمعة في عيني ثكلى على وطن يضيع و ناس تموت أحلامها قبل أن تموت قلوبها.

أمهات لا تكفيهن الجنة تحت أقدامهن.لسن فقط من قدمن الشهداء,

فتلك التي تسهر على أطفالها ,تارة تقلق عليهم وتارة تخاف صباحها دون زوجها الذي يسهر على الجبهة.

وتلك المسافر زوجها فتعايش واقعين:جسد امرأة و همة رجل

قلب حنون و روح حازمة, مصلحة,سائقة,طباخة و دكتورة.

تلك التي تعاني غربة مع عائلتها فتقاسي ألم بعدها وقسوة الحنين, ويعودوا أولادها إلى وطن غريب عنهم.

آخرهن من وعدها حبيبها وعدها بعودة قريبة وارتباط عاجل,ثم أخذته الغربة وإحدى شقراواتها , أو لبى وطنه فتأجل وعده.

آباء...أصبحت الدموع في عيونهم عادة كلما ذكر بكرهم الشهيد

ولم تعد دموعهم عيبا.

آباء في غربتهم يشتهون عناق أحبتهم ويشتاقون نكهة في طعام أفقدهم نكهته البعد المكره.

أبناء فقدوا طعم الطموح ليلاحقهم شبح الموت في الخدمة العسكرية, أو غربة لا يعرفون متى رجوعهم منها.

و...و .. و..

باقي ما لم أذكره ستجده في عيون السوري وصفحته على مواقع التواصل.

ملابس ومعيشة النازحين كفيلة في تلخيص حياتهم.

لا يوجعني و يجعلني أحقد على واقعي سوى قول أحدهم" السياسة لعبة وسخة" بحس انو البشر و الأرواح الإنسانية طابة للعب...

"ياصوتي ضلك طاير,زوبع بهالضماير,خبرهن عاللي صاير, بلك بيوعى الضمير".

التعليقات