محاكم التفتيش

محاكم التفتيش
بقلم: الدكتور عصام الخضراء

طبيب فلسطينى مقيم فى النمسا

تعود بدايتها الى العام 1212 عندما أمر البابا  "أنوسنس الثالث" بإنشائها كمحاكم دينية كاثوليكية، ترأسها الأساقفة بغرض محاربة الزندقة والهرطقة والسحر.

ومن الشخصيات العالمية التى مثلت أمام هذه المحاكم " جاليليو جاليلى" و " كوبرنيكوس" اللذان صاغا وتبنيا نظرية كروية الأرض ، وأن الأرض تدور حول الشمس. وفى القرن السادس عشر تم انشاء مؤسسة فى الفاتيكان لرقابة وتحريم الكتب الفلسفية والعلمية التى تفسد عقول المؤمنين!! ، الا ان هذه المؤسسة الغيت مؤخرا فى العام 1965.

أما فيما يخص اسبانيا فقد أمر البابا والقديس " سيكتوس الرابع" ملوك اسبانيا بإنشاء محاكم تفتيش فى العام 1483 مكونة من ثلاثة اشخاص ممن درسوا اللاهوت والقانون حيث كان هناك سجن خاص لهذه المحاكم، وكذلك طبيب يحرص على ألا يموت الضحية تحت التعذيب قبل النطق بالحكم عليه.

وبعد سقوط غرناطة فى يناير(كانون الثانى) من العام 1492 على يد "ايزابيلا "الكاثوليكية وزوجها "فرديناند" كتب على ضريحهما فى غرناطة عبارة :

"مدمرة الطائفة المحمدية والقاضية على الباطل والهرطقة"

فى السنوات السبع الاولى تم غض الطرف والتغاضى عن المسلمين الذين يمارسون شعائرهم الدينية، وفى العام 1499  قام الاسقف " خمينيس" بإحراق  مئات الالوف من الكتب فى الساحة المقابلة لجامع غرناطة الكبير.

وكذلك لعبت عائلة "هابسبورغ" النمساوية الحاكمة دورا رائدا فى القضاء على الاسلام فى اسبانيا حيث اصدر الملك "كارل الخامس" حفيد "ايزابيلا"، وهو ابن "فيليب" النمساوى مرسوما يقضى بتعميد جميع مسلمى أسبانيا، وحدث هذا فى العام 1525، أما ابنه "فيليب الثانى "وحفيده "فيليب الثالث" فقد اقدما اخر الامر فى العام 1611 على تهجير معظم مسلمى اسبانيا، رغم تعميدهم لفترة تجاوزت مائة عام، الى شمال افريقيا، وذلك للشك فى صحة ايمانهم بالدين الجديد.  

التعليقات