عيسى يلقي محاضرة توعوية "المدينة المقدسة ومعالمها التاريخية"

عيسى يلقي محاضرة توعوية "المدينة المقدسة ومعالمها التاريخية"
رام الله - دنيا الوطن
القى الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، محاضرة تحت عنوان " المدينة المقدسة ومعالمها التاريخية "، بمدارس دار المعرفة في بلدة كفر عقب شمالي القدس، وذلك ضمن حملة توعوية حول مدينة القدس والقضية الوطنية الفلسطينية تستهدف فئة الطلاب من المرحلة الثانوية بالمدارس، تنظم بالتعاون مع التوجيه الوطني والهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ومدارس دار المعرفة.

واستهل عيسى محاضرته التوعوية، "القدس من المدن الكنعانية القديمة التي يعود تاريخها الى 3500 سنة  قبل الميلاد، وتبلغ اسمائها حوالي 30 اسما أهمها وأكثرها شهرة هي، أورشالم، وهي تسمية كنعانية، واسم أورشالم مكون من مقطعين : أور- وتعني في الكنعانية والأرامية النور ،وشالم – ويعني في الكنعانية العافية ، الكامل ، السلامة ، أي أن أور شالم تعني ( النور والعافية ، والنور الكامل ، والنور والسلامة)، وشالم هو إله كنعاني متخصص بشفاء الأمراض بزيت الزيتون، وهو أحد الاّلهة الكنعانية السبعة وقد عثر على معبد له في أوغاريت في سورية ، وقد دلت حفريات ايبلة بسوريا على أن أورشالم هي احدى الممالك الكنعانية التي تعود الى نهاية عصور ما قبل التاريخ".

وقال أمين نصرة القدس، "من أسماء المدينة هو يبوس وايلياء والقدس، والقدس هو من اهم ملوك القدس الكنعانيين مليكا صادق ، وأدوناي صادق حوالي (2000-1800 قبل الميلاد ) ، وكان مليكا صادق ذا ميول دينية فقد بنى في القدس معبدا سماه بيت القدس ، تحور الاسم  تاريخيا الى بيت قدس ، بيت المقدس ، ثم القدس".

واستعرض عيسى بمحاضرته التي رافقه فيها كل من مدير الاعلام بالهيئة، احمد ابو سلمى، ومفوض التوجيه الوطني الاستاذ نافذ خليل، ابواب المدينة المقدسة، وقال ان للقدس سبعة أبواب مفتوحة هي، باب العمود، والساهرة، والاسباط، والمغاربة، والنبي داوود، والخليل، والجديد. واربعة أبواب مغلقة، هي باب الرحمة، (ويسمى أيضا بالباب الذهبي ، وذلك لجماله ورونقه، ويقع على بعد 200م ، جنوب باب الأسباط  في الحائط الشرقي للسور، ويعود تاريخه للعصر الأموي)، أما الأبواب الثلاثة الأخرى المغلقة فتقع في الحائط الجنوبي من سور القدس ، قرب الزاوية الجنوبية الشرقية".

وتناول أسوار القدس، وأوضح، "عثر في مدينة اليبوسيين الكنعانيين (القدس) على سور ضخم بلغ عرضه تسة أقدا ، وهو يمتد في احد جوانب المدينة لمسافة 49 مترا ، وامامه خندق عرضه 11مترا ، ويعود تاريخة الي القرن التاسع عشر قبل الميلاد ، وتشير كاثلين كينيون العالمية الأثرية الى أن اليهود استخدموه عندما احتلوا مدينة اليبوسيين في القرن العاشر قبل الميلاد".

ولفت د. حنا عيسى، "يحيط بمدينة القدس القديمة سور قديم  يبلغ محيطة خمسة أميال ومتوسط ارتفاعه 40 قدما، وعليه 34 برجا ، وله سبعة أبواب هي : باب المغاربة ، باب النبي داوود، باب الخليل ، الباب الجديد ، باب الساهرة ، باب العامود ، وباب الأسباط". وأضاف، "يعتقد بأن اليبوسيين الكنعانيين هم من بني السور القديم (حوالي 2000 قبل الميلاد ) ، وهدمه نبوخذ نصر عام 586 قبل الميلاد ثم بناه هيرودوس الأدومي الكنعاني ، ثم هدمه القائد الروماني (تيطس) سنة 70م، وان صلاح الدين الايوبي رمم أسوارها وأقام عليها العديد من الأبراج ، وحفر حول السور خندقا، والسور الحالي جدد زمن السلطان سليمان العثماني سنة 1542م".

وشملت المحاضرة التوعوية بمدارس دار المعرفة الاثار الاسلامية في القدس، وقال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى أن أهم المعالم الأثرية هي الحرم الشريف، ومسجد قبة الصخرة، والمسجد الاقصى المبارك، وحائط البراق، والجامع العمري.

وتحدث حنا حول جبل الزيتون (جبل الطور)، وقال، "يقع ذا الجبل في شرق القدس، وقد شهد نزول معظم الجيوش التي قدمت لفتح القدس، ونزل عليه القائد الروماني (تيطس) بجيشه، وجيوش المسلمين عندما حاصرت القدس، ودخلها الخليفة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة ابن الجراح سنة 637م، وكذلك صلاح الدين الأيوبي سنه 1187م، والسلطان الظاهر بيبرس سنة 1260م".

وتابع، "على جبل الزيتون، يوجد قبور شهداء المسلمين من عهد عمر بن الخطاب الى الان ، ومنها قبر رابعة ، وقبر سلمان الفارسي ، وعلى سفح جبل الزيتون الكثير من الاديرة والكنائس التي لها علاقة بالسيد المسيح وايامه وكنيسة الجثمانية هي المكان الذي قضى فيه السيد المسيح اخر ايامه متعبدا متالما ، وفيها حديقة وثماني اشجار من الزيتون ، يقال انها ترجع في اصلها الى الاشجار التي شهدت ايام السيد المسيح ، وكان ياوي اليها هو وتلاميذه للنوم والراحة".

وبما يتعلق بمدارس بيت المقدس الدينية، قال الدكتور حنا، "انشئت زمن الأيوبيين والمماليك والعثمانيين، وعددها في القدس سبعون مدرسة، وكانت تمنح شهادات مثل الازهر الشريف في القاهرة ، وتقدم تعليما دينيا في الاساس على مستوى جامعي، اي انها كانت بمفهوم اليوم كليات دينية".

ولفت حنا أن هناك مؤسسات الطرق الصوفية في مدينة القدس المحتلة، وقال، "في القدس كان 12 رباطاخوانق القدس وعددها سبعة، والزوايا الدينية وعددها في القدس 54 زاوية، ودور الكتب في بيت المقدس وعددها أربع ، ومكتبات الأسر المقدسية والمكتبات الخاصة الأخرى ، وعددها تسع".

وتناولت المحاضرة الاثار الدينية المسيحية في القدس، ووفقا لعيسى، "اكثرها أهمية هي كنيسة القيامة، والجثمانية، وستنا مريم، والقديسة حنه، والعذراء، والصعود، والحبش، ومريم المجدلية، ومارخرفسيس". وتطرق لحارات المدينة وذكر أن بالقدس حارة السلسة، وحارة الواد، وحادة اليهود، وحارة المغاربة، وحارة السعدية، وحارة النبي داوود، وحارة باب حطة، وحارة الشرفا. ولفت لأهم الاسواق بالمدينة، "سوق العطارين ، سوق القطانين، سوق اللحامين ، سوق السلسلة ، سوق خان الزيت ، سوق حارة النصاري، سوق باب العامود والسوق الكبير".

وتحدث عيسى حول مساجد المدينة وقال، "اهتم المسلمين ببناء المساجد، ووقفوا عليها الاوقاف الاسلامية التي لا يمكن التصرف بها، حتى تبقى القدس الاسلامية أب الدهر، وسنة 1670م زار القدس الرحالة التركي (أوليا التركي) فقال : القدس  فيها 240 مسجد الصلاة ، و6 دور للحديث ، و10 دور لتعليم القرأن وتحفيظه ، و40 مدرسة للبنين ، و6 حمامات ، و18 سبيلا للماء ، وتكايا لسبعين طريقة اسلامية". 

التعليقات