"خبراء" يطالبون باستراتيجية إعلامية جامعة لإثارة قضية الأسرى عالمياً

"خبراء" يطالبون باستراتيجية إعلامية جامعة لإثارة قضية الأسرى عالمياً
رام الله - دنيا الوطن
طالب خبراء في مجال الإعلام الفلسطيني ومختصون في شؤون الأسرى وحقوقيون بضرورة بلورة إستراتيجية إعلامية شاملة وواضحة المعالم تجمع الإعلام الفلسطيني كله, وترتكز على توحيد الجهود المبعثرة وكسر قالب النمطية في التعاطي مع قضية الأسرى من أجل إثارة القضية محلياً عربياً ودولياً.

وأكد الخبراء في ندوة إعلامية بعنوان "الصحفيون بين الأسر والشهادة" نظمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني وتم بثها مباشرة عبر فضائية هنا القدس وإذاعة الأسرى, أن الجهود الإعلامية المبعثرة, والقالب النمطي (التقليدي) يضفي ظلالاً سلبية على قضية الأسرى، وان المطلوب الخروج بإستراتيجية لمعالجة القصور الإعلامي بالتعاطي مع تلك القضية، إلى جانب تسليط الضوء على قضية الصحفيين الأسرى والشهداء واعتبار أن قضية الأسرى قضية وطنية وإنسانية.

وأدار اللقاء التلفزيوني الذي جاء على جزأين الإعلامي عبدالناصر ابو عون،  وجاء في الجزء الاول طرح قضية الأسرى الصحفيين من ناحية إعلامية وحقوقية، والجزء الثاني نُوقشت قضية الأسرى عبر مختصون في شؤونهم لتسليط الضوء على معاناتهم.

الكاتب والمحرر الصحفي أ. حسن جبر أكد أن "اعتقال الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين يستهدف قتل الحقيقة بالدرجة الأولى، وقتل الرواية الفلسطينية التي تجرم وتفضح وتُعري الاحتلال أمام الرأي العام العالمي.

وأوضح جبر أن الإعلام لم يقم بالدور المناط به في إثارة قضية الأسرى، وان الجهود المبذولة لم تصل إلى حد المطلوب،  مشيراً أن المطلوب الابتعاد عن الموسمية في نصرة الأسرى، وضرورة وضع خطة إستراتيجية موحدة ترتقي بقضية الأسرى من قضية محلية إلى قضية عالمية.

ودعا جبر اتحاد التلفزيونات والإذاعات الفلسطينية لضرورة عقد مؤتمر جامع للصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين لوضع خطة عمل موحدة لإثارة القضية.

من جانبه، أوضح مدير عام  فضائية الأقصى أ. محمد  ثريا أن اعتقال الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين؛ يأتي لإدراكه أنهم الأقدر على فضح جرائمه وتعريته أمام الرأي العام العالمي، مشيراً إلى أن الاحتلال فشل في النيل من همة الصحفي الفلسطيني فـ"الاحتلال اعتقد أن الإعلام الفلسطيني سيركع تحت وطأة الاعتقال والتنكيل ولكن خاب فأله".

ولفت إلى أن قضية الأسرى تأخذ أبعادا إستراتيجية في الصراع مع العدو الصهيوني، موضحاً أن الإعلام الفلسطيني تعامل مع قضية الأسرى وتفاعل معها بعيداً عن الموسمية، مبيناً أن الإعلام الفلسطيني بحاجة إلى مظلة رسمية وعربية ودولية لدعم الانتاجات الخاصة بالأسرى؛ واصفاً إياها بالمكلفة.

بدوره، قال الناشط الحقوقي أ. صلاح عبد العاطي :"واقع الصحفي الفلسطيني صعب جداً بسبب إجراءات الاحتلال (..) يجب تدويل قضية الأسرى الصحفيين ومقاضاة دولة الاحتلال على جرائمها".

وأوضح أن القضاء الوطني الفلسطيني يستطيع محاكم قادة الاحتلال على جرائمه بحق الصحفيين الذين تنطبق عليهم الحماية في اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة.

وأشار إلى أن المطلوب فلسطينياً رفع قضية الأسرى الصحفيين الى محكمة الجنايات الدولية "وفتح بوابات جهنم على العدو الصهيوني من خلال القانون الدولي".

من جانبه, أوضح منسق اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية أ. صالح المصري أن الاتحاد يوثق الانتهاكات الشهرية التي يتعرض لها الصحفي الفلسطيني، مشيراً إلى أن الانتهاكات بحق الصحفيين تأخذاً مستويات متصاعدة وخطيرة.

وبين أن الانتهاكات تتوزع على جميع المناطق الفلسطينية المحتلة (غزة، القدس، الضفة، الأراضي المحتلة عام 48)، وأنها تتنوع بين القتل عبر الاستهداف المتعمد، والاعتقال الغير مبرر، والاعتداء على الفعاليات بشكل يومي.

ولفت إلى أن الاتحاد اصدر تقريرا مفصل حول الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني مؤكداً انه تم رصد 20 صحفي لا زالوا قيد الاعتقال في السجون الإسرائيلية؛ كان آخرهم مدير موقع أصداء الإخباري أمين أبو وردة, وأقدمهم الأسير الصحفي محمود موسى عيسى المعتقل منذ عام 1994، مشيراً إلى أن الاعتداء على الصحفيين يأتي من باب إدراك إسرائيل لحجم الدور الذي يؤديه الصحفي الفلسطيني في كشف جرائمها.

كما ولفت الصحفي المصري أن الصحفي الفلسطيني في غزة  بحاجة إلى تدريب اكبر ودعم حقيقي ليس من منطلق الضعف وإنما من منطلق تطوير أدائهم في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، داعياً لتوحيد الجسم الإعلامي للدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني.

رئيس الاتحاد الأعلى لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الحاج عبد الله القصير أكد ان الإعلاميين الفلسطينيين يؤدون رسالة سامية، وهي الدفاع عن حقوق شعبهم في معركة نيل الحرية من براثن العدو الإسرائيلي.

وقال:" الصحفيون الفلسطينيون يستحقون كل الدعم في هذه الذكرى وهذه المناسبة (..) الكل مطالب عربيا وإسلامياً ودولياً بعدم ادخار أية جهود لمناصرتهم مؤازرتهم من خلال التأييد أو الدعم المعنوي والمادي واللوجستي".

   وأشار في الوقت ذاته إلى جهود الاتحاد التي تدعم قضية الأسرى عامة والصحفيين على وجه الخصوص، والتي كان آخرها إصدار بيان تضامني في يوم الأسير الفلسطيني.

أما المختص في الإعلام الاجتماعي أ. محمد أبو القمبز أن الإعلام الجديد، استطاع تفعيل قضية الأسرى بشكل كبير، مشيراً  أن عدد التغريدات في يوم الأسير على هاشتاج #يوم_الأسير_الفلسطيني وصل إلى 8 مليون متابع ومغرد.

وأوضح أن الجهود الإعلامية كبيرة وترتقي لحجم القضية، لافتاً إلى أن ما يعيق التفاعل معها أنها موسمية وتتسم بالعشوائية الغير منظمة.

مدير جمعية حسام لرعاية الأسرى والمحررين موفق حميد أكد أن وضع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية سيئ للغاية وأن المطلوب تفعيل قضيتهم على كل الصُعد.

وأشار إلى أنه يجب ان تكون هناك مظلة جامعة لفعاليات الأسرى في خارج السجون، تنسجم مع متطلبات القضية، لافتاً أن الخطوة الاولى المطلوبة لتحقيق التفاعل مع قضية الأسرى إنهاء الانقسام.

من جانبه، قال عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية نشأت الوحيدي :"هدف لجنة الأسرى تفعيل القضية على كل المستويات, ولكنها تعاني من شح الإمكانيات المالية(..) المبلغ الذي يُصرف من هيئة العمل الوطني لا يكفي".

كما وأوضح أن التقصير مع قضية الأسرى شامل وانه "يجب استخدام تقنيات واستراتيجيات إعلامية جديدة تخرج القضية من قالب النمطية".

من جانبه أوضح الأسير المحرر مصطفى مسلماني "أبو الأديب" أن التفاعل مع قضية الأسرى من الناحية النظرية يُلاقي إجماعاً فلسطينياً، ولكنه على الصعيد العملي الانقسام موجود.

وقال :"يجب ان نخرج من الدائرة الفلسطينية إلى العالم أجمع، لازلنا نحدث أنفسنا في قضية الأسرى, المطلوب تدويل القضية ضمن إستراتيجية واضحة"، مطالباً الرئيس عباس وحكومة التوافق بضرورة دمج الهيئات الرسمية بين الضفة وغزة لإنهاء الانقسام.

والد الأسير علي الصرفيتي (ابو حسنى) أكد وجود تقصير عند الفصائل والجهات الرسمية "والأصل أن يكون هناك خطط واضحة لتسخير كل الإمكانيات لصالح الأسرى".

وقال :"الأسرى يعانون الأمرين بالسجون الإسرائيلية والمفترض ان تكون هناك همة فلسطينية بحجم القضية".

بدوره، تحدث الأسير المحرر الصحفي محمد منى من الضفة عبر الهاتف عن تجربته الاعتقالية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً أن قوات الاحتلال لا تُفَرقُ بين صحفي وأي مواطن آخر.

وأوضح منى أن الاحتلال ومصلحة السجون مستمرون في ارتكاب الجرائم في حق الأسرى، وان الجرائم متنوعة بحقهم؛ حيث الحرمان من الزيارات والملابس والأكل والصحة، علاوة على الأحكام الإدارية الجائرة.

وأشار أن الأسرى حملوه رسالة إلى جميع المستويات الحقوقية والإعلامية والفصائلية والجماهيرية والرسمية لتفعيل قضيتهم، وانه من الضروري رفع ملف الأسرى إلى الجنائية لمعاقبة قوات الاحتلال.