راقبها لأشهر وحاول اغتصابها وهي نائمة بين أطفالها

راقبها لأشهر وحاول اغتصابها وهي نائمة بين أطفالها
رام الله - دنيا الوطن
كان ذلك الملف يتضمن بالنسبة لوكيل نيابة الاستئناف، أكثر من مجرد جريمة، يضعها على محك القانون، فالقصة تتحدث عن وحش بشري، لم يهزه منظر أمٍ تنام وسط أطفالها، فاتبع غريزته، محاولاً الاعتداء عليها بكل دناءة، ما استفز لدى وكيل النيابة مشاعره كأب وزوج وإنسان، فوجد أن العقوبة التي أنزلتها المحكمة الابتدائية لم تشفِ قلبه مما تحرك فيه من اشمئزاز، وأصر على أن يستأنف الحكم لتشديد العقوبة، رغم أن الحكم بمنطق القانون، صحيح.

المتهم في القضية، عامل إنشاءات آسيوي، يعمل في فيلا قيد البناء، قرب إحدى الفلل. قضى أشهر يراقب كل من يدخل ويخرج، حتى عرف تفاصيل حياتهم، فسكان تلك الفيلا عائلة صغيرة، تتكون من زوج يضطر بحكم طبيعة عمله أن يبيت أياماً من كل أسبوع خارج منزله، ليترك زوجته وأطفاله الذين لم يتجاوز أكبرهم 6 سنوات لوحدهم.

كان ذلك الذئب يراقب ضحيته، فيشاهدها صباحاً وهي تودع أطفالها إلى المدرسة، ثم تستقبلهم ظهراً، وهي قليلة الخروج من المنزل، فلا تغادر منزلها إلا نادراً، وذلك لا يكون أبداً إلا في النهار، وفي الليل فهي تحتضن أطفالها كأي أم محبة، وتصرف وقتها في العناية بهم. ورغم أن الأمر بدأ معه من باب الفضول، إلا أن شيطانه صار يأخذه إلى أماكن أبعد، وأخذ يرسم جريمته ويعد الأسباب لنجاحها.

لحظات رعب

ذات يوم تسلل إلى حديقة المنزل، نحو نافذة المطبخ، الذي يعرف أن خادمة المنزل تتركها مفتوحة خلال تلك الفترة من العام، وقبل أن يدخل المنزل، ودخل يتجول في المنزل كالمجنون، فلما دخل إلى غرفتها، وجدها نائمة كالملاك، وقد أحاطت نفسها بأطفالها الثلاثة، كان لهذا المشهد أن يجعله يراجع نفسه، وأن تتحرك فيه نوازع الإنسانية، فيعف عن أم تحتضن أطفالها، ولكنه لم يفعل، بل تسلل إليها ليحاول الاعتداء عليها.

الاتصال بالزوج

أما هي، فقد استيقظت فزعة، ومعها أطفالها، الذين أخذوا يصرخون ويبكون بأعلى صوت، محاولين الدفاع عن أمهم من ذلك المخلوق، ومع كل تلك الضجة، استيقظ من أحلامه، وشعر بحجم الورطة التي أحاطت به، فهرب راكضاً من حيث أتى.

استجمعت المرأة قواها وبدأت تهدأ من روع أبنائها، ثم أسرعت بالاتصال بزوجها وأخبرته بما حدث، وهي لا تعرف حقيقة ما دخل غرفتها، وإن كان بشراً فعلاً. فسارع الزوج بالاتصال بالشرطة، قبل أن يركب سيارته متوجهاً إلى منزله.

كاميرات مراقبة

لم يجد رجال الشرطة في البدء ما يدلهم على حقيقة ما حدث، وحتى المرأة المجني عليها لم تتمكن من إعطاء أي تفاصيل، فالرجل كان شديد السمرة والغرفة مظلمة، إضافة إلى الصدمة والمفاجأة، كل ذلك منعها من تذكر أي مواصفات لتدل عليه، وكان أن أخذت الشرطة البصمات من باب الغرفة والنوافذ، بحثاً عن الدليل. وعندما وصل الزوج وأخبرته الشرطة عن صعوبة التوصل إلى ما يدل على المعتدي، تذكر أنه أحاط مسكنه بكاميرات المراقبة التي ترصد على مدار اليوم كل من يدخل ويخرج من المنزل.

وبتفريغ أشرطة المراقبة، وجدت الشرطة اللحظة التي اقترب فيها المجرم من المنزل، وشاهدوه وهو يقفز عبر النافذة، وبعد تحديد صورته، قام رجال التحريات بمسح المنطقة المحيطة بالمنزل حتى قبضوا عليه، وفي البداية أنكر التهمة المسندة إليه، ولكنه انهار معترفاً عند مواجهته بأفلام المراقبة التي رصدته.

وفي المحكمة، حيث وجهت له تهمتا الاعتداء المنزلي ومحاولة الاغتصاب، تراجع المتهم عن اعترافاته، مدعياً أنه دخل المنزل بحثاً عن الخادمة، ولكن المحكمة لم تأخذ بأقواله، وأدانته بما أسند إليه، وقضت بحبسه 3 سنوات مع إبعاده عن الدولة بعد تنفيذ الحكم.

محاولة اغتصاب

بعد إصدار الحكم، تم إحالة القضية إلى نيابة الاستئناف، باعتبارها طرفاً في القضية، وقرر وكيل النيابة الاستئناف على الحكم مطالباً بالتشديد.

وفي مذكرة الاستئناف، وضع وكيل النيابة روحه ومشاعره كإنسان، وضمنها كل مخاوفه كأب وزوج وفرد من المجتمع، مناشداً المحكمة تشديد الحكم إلى حده الأقصى، ليكون المتهم عبرة لمن يتجرد من إنسانيته متبعاً غرائزه، وقد تجاوبت المحكمة وقضت بتعديل الحكم إلى السجن 5 سنوات مع الإبعاد.

تنشر الصحيفة صباح كل أحد، بالتعاون مع دائرة القضاء في أبوظبي، قصصاً من أروقة القضاء، بهدف نشر التوعية.

التعليقات