"حكومة الوفاق" في غزة غداً : الزيارة في ميزان فصائل العمل الوطني

"حكومة الوفاق" في غزة غداً : الزيارة في ميزان فصائل العمل الوطني
رام الله – خاص دنيا الوطن – احمد العشي  

يصل غدا وفد من وزراء حكومة التوافق برئاسة د. رامي الحمد الله لمواصلة الاتفاق على ملف المصالحة، و ينتظر الشعب الفلسطيني في غزة الزيارة بفارغ الصبر و التي تعتبر بصيص من الامل الذي سيخرج من خلاله من الازمات و المشاكل التي يتعرض لها.

فصائل العمل الوطني تشير الى انها زيارة ايجابية و ستعمل على ايجاد الحلول المناسبة للمضي قدما نحو المصالحة.

وبالإشارة إلى الزيارة والتائج المرجوة منها ,أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية طلال ابو ظريفة انه سيكون هناك لقاء لمجلس الوزراء خلال هذا الأسبوع وفقا لما اقر في الاجتماع الاخير.؟

و اشار الى ان الوزراء سينظمون اسبوع للتواجد في غزة و اخر في الضفة، مشددا على ضرور ان يبني الوفد على الجهود التي بذلتها الجبهة الديمقراطية و الشعبية والجهاد الاسلامي سواء مع حكومة الوفاق او مع اعضاء حركة حماس للتوصل الى صيغة وطنية للجنة الفنية و الادارية المعنية في ايجاد حلول لمشكلة الموظفين والمعابر و غيرها من الازمات التي يواجهها قطاع غزة مما يسرع في انهاء هذا الملف و مما يشكل خطوة الى الامام نحو انجاز ملف المصالحة كمرتكز لاداء حكومي يكون قادر على ايلاء جهد و اهتمام لكل قضايا الناس بما فيها الاعمار و رفع الحصار، على حد وصفه.

و قال أبو ظريفة خلال حديثه لـ"دنيا الوطن": "زيارة الوفد الوزاري لغزة ستتضمن معالجة لحل أزمة الموظفين المدنيين كمرحلة أولى و ملف الاعمار و رفع الحصار، و لا يمكن لذلك ان يتم في ظل غياب عمل الحكومة و العقبات التي تواجه الحكومة و التي تتمثل في عدم ايجاد حلول جادة لهذه الاشكاليات".

الحل :توافق وطني

و أضاف أبو ظريفة: "اللقاءات الثنائية بين فتح وحماس لم تخرج المصالحة من ازمتها بتشكيلهم للجنة ثنائية فنية ادارية فسرعان ما جرى الانقلاب عليها نتيجة التجاذبات القائمة بين اتهام حماس بأنها جاءت بشكل منفرد من جهة وبين الحكومة التي اعتبرت منتهية الصلاحية من جهة اخرى".

و اكد ابو ظريفة إلى ان الاطار الوطني او اللجان الوطنية هي الاكثر حصانة و الضمانة لتحقيق ما يجري التفاهم عليه و القادرة على وضع معالجات للموظفين و المعابر و رفع الحصار لتكون ذات كفاحية مع الحكومة لتقوم بتسهيل وحدة المؤسسات.

و في السياق ذاته اشار أبو ظريفة ان القوى مع قرارات المجلس المركزي، مطالبا بوضع آليات لتنفيذها لاستكمال موضوع المصالحة و معالجة كل ازمات قطاع غزة الناجمة عن الحصار و الاغلاق.

هذا و شدد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية على ضرورة بذل جهود مضنية من اجل وضع حلول لكل الاستعصاءات التي تقف في طريق المصالحة، و الاستمرار في الحوار بعيدا عن الثنائية، و ان يكون الحوار في الاطار الوطني لانه الاقدر على وضع حلول ناجحة و الاقدر على حماية و تحصين اي تفاهمات تتم في طال الحالية الفلسطينية بما يخص أزمات المصالحة.

الحكومة بين المطرقة والسنديان

و فيما يخص وجهة نظر الرأي العام تجاه هذه الزيارة قال أبو ظريفة: "شعبنا يئن جراء الازمات و الاوضاع الاجتماعية و الانسانية الكارثية فلا اعمار ولا كهرباء و بطالة متفشية و حصار مستمر، و بالتالي هو يدرك ان مرتكز معالجة هذه القضايا هو الدور الحكومي".

و اضاف: " الحكومة تتكئ على ان هناك استعصاءات لم تمكنها من القيام بمهامها بالتالي المواطن بين مطرقة و سندان عمل الحكومة و بين الازمات القائمة و بالتالي هو يريد حلا لهذه الازمات حتى يتسطيع ان يصمد في اطار هذه المرحلة بالذات".

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على لسان عضو اللجنة المركزية بها كايد الغول اكدت ان دور الحكومة ليس مقتصرا على فصيل معين و انما هو للجميع، داعيا الحكومة لتحمل مسئولياتها كافة تجاه قطاع غزة كما هو الحال في الضفة الغربية، مشددا على ضرورة ان تستند الحكومة في تنفيذ هذه المهام على كل الاطراف و فصائل العمل الفلسطيني لحل مشكلة الموظفين حتى تتمكن بعد ذلك من تسلم مسئولياتها في المعابر و ان تنزع جميع الذرائع التي تحول دون ادخال مواد البناء بحجة ان هذه الحكومة لا تسيطر على المعابر، بالاضافة لتسهيل حركة المواطنيني عبر معبر رفح خصوصا و ان الحكومة المصرية يربطون فتح معبر رفح بتسلم حكومة الوفاق هذا المعبر؟، على حد وصفه.

و قال الغول: "نحن ندعم وجود الحكومة في قطاع غزة ولابد ان يكونن هناك وجود ثابت لها وألا تكون الزيارات موسمية و انما جزء من عمل الحكومة، و ان تتابع مهامها في القطاع كما هو الحال في الضفة الغربية، حتى نكون فعلا اما حكومة واحدة تشمل قطاع غزة و الضفة الغربية".

تهيئة الظروف لإنجاح المهمة

و في السياق ذاته رأى الغول انه من الصعب الحديث عن ان هذه الزيارة عبارة عن المسمار الاخير الذي يدق في نعش المصالحة، مشيرا على انه يجب توفير كل الظروف التي تمكن حكومة الوفاق من القيام بمهامها ارتباطا ما تم التوافق عليه.

وقال الغول: "بعد خيبات الامل التي عاشتها جماهيرنا تجاه الاعلانات المتكررة و عدم التقدم في ملف المصالحة جعل الرأي العام محبط و غير واثق في امكانية الوصول الى نتائج و نحن ندعو كافة الاطراف بان تقوم الحكومة بكافة مهامها حتى نعيد بعض الامل لشعبنا بأن هناك مؤسسات فلسطينية واحدة بامكانها تحمل مسئولياتها و ان تبدأ بمعالجة المشكلات في القطاع و التي تفاقمت كثيرا سواء كانت مشكلات الموظفين و الكهرباء و المياه و الوضع الصحي".

انفجار الأمس

و حول ما اذا كان الانفجار الذي وقع امس بالقرب من مجلس الوزراء سيعكر صفوة الزيارة و عمل الحكومة قال الغول: "من المفترض الا يعكر صفوهها و انما تواجه كل هذه النزعات بالاصرار على ان تقوم الحكومة بدورها و ان تستند على شعبها وقواه لاننا ندرك ان اي عقبات قد تنشا ربما يكون من وراءها اصحاب مصالح يريدون استمرار الحال على ما هو عليه".

زيارة مطلوبة

من جانبه اعتقد وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب ان قدوم وفد الحكومة الى قطاع غزة يجب ان يندمج في اطار الجولات التي يقوم بها الوزراء على مختلف محافظات الوطن، مشيرا الى ان المحافظات الجنوبية هي جزء من هذا الوطن.

و طالب العوض الحكومة بان تعيد هذ الجولة و عدم التعاطي معها بشكل موسمي.

و اعتبر العوض ان هذه الجولة ايجابية يمكن ان تسهم في ازالة الكثير من العقبات التي مازالت تعترض مسيرة عمل حكومة الوفاق الوطني.

و اشار الى ان حزب الشعب لا يدعم هذه  الزيارة فقط ولكنه دعى اليها خلال اجتماع المجلس المركزي الاخير، حيث قال: "اكدنا على اهمية قيام حكومة الوفاق بدورها وواجباتها تجاه كل المحافظات بما فيها المحافظات الجنوبية خاصة لما تعانيه نتيجة الاهمال المتواصل الذي اصابها نتيجة سنوات الانقسام وللاعتداءات الاسرائيلية المتكرررة و حالات الدمار الذي اصاب المحافظات الجنوبية، و بالتالي المحافظات الجنوبية تحتاج الى خطة تنمية شاملة من حكومة الوفاق، و على الوزراء ان يقوموا بهذا الدور و بما يشعر المواطن الفلسطيني في غزة بان قضاياه العالقة هي محط اهتمام حكومته و التي عليها ان تحلها".

محاولة لإنعاش المصالحة

و شدد العوض على ضرورة ان تستمر محاولات المصالحة و انعاشها و اعادتها الى مسارها الطبيعي بالرغم من وجود بعض من مجموعات المصالح التي تحاول ان تعيق وصول وفقد الوزراء يوم غد الى قطاع غزة.

و قال العوض: "على الحكومة الا تتردد في القيام بهذه الجولة و ان تذهب لمعالجة القضايا و العقبات التي تعترض مسيرة المصالحة بما فيها الحلول الابداعية لمشكلة موظفين ما قبل 2007 و ما بعده على قاعدة ان ابناء شعبنا كلهم لهم الحق في معالجة هذه الاشكالية التي تمثل العقبلة المفتاحية لملف المصالحة بشكل كامل".

و بين العوض ان الجميع يترقب هذه الجولة و يده على قلبه من ان تفشل لان فشلها سيؤدي الى تعقيدات اضافية في ملف المصالحة، مضيفا ان القوى الوطنية و الاسلامية تحرص على توفير كل المناخات لنجاح هذه الجولة، و انها تعمل لتذليل اي عقبة تعترض مسيرة المصالحة.

و حول الانفجار الذي وقع امس الجمعة بجوار مجلس الوزراء في مدينة غزة اوضح العوض ان الانفجار هو رسالة من مجموعة من اصحاب المصالح التي لا تريد لحكومة الوفاق ان تقوم بدورها، داعيا الجميع ان يدعم مجيء هذه الحكومة لتقوم بعملها، بالاضافة الى التصدي لهذه الجماعات بالاسلوب الديمقراطي و السياسي.

المطلوب: وحدة وطنية

 حركة الجهاد الاسلامي على لسان القيادي فيها يوسف الحساينة اكدت ان القضية الفلسطينية تواجه تهديدات حقيقية و قوية و مصيرية، معللا ان الاحتلال الاسرائيلي يسعى الى تصفية القضية من خلال التنكر لشعبنا الفلسطيني و ضرب مقوماته و صموده و سحق المقاومة في الضفة الغربية و القدس و غزة.

و طالب فصائل العمل الوطني و المجتمع الفلسطيني بكل مكوناته و اطيافه بالوحدة خلف القضايا المصيرية و القيادة الوطنية، كما طالب اطراف الانقسام 

السعي جاهدين لتحقيق المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني و التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني و مواجهة التحديات الاسرائيلية الحقيقية.

و قال الحساينة: "نقول اليوم انه توجد فرصة حقيقية لمواجهة التحديات الصهيونية، كما توجد فرصة للملمة الوحدة و العمل الفلسطيني من خلال ما تم التوافق عليه في مسألة انهاء الانقسام، و دعوة الاطار القيادي للانعقاد للاتفاق على برنامج و بناء استراتيجية وطنية للاتفاق على الخيارات المطروحة لمواجهة التحدي الصهيوني الذي اصبح يستهدف الانسان و الوجود الفلسطيني في الضفة وغزة المقدسات و الاراضي مستغلا حالة الانشغال التي تعيشها المنطقة بسبب الصراعات الداخلية".

و طالب الحساينة تنظيم كل الجهود و الفعاليات من خلال الاتفاق على برنامج مقاوم لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي للدفاع عن نفسه سواء كان من خلال المقاومة المسلحة او المقاومة الشعبية او المقاومة المدنية.

و لفت الحساينة ان كل القوى مع اي جهد يبذل في سبيل انهاء الانقسام، موضحا ان مسألة الموظفين الذين تم تعيينهم من قبل الحكومة في غزة ستكون عامل مهم في انهاء الانقسام، مشيرا انه من الضروري ايجاد حل للموظفين سواء المحسوبين على رام الله او غزة يضمن لهم العيش بأمان و كرامة.

التفجيرات:حدث عابر

و أوضح الحساينة ان الامل دائما موجود لدى الشعب الفلسطيني، معللا انه قادر على ايجاد حلول جديدة من اجل تجاوز الخلافات، متمنيا من الكل الفلسطيني و المجتمع دعم اي خطوات تقرب وجهات النظر.

و طالب ايضا بتقديم المصلحة الوطنية العليا على كل شيء لرفع معاناة الشعب الفلسطيني الذي اثبت صموده الاسطوري أمام العدو الاسرائيلي، على حد تعبيره.

و نفى الحساينة بان تؤثر تفجيرات مجلس الوزراء امس على زيارة الوفد مطالبا وسائل الاعلام بان تبقي هذا الحدث في اطاره الضيق، واصفا الحدث بانه عابر وليس له مدلولات سياسية.