المعارضة السورية تطلق "معركة تطهير برزة والقابون" لطرد "الدولة" من دمشق

المعارضة السورية تطلق "معركة تطهير برزة والقابون" لطرد "الدولة" من دمشق
رام الله - دنيا الوطن - وكالات
تشن فصائل المعارضة في دمشق وريفها حرباً مفتوحة على تنظيم "الدولة"، بهدف طرده نهائياً من هذه المناطق، وذلك بعد مفاجئته لهذه الفصائل بالسيطرة على مخيم اليرموك جنوبي دمشق.

ووفقا لصحيفة "الخليج أونلاين" قال فصيل "جيش الإسلام" الذي يقود هذه الحملة: إنه تمّكن من القضاء على تنظيم "الدولة" في أحياء برزة والقابون وتشرين، بالعاصمة دمشق أمس الجمعة، وذلك بعد أن قتل وأسر معظم أعضاء التنظيم في الأحياء الثلاثة، وعلى رأسهم أميرهم منذر الكرمي، المعروف باسم منذر سلف، إضافة إلى 13 من عناصر التنظيم، وتداول الناشطون صوراً له بعد أن وقع في الأسر، مشيرين إلى هروب أبو الحسن وهو أحد أمراء التنظيم في المنطقة، باتجاه قوات النظام الموجودة بالقرب من حرستا غرب الطريق الرئيسي، حين حاصره مقاتلو جيش الإسلام؛ ما دفعه للهرب.

ويقول الناشطون: إن الكرمي أمير التنظيم، هو من أهالي حي ركن الدين الدمشقي، وقد شكل كتيبة باسم "السلف الصالح" وقاتل النظام على عدة جبهات، قبل أن يلتحق بتنظيم "الدولة".

وقالت القيادة العامة لجيش الإسلام: إنها قتلت أربعة عناصر من التنظيم، وأسرت أكثر من 20 وجرحت آخرين، في معركة أطلقها الثوار باسم "معركة تطهير برزة والقابون من رجس الخوارج".

وكان كل من "اللواء الأول"، و"جيش الإسلام"، و"لواء أسود العاصمة"، أصدروا بياناً قالوا فيه: إن "رؤية الجيش الحر واللواء الأول بدمشق، للثورة، إن سوريا هي لكل السوريين، وليس لمجموعة من الأجانب الذين أتوا من الخارج بأجندات خارجية وقيادات وشخصيات مجهولة ومقنعة، تتحدث باسم الإسلام وهو بريء منهم".

وأضاف البيان: "بعد تجاوزات قام بها تنظيم الدولة في أحياء القابون وتشرين وبرزة، فإننا نعلن بدء المعركة لمواجهته بسبب "تعرضه للمجموعات الثورية وتضييق الخناق على سكان المنطقة، ودأبه على تكفير الناس، وفرض أفكاره بالقمع والإرهاب وإلزام الناس بالتخلي عن العلم، مواصلة التنظيم احتلال المناطق التي حررها الجيش الحر، وإقامة دولة تقوم على الإرهاب والعقاب، وفرض المحاكمات القاتلة على سكان المناطق التي احتلها".

وقد أمهلت هذه الفصائل عناصر التنظيم 24 ساعة لإخلاء مقارهم في الأحياء المذكورة، إلا أن عدم استجابتهم أدت إلى اندلاع المواجهات بين الطرفين، وأسفرت حتى الجمعة عن سيطرة الثوار على عدد من المقار التي كان عناصر التنظيم يتمركزون فيها.

بدورها، دعت "الهيئة الشرعية العامة" في الغوطة الشرقية بريف دمشق، إلى قتال تنظيم "الدولة" والقضاء على وجوده.

وأضاف بيان الهيئة: "لا يجوز إيواء عناصر التنظيم، وإن المال العام الموجود بحوزة عناصره، يصرف في مصالح المسلمين، بحسب ما يراه المجاهدون الذين يباشرون قتالهم".

لكن البيان حذر من الاستيلاء على أموال عناصر التنظيم الخاصة، أو التعرض لنسائهم.

وفي إشارة لاستمرار المعركة، أكد قيادي من "جيش الإسلام" في المنطقة الجنوبية أن مقاتليه هاجموا، الجمعة، مواقع لتنظيم "الدولة" في الحجر الأسود جنوبي دمشق، وقتلوا عشرة من أفراده بينهم قائد المجموعة المدعو "أبو دريد" إضافة إلى قناص.

الناشط أبو عبد الله، المقيم في الحجر الأسود، حيث المركز الرئيس لتنظيم "الدولة" في جنوبي دمشق، أكد حصول هذه الاشتباكات، مشيراً إلى وقوع خسائر في صفوف الطرفين. وقال : إن هجوم الفصائل هذه المرة كان أنجح من الهجوم السابق قبل عدة أيام على المكان ذاته، والذي تمكن عناصر التنظيم من صده.

وأضاف في حديثه الذي تخلله قصف بالبراميل المتفجرة من جانب طيران النظام فجر اليوم، السبت: (أسفر عن مقتل 3 أشخاص على الأقل)، إن معظم القصف الذي يتردد في وسائل الإعلام بأنه يطال مخيم اليرموك؛ يستهدف في الحقيقة الحجر الأسود. واشتكى من أن الحجر الأسود مهمل إعلامياً وإغاثياً، على الرغم من أنه يضم آلاف المدنيين، وتوفي منهم حتى الآن نحو 100 شخص لم يذكرهم الإعلام، حسب قوله.

وأضاف أبو عبد لله، الذي يدير صفحة على الفيسبوك باسم "شبكة أخبار الحجر الأسود"، أن "معظم الناشطين في المنطقة غادروها إلى الخارج أو إلى مناطق مجاورة، بسبب شدة الحصار وضعف الموارد والقصف المتواصل، حتى باتت المنطقة خارج التغطية الإعلامية، وسط غياب الدعم من أية جهة معارضة أو منظمات دولية". ونفى المقولة التي تقول: إن الحجر الأسود هو معقل تنظيم "الدولة" في المنطقة الجنوبية. وقال: إنهم موجودون في الحجر بالمئات، لكنهم موجودون أيضاً في القدم وعلى أطراف الحجر، معتبراً أنهم لا يسيطرون سوى على خمسين في المئة من المنطقة، والباقي يقع تحت سيطرة فصائل الجيش الحر.

التعليقات