مشروع الكرامة الفلسطينية : رداً على مقال الزميل غازي مرتجى

مشروع الكرامة الفلسطينية : رداً على مقال الزميل غازي مرتجى
رام الله - دنيا الوطن
كتب الدكتور سعدي محمود العثماني واحمد فتحي الاغا مقالاً توصيفيا لتكلفة اي "شقة" صغيرة بتمليك الشباب اراضي حكومية ..

نص المقال والدراسة :

رسالة عاجلة الى السيد غازي مرتجى
بسم الله القوي العزيز
مشروع الكرامة الفلسطينية..
مشروع الحفاظ على كرامة أبناء فلسطين
(( إعادة الأمل المفقود ))
" الدراسة المختصرة "
انطلاقاً من الحرص على المساهمة في كل ما من شأنه رفع الظلم عن الناس ونظراً لاستفحال الخطر الداهم على مجتمعنا الفلسطيني الحبيب بصورة عامة وفي منطقتي شريط غزة والضفة الغربية بشكل خاص الناتج عن موضوع الأسعار الغير منطقية واللا معقولة واللاعقلانية بل والجنونية للأراضي وبالذات وبالخصوص في قطاع غزة ، ونظراً لمعرفة جميع الناس بوجود فقدان للأمل في امتلاك المسكن في نفوس الشباب بنسبة تفوق80% في قطاع غزة . ونظراً لمعرفة ودراية الجميع الأكيدة بخطورة الحال الذي يصبح فيه الشباب فاقداً لأي بارقة أمل في أي إمكانية لامتلاك مسكنه الخاص به حتى لو أنفقوا من شقاء عمرهم عمراً آخر فوق عمرهم وبالذات في قطاع غزة . ونظراً لمخاطر محددة تتعلق بانهيارات أخلاقية وقيمية وانتهاك للمحرمات والحرمات على نطاق لا يُستهان بحجمه واتساعه لا نحب أن ندخل في تفاصيلها هنا !! والكثيرين على دراية وإلمام كامل وتفصيلي بها . ونظراً لأننا جميعاً نعي ونعرف خطورة سكوتنا عن قول الحق وعن كل ما من شأنه أن ينفع الناس ويخفف عنهم البلواء التي يعيشونها فها نحن نتوجه لكل أبناء فلسطين على جناح السرعة بهذا المشروع البسيط لكنه الخطير .. والذي أسميناه مشروع الكرامة الفلسطينية.. مشروع الحفاظ على كرامة أبناء فلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية بحل مشكلة السكن لديهم ولدى الأجيال الشابة القادمة . هذا المشروع الذي نرنو ونتطلع ونطمح ونطمع في تطبيقه بإذن الله تعالى بجهود كبيرة وجبارة وهائلة من الجميع وبإصرار كبير وفولاذي على تحقيقه وانجازه وجعله حقيقة واقعة وبالطبع بقوة وجهود كل أبناء فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة هو تشريع قانوني يؤكد على أحقية كل من يبلغ العشرين من شباب فلسطين في قطاع غزة في امتلاك 20 متر مربع من الأرض لغرض السكن !! نكرر 20 متر مربع فقط !! بحيث يمتلك كل 24 شاب من شباب قطاع غزة مساحة 480 متر مربع (( نصف دونم تقريباً )) ودون أن يدفعوا مقابل هذا الامتلاك أي مبلغ من المال كي يقيموا عليها وبجهودهم الذاتية مبنى متعدد الطبقات .... أما في الضفة الغربية ونظراً لمساحة الضفة المعقولة بالقياس مع المساحة اللا معقولة لقطاع غزة فالمُقترح هو تمليك كل شاب من شباب فلسطين في الضفة مساحة مائتي متر لكل شاب.. يقول المثل الشعبي الفلسطيني (( دارك مقدارك )) فإذا حدث ولم يكن لك بيت فإن مقدارك أو قدرك أو منزلتك أو حجمك أو كيانك سيضعف وسيهتز بصورة كبيرة ، ولو تفحصنا ما حولنا وما نعيشه من حال وما نتوقعه في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد ، وبعد أن أصبحنا اليوم متأكدين من إن شباب الضفة الغربية وشباب قطاع غزة لن يتمكنوا من شراء أراضي لغرض السكن أو شقق جاهزة طالما بقوا عاطلين عن العمل !!! أما إن كانوا يعملون فسيتمكنون من شراء تلك الأرض أو تلك الشقة بعد أن يهدروا عشرين سنة من عمرهم . نقول لو تفحصنا ما حولنا وما نعيشه من حال لوجدنا أن مقادير أكثر من نصف السكان وبالذات في قطاع غزة ستكون في مهب الريح في القريب العاجل !! وبالطبع فإننا نؤكد على ما يتبع ذلك النقصان في قدر وكيان الإنسان من أضرار ومثالب لا حصر لها وقد تصل حد الكوارث في أحيان كثيرة !! هذا الواقع الذي نعيشه يصرخ فينا ويقول ها هي الكارثة قادمة وبالذات في واقع قطاع غزة حيث أدنى سعر للأرض في غزة هو 150 دولار للمتر الواحد ، وسعر الشقة قد جاوز ال50 ألف دولار وهذا السعر لا يقدر على دفعه إلا 30 % من الراغبين في الشراء .. وهنا ها نحن ندق أجراس الخطر .. أو لنقل ها نحن ننطلق بالتكبير الله أكبر الله اكبر حيث تاريخنا الإسلامي يؤكد أن أجدادنا الأوائل كانوا يرفعون الآذان في الجوامع في غير مواعيد الصلاة عندما كان يداهم المجتمع خطر ما .. ونحن نرى إن أكبر وأخطر الأخطار هو هذا السعر اللامنطقي بل والإجرامي لمتر الأرض في قطاع غزة والذي إذا استمر في هذا الارتفاع الجنوني ( وهذا هو الأرجح ) فسوف يقودنا الى الهاوية !! وسيحوِّل وسيُقسم مجتمعنا الفلسطيني الحبيب إلى مجتمع الأسياد والعبيد !! الأسياد وهم القلة القادرون على شراء الأرض والعقارات ، والعبيد وهم الكثرة الذين لا يكادون يعثرون على قوت يومهم !! فهيا بنا نتنادى كما السلف لرفع الآذان في غير مواقيت الصلاة !!!!!

 المشروع باختصار وتوضيح : ـ مساحة قطاع غزة هي 355 كيلومتر مربع .ـ مساحة المستوطنات أو المحررات هي 70 كيلومتر مربع ـ مساحة الضفة الغربية هي 6000 كيلو متر مربع ـ عدد الشباب في قطاع غزة الذين لا أرض لهم والذين لا عمل لهم أو الذين لهم عمل ولكنه لا يكاد يكفيهم القوت والملبس يزيد عن المائة ألف رجل منهم العازب ومنهم المتزوج ومنهم المتزوج وله أطفال هم جميعاً ما زالوا وسيبقون يسكنون في غرفة واحدة في منزل آباءهم مع كل المعاناة ومع كل اللامنطق الذي سيبقون يكابدونه طالما هم لم ولن يحوزوا بالطبع على المسكن المستقل الخاص بكل منهم حتى لو صبروا عشرات السنوات أو مد الله في أعمارهم بعمرين فوق أعمارهم ـ عدد الشباب الذين ينطبق عليهم نفس التوصيف في الضفة الغربية لا يقل عن رقم المائة ألف بأي حال من الأحوال .. الحل لهذه الكارثة وهذه المأساة التي يعيشها شباب فلسطين وبالذات في قطاع غزة هو التشريع القانوني الذي ذكرناه عاليا .. وكي لا يُفهم من وثيقتنا هذه إننا نطالب الحكومات أو السلطات في الضفة الغربية وقطاع غزة ببناء مساكن وشقق وتوزيعها مجاناً على الشباب نؤكد أن الهدف هو فقط وفقط انتزاع تشريع قانوني لتمليك الشاب تلك العشرين متراً والشباب من ثم أحرار في تجنيد قوتهم وطاقاتهم المتشعبة والفاعلة في اتجاه انجاز مبانيهم المتعددة الطبقات في غزة ، والمسكن الخاص المستقل بكل شاب في الضفة وهذا بالطبع سيكون بعون الله دون مساهمة الحكومات او السلطات لا السلطات المحلية ولا السلطات السياسية الحاكمة !!.. قمنا بالاستعانة بمكاتب هندسية معتمدة أكدت لنا وبشهادات رسمية موجودة لدينا إن الشقة ذات مساحة 90 متر مربع تكلفتها الإجمالية لا تزيد عن 14ألف دولار إذا استثنينا ثمن قطعة الأرض التي يقام عليها المبنى السكني المتعدد الطبقات ..الشباب لا يطلبون شيئاً ولا يريدون شيئاً من أي من السُلُطات أو الحكومات !! فقط هم يضغطون في اتجاه انتزاع هذا التشريع الذي يمكنهم قانوناً وبكل بساطة من امتلاك الأرض التي هي من صنع خالقنا العظيم .. والمصطلح الخاطئ المتعارف عليه (( أرض حكومية )) يعتبر على قاعدة ديننا العظيم ، وأخلاقياً وإنسانياً يعتبر من أكثر التسميات ظلماً !! لأن التسمية الصحيحة هي : [[ هي أرض الناس التي خلقها الله تعالى ووهبها للناس وتقوم الحكومات بانتزاعها من الناس وتضع يدها عليها دون استشارة الناس !! وتقوم بتخصيصها لمن تريده من الناس ودون استشارة اصحابها الحقيقييين الذين وهبها الله لهم ]].. كانت الأرض مباحة للناس قبل وجود الحكومات ، والناس أقدم من الحكومات .. ونحن هنا لسنا بصدد تأصيل الأشياء وإنما بصدد تأصيل حق الشباب في العيش بكرامة وبصدد عدم السماح بالوقوف في وجه هدفهم الكبير والنبيل والوطني المشحون بالعدالة والحق ، وهو الذي يؤكد بوضوح غيرتهم على أخلاق وأعراض وشرف مجتمعهم ! وهم الذين بعد عمق تفكير أصبحوا الآن متأكدون وبوضوح تام ودون لبس بأن قيم مجتمعهم وأخلاقه وشرفه مرتبطة ارتباطاً أكيداً بهذا التشريع ..إنجازه يساهم مساهمة فاعلة في حماية الأعراض والأخلاق والشرف والمروءة والصدق وكل القيم النبيلة وعدم إقراره يأتي بعكس ذلك ... وجدنا إن كل ما يحتاجه 100 ألف شاب هي فقط مساحة 2 كيلومتر مربع وبحيث يكون هذان الكيلومتران مبعثران على كل مساحة المستوطنات من رفح وحتى بيت حانون بمعدل 100 دونم في كل تجمع من التجمعات التي قد يصل عددها إلى عشرين تجمع .. أما في الضفة الغربية ولأن المساحة ممتازة بالقياس مع مساحة قطاع غزة فالمقترح تمليك كل شاب مساحة 200 متر مربع ، مُسقطين بذلك عصفورين بحجر واحد ! إعادة الأمل لشباب فلسطين في الضفة الغربية + المساهمة في مكافحة غول الاستيطان اليهودي هناك . وهكذا وبهذه الحسبة البسيطة نجد إن هؤلاء الشباب ستُحل مشكلتهم في السكن ولن يقتطعوا من مساحة قطاع غزة سوى كيلومترين فقط وهي مساحةًّ كما هو واضح لا تشكل شيئاً يُذكر من مساحة تلك الأراضي التي اصطلح على تسميتها المحررات وهي كما ذكرنا للتو 70 كيلومتر مربع ، وبالطبع لا يكاد هذين الكيلومترين يُذكران بالقياس مع مساحة قطاع غزة الذي هو كما أسلفنا 355 كيلومتر مربع . أما في الضفة الغربية فسوف نجد إننا قد أخذنا عشرين كيلومتر مربع وهي لا تكاد تذكر بمقابل عشرات الكيلومترات المربعة التي ينهبها المستوطنون اليهود شهرياً..قبل الختام لابد أن تنتبهوا لأمر خطير وهو إنكم فد تسمعون من بعض المماطلين والمسوفين ورافضي هذا البيان أو حتى من بعض البسطاء الطيبين وذوي النوايا الحسنة حجة تافهة وهي إن المجلس التشريعي المُخول بسن القوانين لا يعمل حالياً بسبب مشاكل منظمتي فتح وحماس..نرد عليهم ببساطة ونقول نرد عليهم ببساطة ونقول مصلحة الشباب تقتضي سن القانون دون الالتفات الى المشاكل .. ختاماً نقول ها نحن ماضون ــ بعون الله القوي العزيز السميع العليم وبمشيئته مستمسكون بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ــ في جعل هذه الفكرة الإنسانية محفوظة عن ظهر قلب في عقل وقلب كل شاب و فتاة في الضفة و غزة يدافعون عنها بالضبط كما يدافعون عن أعراضهم.. لأن الحفاظ على العرض هو هذا القانون.. وأي شي غيره هو كلام لا لزوم له..ختاماً وبدايةً لا بد لنا أن نعود ونؤكد بأن المساهمة في إبقاء عشرات الآلاف من شباب وشابات فلسطين دون سقف يؤويهم والإصرار على ذلك يرقى الى مستوى الإجرام الحقيقي !!!
مقدما المشروع :ــ
الدكتور / سعدي محمود العثماني ( الأشقر ) ــ بيت حانون
أحمد فتحي رمضان الأغا ــ خانيونس
[email protected]
فلسطين ـ قطاع غزة
الإثنين التاسع من صفر 1436هجري الموافق للأول من ديسمبر ( كانون أول ) 2014م

التعليقات