مدينة سكنية للشباب .. ؟

مدينة سكنية للشباب .. ؟
كتب غازي مرتجى

أثارت تقارير صحفية نُشرت مؤخراً حول مشروع نوقش بالمجلس التشريعي لتمليك اراضي حكومية لموظفي حكومة غزة بدلا من مستحقاتهم المتراكمة منذ سنوات سبع مضت , الا ان نائب في المجلس التشريعي اكدّ ان المشروع المُشار له رُفض باجماع كل النواب .
ذات النائب اقترح اقامة مشاريع عمرانية سكنية "أبراج سكنية" لتسكين الموظفين من غير القادرين على شراء "شقق" وتقسيط ثمن الشقة بصورة مريحة للموظف , اقتراح جيد ونُفّذ سابقا قبل الانقسام واستفاد من ذلك عدد كبير من موظفي السلطة , وفي مدينة "الزهراء" وسط غزة مثالاً .
كذلك أقرّت قطر مشروع إسكان "حمد" للأسرى المحررين وافتتح السفير العمادي برفقة وزير الاشغال العامة المشروع ايذاناً للبدء فيه .
مشاريع كثيرة على هذه الشاكلة كلها تستهدف فئات "تعمل" ولديها "راتب ثابت" ولا خلاف على تلك المشاريع بل يجب ان تمتّد لتصل لكافة الفئات .
لكن المُثير للاستغراب انّ اي جهة حكومية كانت او خاصة لم تقترح انشاء مشاريع "اسكانية" للشباب الذي لا يعمل ويتحيّن الفرصة للعمل ضمن مشروع بطالة او ينتظر فتح المعبر ليهرب الى واقع مجهول او يهرب بحثاً عن سفينة تقله الى ما وراء البحار ..
لأنّ هذه الفئة "الشباب" لا تجد من يمثلها ولا تجد من يتحدث باسمها او يضغط باتجاه التفكير بقضاياها فهي مهمشة الى حد كبير ان لم تكن مُستثنية من كل شيء وقلّما تجد جهات اختصاص مسؤولة تتحدث عن تلك الفئة .
فئة الشباب وهم وقود القضية الفلسطينية وضمان استمرار النضال الفلسطيني المستمر يُعانون بشكل لا يُمكن تخيله لمن امتهن "المكاتب" .
حتى لا يُقال ان عدد الشباب كبير وبناء برج او حتى عشرة لا تكفي للعدد فإنّ هناك عدّة مقترحات لمساعدة الشباب المُقبل على الزواج او من يخطط لتأمين مستقبله , بقيام الجهات المختصة   بتشجيع المستثمرين لبناء "أبراج" تحتوي على شقق سكنية صغيرة المساحة تكفي لسنوات الشاب الأولى بعد زواجه , يُمكن للشاب دفع ثمن الشقة بأقساط مريحة لكن ذلك يتطلب اما الغاء "الضرائب" على المستثمر او منحه اراض حكومية لاقامة المشروع ومن ثم بيعه بتكاليف بنائه .
اضافة الى ذلك فإنّ اموال اعادة اعمار قطاع غزة لم تستهدف فئة معينة فقط وانما تُرك المجال لجهات الاختصاص لتقديم مقترحات ومشاريع لتنفيذها في قطاع غزة , لماذا لا تقوم الجهات المختصة بالطلب من الممولين والمانحين اقامة مدينة سكنية خاصة بالشباب على أن لا تكون مجانية وإنما بأسعار "التكلفة" وبالتقسيط وبذلك يُمكن تأمين مستقبل أجيال متلاحقة بضمان استمرار توفّر الأموال التي يُسددها المستفيدين مع مميزّات حكومية للمستثمرين في هذا المجال .
مقترحات عدّة لا يمكن حصرها بمقال  أو دراسة , وانما تحتاج لنقاش مستمر وجلسات عصف دائمة ويسبق ذلك كله إيمان الجهات المختصة بضرورة إنقاذ الشباب الفلسطيني والبدء بالتفكير بهذه الفئة المهمشة وهي الأكبر والاهم والتي لم تجد حتى اللحظة من يمثلها بشكل حقيقي لإيصال صوتهم .
رئيس الوزراء الفلسطيني الذي وعد في أكثر من لقاء بالاهتمام بهذه الفئة مُطالب بالنظر بجديّة لذلك وتوجيه الجهات المختصة في الحكومة لتقديم مشاريع او مقترحات تستهدف فئة الشباب وخاصة في مجال الاسكان .
كذلك الوزير مفيد الحساينة وهو مُطلّع على معاناة "الشباب" ويعلم تماماً مشكلة "الاسكان"  وخاصة لهذه الفئة المقبلة على الحياة .. مُطالب بإيجاد مشاريع وابتداع مقترحات للبدء بتوفير الامكانيات المطلوبة لإنشاء تلك المشاريع .