الناشطة السياسيةأماني الغريب " أهلي في كافة مدن قطاع غزة الآن في أمس الحاجة للكهرباء

الناشطة السياسيةأماني الغريب " أهلي في كافة مدن قطاع غزة الآن في أمس الحاجة للكهرباء
رام الله - دنيا الوطن
قام البيت الفلسطيني في مدينة هيلسينجبوري في مملكة السويد بإحياء ذكرى يوم الأرض وذلك في 29 من مارس 2015، ويذكر أن البيت الفلسطيني هو أحد أعضاء الشبكة الفلسطينية في مملكة السويد وقد أشرف على الاحتفال الأستاذ عبد المعين عيسى مؤسس البيت الفلسطيني والسيدة مها أبو سمرة وقد حضر
الاحتفال العديد من الشخصيات الدبلوماسية السويدية والعربية والفلسطينية . وقد حضرت الناشطة السياسية الفلسطينية والمرشحة السابقة للبرلمان الأوروبي أماني لغريب وقد قامت بإلقاء كلمة بهذه المناسبة باللغة العربية وقد ترجمت للغلة السويدية وقالت الغريب في كلمتها :

آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي ...في شهر آذار، في سنة الإنتفاضة، قالت لنا الأرضُ أسرارها الدموية

يحتفل الفلسطينيون في جميع أنحاء العالم في الثلاثين
من شهر مارس/آذار من كل عام بذكرى يوم الأرض ، ولكن ماهذه هي القصة الدموية لهذه المناسبة والتي أصبحت مناسبة تاريخية ووطنية؟

قبل تسعة وثلاثين عاماً، وبالتحديد في يوم السبت الثلاثين من شهر مارس/آذار عام 1976 ، هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الغاصب الصهيوني. وذلك استجابة لنداء لجنة
الدفاع عن الأراضي العربية والذي طالبت فيه بالالتزام بإضراب عام شامل إحتجاجاً على سياسية المحتل الصهيوني بمصادرة الآلاف من الأراضي الفلسطينية. ، وقد امتد الإضراب ليشمل مظاهرات شعبية عارمة نددت بالمخطط الصهيوني العنصري ، فرد الاحتلال رداً عنيفاً عسكري دموي إذ اجتاحت قواته مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى الفلسطينية والبلدات العربية
وأخذت باطلاق النار عشوائياً فسقط الشهيد خير ياسين من قرية عرابة، وبعد انتشار الخبر صبيحة اليوم التالي 30 آذار انطلقت الجماهير في تظاهرات عارمة فسقط خمسة
شهداء آخرين وعشرات الجرحى. لتكون حصيلة الشهداء : ستة شهداء فلسطينيين

هم: الشهيدة خديجة شواهنة والشهيد رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة من أهالي سخنين، والشهيد خير أحمد ياسين من قرية عرَّابة، والشهيد محسن طه من قرية كفركنا، والشهيد رأفت علي زهدي من قرية نور شمس واستُشهد في قرية الطيبة، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، و المعتقلين من قبل قوات الاحتلال الصهيوني والذيت قد بلغ عددهم أكثر من 300 ثلاثمائة فلسطينيي.

لم تكن هبة الفلسطينيون في يوم الأرض وليدة الصدفة ولكنها كانت نتاج تفاقم المعاناة التي يعانيها الفلسطينيون منذ قيام دولة
اسرائيل ، فخلال وثمانية وعشرين عاماً تفاقمت فيها معاناة الفلسطينيين من أحكام حظر التجول والتنقل، إجراءات
القمع والإرهاب ، واغتصاب الأراضي ، والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم ، والتمييز العنصري ، والإفقار وهدم القرى.

وقد كان السبب الرئيسي الذي أشعل فتيل هذه الهبة يعود إلى قيام السلطات الصهيونية بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل في فلسطين المحتلة عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتم تخصيص هذه الأراضي للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل علماً بأن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين 48-72 أكثر من مليون دونم من أراض القرى العربية في الجليل والمثلث ،إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48 .

من الجدير بالذكر أن الأراضي الفلسطينية كانت ومازالت جوهر
الصراع مع الكيان الصهيوني ، وفيما بخص أراضي ال 48 ، فقد طبقت السلطات الصهيونية عدة قوانين لعزل الأقلية العربية عن محيطها العربي، وذلك لتسيطر على القسم الأكبر من أراضي العرب في داخل الخط الأخضر.

وبناء للدراسات حتى العام 2013 فإن العرب  يمثلون 2% من سكان إسرائيل، وعلىا لرغم من ذلك فإنهم لا يستحوذون إلا على 2% من المساحة التي أنشئت عليها إسرائيل. وقد شكّلت عملية تهويد الجليل ولا تزال هدفاً من أهداف الحركة الصهيونية، فقد حدد بن غوريون هذا الهدف بقوله: "الاستيطان نفسه هو الذي يُقرر ما إذا كان علينا أن نُدافع عن الجليل أم لا".

أما بالنسبة للمقدسيين الذين يصارعون شبح التهويد وحدهم
فمنذ قيام دولة "إسرائيل" وحكومات الاحتلال المتعاقبة تسير وفق مخطط ممنهج وشامل لتهويد مدينة القدس المحتلة، يرتكز هذا المخطط على الاستيطان بكافة أشكاله من بؤر وتجمعات استيطانية، ومصادرة الاراضي والمنازل العربية ومنحها
للمستوطنين، وزيادة اعداد المستوطنين والمتطرفين في المدينة المقدسة، وذلك كله على حساب الارض العربية الفلسطينية وسكانها المقدسيين، ومن أجل تحقيق هدفها الأبرز
بالسيطرة الكاملة على مدينة القدس المحتلة، عملت على توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقاً وشمالاً. حيث بلغت أعداد المستوطنين في القدس الشرقية المحتلة حوالي 300.000 مستوطن حسب احصائيات مكتب الاحصاء -ديسمبر 2013 ، وبلغ عدد المستوطنات . 29 مستوطنة، 14 منها في الجزء المضموم من القدس، أي ما يسمى حدود القدس الشرقية، وتنتشر هذه المستوطنات في محافظة القدس على شكل تجمعات استيطانية مكثفة تتخذ الشكل الدائري حول المدينة وضواحيها ممثلة بمراكز
استيطانية كبيرة المساحة. أما في الضفة الغربية فقد بلغ عدد المستوطنين 375 ألف حسب احصائيات نفس العام.

إضافة لسياسة مصادرة الأراضي التي تتبعها حكومات الاحتلال المتتابعه ، فإنها تتبع  سياسية الغاء اقامة الفلسطينيين السكان الأصليين للأرض وهدف هذه السياسة الأساسي هو الإحلال الديموغرافي للمستوطنين اليهود مكان السكان الفلسطينيين ، وعلى الرغم من تعارض هذه مع القانون  الدولي و الذي يعد انتهاكا صارخا لحقوق الأشخاص المحميين بالعيش في وطنهم.

فقد تم الغاء اقامة 140,000 فلسطيني من سنة 1967 الى سنة 1994 في الضفة الغربية بسبب مغادرتهم الضفة الغربية لاكثر من 3 سنوات ، وفي قطاع غزة تم الغاء إقامة 108,878 من سنة 1967 الى سنة 1994، و 14,087 في القدس الشرقية من سنة 1967 الى نهاية 2011، اي ما يقارب الربع مليون فلسطيني.

هذا ولا يسعني الوقت لسرد جرائم الاحتلال التي يقترفها ضد أبناء الشعب الفلسطيني بدءً من الحفريات اسفل المسجد الاقصى ،
وجدار الفصل العنصري وتقطيع أوصال الضفة الغربية بالبؤر الاستيطانية وتهويد أراضي القدس حتى الحصار المفروض على أهالي قطاع غزة من العام 2006 والذي تخلله العدوان
الهمجي الغاشم ل 3 مرات متتالية بمعدل عدوان دموري كل عامين ينتج عنه الآلاف من الشهداء والجرحى والمهجرين حتى اللحظة والثكلى والأرامل . إضافة لتفاقم الكوارث الإنسانية في القطاع والتى لم يحرك لها العالم ساكناً حتى اللحظة لتبدأ إعادة
الإعمار بشكل فعلي . أهلي في كافة مدن قطاع غزة الآن في أمس الحاجة للكهربا ومياة الشرب وغيرها من مقومات الحياة الأساسية وبرغم ندائاتهم المستمرة فإن العالم بأكمله يسد أذنه عن سماع نداءات الاستغاثة من غزة

أود ان اختم كلمتي هذه بالتأكيد على أنه على الرغم من ان التقويم الفلسطيني ينزف بالكثير من الأوجاع وممتليء بالكثير من شظايا
الذاكرة التاريخية المطرزة بالجروح الفلسطينية ،وعلى الرغم من أن عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء في وطني يزداد سوء

 







التعليقات