القدس تستعد لمهرجان التسوق وترحب بزائريها 

رام الله - دنيا الوطن
تقرير محمود أبوعطا/"كيوبرس"
يكفي أن نقول أن هناك عشرة أنواع من الضرائب يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على التاجر المقدسي لكي نعرف حجم الحصار والمعاناة التي يتعرض لها ، خاصة في القدس القديمة ، التي تحيط بالمسجد الأقصى ، وتشكل بأهلها وبيوتها وسوقها العربية الإسلامية حماية لأولى القبلتين ، وأيضا حماية  لكنيسة القيامة .

 ومن هنا جاءت فكرة "مهرجان التسوق في القدس " ، وهي فكرة إبداعية تحمل نداءً عاجلا للأهل من الداخل الفلسطيني ، ومدينة  القدس المحتلة ، ومن يستطيع الوصول اليها من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، للتسوق في أسواق القدس على مدار أسبوع كامل ، يبدأ يوم السبت القريب 4/4/2015 وحتى السبت الذي يليه 11/4/2015 ، ولا شك أنك ستجد من أهلها الترحيب ، وفي أسواقها كل ما تطلبه ، وهو نداء من جمعية التجار المقدسيين لدعم  القدس، يحمل رسائل اجتمعت في شعار الحملة " تسوق ..دعم ..صمود" .

 عنصرية الاحتلال :
 عن المدينة وأسواقها يقول الحاج حبيب الحروب–:" مدينة القدس كانت من أفضل المدن الفلسطينية اقتصاديا، ولها المركز الديني المتميز ، وهي رمز للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية والعالم العربي، واليوم تقع تحت الاحتلال ، وهي مدينة محاصرة ، حزينة ، تعاني الأمرين ، وسابقا كان الكل يأتي ليتبضع من أسواقها ، وكان الوضع الاقتصادي فيها ممتاز، والمقارنة بين الحالتين صعبة جدا ، واليوم الوضع الاقتصادي فيها رديء جدا بسبب الحصار والجدار العنصري ، حتى القرى المجاورة اليوم لا يستطع أهلها الوصول الى القدس ، وحتى السياح الأجانب وبسبب عنصرية الاحتلال لا يسمح لهم اليوم بالتجول براحتهم في الأسواق العربية ، وان مروا منها ، يمرون سريعا ، ويكاد لا يشترون منها الاّ ما ندر" .
 وهنا يحدّث تجار القدس ، المفارقة عجيبة ، وهذا مشاهَد وملموس، أن في القدس اليوم أنهار من السياح الأجانب ، حاليا، ولكن الاحتلال الإسرائيلي وبشكل ممنهج يقوم بعملية تأثير سلبي وغسيل دماغ لهم ، يدعوهم الى عدم الشراء من الأسواق العربية ، وعلى حد قول التجار " يعطونهم إبر بنج" – يعني إبر تخدير  والمعنى اصطلاحي وليس حرفي–".

 55 عاما شاهد على التقلبات الطارئة: 
 ومنذ كان عمره عشر سنين اعتاد الحاج ربحي القيسي مرافقة أبيه في عمله في دكانه في سوق العطارين ، اليوم عمره 65 عاما ، أي أنه ومنذ 55 عاما ، وهو يعيش أحوال أسواق القدس ، والتبدلات التي طرأت ، يحدثنا :" سوق العطارين كان يفتح الساعة الخامسة فجرا، أنا كنت افتح الساعة الخامسة والربع ، الان الساعة التاسعة ، وفقط أربع محلات فاتحة أبوابها " ، " يضيف :" في السابق كان قضاء القدس وحتى الضفة الغربية ، يعتبر القدس المركز التجاري الأساسي في فلسطين ، كانت تأتي بخضرواتها تبيعها بالحسبة وأسواق القدس القديمة ، وكل أنواع البضاعات ، وتشتري منها وتنقلها الى الضفة الغربية ، وحتى قطاع غزة ، اليوم أكثر من 30% أغلقت بسبب الوضع الاقتصادي الصعب " .

 نداءات استغاثة:
 الحاج ظاهر الشرباتي يقول : " رغم الوضع الصعب ، الكل ثابت في أرضه وبيته ، واعتقد ان الحل العملي لدعم القدس وأهلها ، هو دعم التاجر المقدسي ، والتجارة المقدسية ، لأنه دعم للإنسان المقدسي ، ولذلك ، هي فرصة لدعوة أهلنا في الداخل ، في مناطق الـ 48  لزيارة القدس والشراء من أسواقها ، ثم الصلاة في المسجد الأقصى ، لتكتمل الصورة ، والأجر والثواب من الله تعالى، وطبعا أيضا ندعو جميع اهل القدس لدعم القدس ، خاصة في القدس القديمة ومحيطها".

 ومن قلب المعاناة وجه الحاج حبيب الحروب نداء استغاثة من القدس وقال :" أوجه نداء وصرخة استغاثة لإنقاذ القدس وأهلها ، ودكاكينها ، لأن القدس بحاجة لمن يثبت أهلها ، فالتجار فيها يعانون ، ولا أبالغ إذا قلت أنهم من أفقر الناس في القدس "، ويضيف " مهرجان التسوق هو فرصة لأهلنا في الداخل الفلسطيني ، وفي القدس نفسها للتسوق منها ، فالقدس أولى من مجمعات "رامي ليفي" والأسواق الإسرائيلية ، أليس كذلك؟!" .

 ازحفوا اليها زحفا
 وقال الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – عن هذه الفعالية :" هذا المهرجان يشكل رداًّ قوياً على محاولات الاحتلال الاسرائيلية الخبيثة ، بفرض قطيعة بين القدس المباركة من جهة ، وقطاع غزة من جهة أخرى، وبين القدس المباركة من جهة وبين الضفة الغربية من جهة أخرى،  الاحتلال الاسرائيلي يريد أن يفرغ القدس من أهلها من خلال سياسة التجويع والتركيع ، ومن وراء ذلك يريد أن يفرغ المسجد الأقصى" ، واضاف  الشيخ صلاح:" إنه مهرجان التسوق يأتي ليقول القدس لنا – ان شاء الله تعالى-، وسنبقى نتواصل مع القدس بعشرات الآلاف منا ، بزحوف متواصلة، لا تنقطع ليلا ولا نهاراً ، ولذلك ندعوكم أهلنا من عمق قلوبنا للمشاركة بآلافكم في المشروع الكبير، مشروع التسوق الأول في القدس المباركة، ندعوكم رجالا ونساء ، كباراً وصغاراً أن تزحفوا زحفا من كل الداخل الفلسطيني ، بدون استثناء، ومن القدس المباركة دون استثناء، حتى نلتقي بعشرات الآلاف لنؤكد للقاصي والداني ، والصديق والعدو ، أن القدس قدسنا ، وأن المسجد الاقصى أقصانا، وأن الاحتلال الاسرائيلي على وشك الزوال القريب ، غير مأسوف عليه ، ولتبقى القدس حرة ، ويبقى المسجد الاقصى حرا ، بنا جميعا".

 فيلم وثائقي قصير " أنقذوا اقتصاد القدس"  :
 هذا وأنتج الطاقم الإعلامي في "كيوبرس" فيلما وثائقيا قصيرا ، يصور الحالة الاقتصادية الصعبة في القدس المحتلة ، لكنه في نفس الوقت ينقل مشاهد ومواقف الصمود ، ويبث من قلب المعاناة ، بريق أمل وتفاؤل ، ونداء لدعم القدس وصمودها .

التعليقات