مركز نرسان ينظم مؤتمرا بعنوان "نساء قادرات على التغيير في المجتمع"

مركز نرسان ينظم مؤتمرا بعنوان "نساء قادرات على التغيير في المجتمع"
رام الله - دنيا الوطن
نظم مركز نرسان الثقافي اليوم وضمن فعاليات مشروع "نساء بلا حقوق" وتحت رعاية محافظ وحافظة الخليل وبتمويل من القنصلية الامريكية العامة في القدس، مؤتمرا بعنوان " نساء قادرات على التغيير"، حيث اشارك في المؤتمر السيد فريد اعمر ممثل عن محافظ محافظة الخليل والدكتور جمال بحيص نائب رئيس بلدية يطا والسيدة مي برغوثي من القنصلية الامريكية العاملة في القدس، وبحضور عدد من ممثلي المؤسسات الاهلية والحكومية في مدينة يطا.

وقد فتتح المؤتمر السيد اسامة الدبابسة نائب رئيس الهيئة الادارية للمركز، والذي رحب بالحضور والمشاركين من المؤسسات والسيدات المشاركات من مدينة يطا ومسافرها مؤكدا على ان حضور هذا العدد من السيدات يعكس التزام الجميع بحقوق المرأة ودعمهم لها، كما ان النساء يقفن الى جانب الرجال في اكتمال الدور الاجتماعي، مؤكدا على دور المركز ومساندته للنساء في كافة المناطق وخاصة المناطق الريفية والمهمشة، وان وعي المرأة يزداد تدريجيا تبعا لإدراكها بحقوقها وحرصها على نيلها، ومن هذا المنطلق حرص مركز نرسان الثقافي على توفير التدريبات اللازمة من خلال مشاريعه وانشطته لبناء قدرات النساء من اجل تمكينها اقتصاديا واجتماعيا، ومن خلال التدريبات والتثقيف والانشطة والفعاليات في ظل وجود الداعمين والشركاء من المؤسسات والجمعيات المحلية والحكومية والبلدية، وقد اختتم دبابسة كلمته موجها شكره لبلدية يطا ام المؤسسات على دعمها واحتضانها فعاليات وانشطة المركز، ومثنيا على دور المحافظة بمشاركة المركز لأنشطته وفعالياته، كما شكر ممول المشروع القنصلية الامريكية العامة في القدس على دعمها ومساندتها للسيدات في المناطق النائية.

وفي كلمة بلدية يطا والتي قدمها الدكتور جمال بحيص نائب رئيس البلدية رحب بممثل محافظة الخليل ومركز نرسان الثقافي والحضور المشاركين، ومباركا لهم هذه الفعالية التي تضم شبابا وشابات قادرين على صنع التغيير وقيادة المجتمع ويعيشون في ظروف صعبه، الا انهم يمتلكون الارادة والفكر والنفس الايجابي للمشاركة في بناء مجتمعهم والرقي به نحو الافضل، وقال ان ما تقدمه المرأة الفلسطينية من دور بارز وفاعل في التمسك بالأرض والصمود عليها، رغم التحديات بالإضافة الى لفت انظار صناع القرار لهذه المناطق ومالهم من دور رئيسي في تقدم هذه المناطق، ودعم صمود ساكنيها كمان لهم دور بارز في توفير الفرص لعمل المرأة وتوزيع المصادر المالية وقدرة المرأة على ان تكون صانعة قرار وشريكة فيه، وثمن جهود مركز نرسان الثقافي و دوره المتميز في خدمة نساء المناطق المهمشة.

السيد فريد اعمر ممثل محافظ محافظة الخليل نقل تحيات السيد المحافظ "كامل حميد" للحضور الكريم، وقال ان المرأة هي المناضلة والشهيدة والجريحة، وهي الام والاخت والزوجة ومن سهر وتربي وتعلم وهي القائمة بأعمال بيتها ومؤسساتها وواجباتها المجتمعية، وقال اننا ننحني للنساء اللواتي تركن بصمة في تاريخ قضيتنا وخاصة نساء المناطق المهمشة اللواتي كافحن وتحملن عناء الحياة تحت خيم بسيطة أوتهن من حر الصيف وبرد الشتاء، وان الجميع اصبح مدركا لدور المرأة وفاعليتها وقدرتها على التغيير الايجابي، وحقها في التعليم والعمل والميراث والحياة، وان الجميع يدعم سيرها بخطوات ثابته لإثبات مكانتها ومشاركتها.

وقد تم تقديم عرض خاص بفعاليات المشروع تضمن العرض اهداف المشروع وورش العمل، والتدريبات المنفذة والمبادرات.

وقد تم تقديم عدد من اوراق العمل كان منها ورقة عمل لمدير مديرية عمل يطا السيد ناصر النمورة والذي تناول بحديثة الاحصائيات حول عمل المرأة في فلسطين، والقوانين العامة التي تتناول عمل المرأة، بالإضافة المعيقات والتحديات في سوق العمل خاصة للسيدات، وخاصة في المناطق المهمشة، كما تحدث النمورة عن اثر الوضع السياسي والاعتداءات الاسرائيلية من مصادرة للأراضي الزراعية

 وحرق المزروعات والاعتقالات وهذه الاعتداءات تسببت بمنع قطاع نسوي عريض من العمل الزراعي، الذي يستوعب أعلى نسبة من العاملات في الأراضي الفلسطينية ولا سيما الضفة الغربية، وتطرق الى تدني نسبة النساء في المجالات المهنية المتخصصة، وتدني أجور النساء العاملات مقارنة بالرجال في نفس المهن (11.9% من أرباب الأسر هن نساء

 وبالتالي مصاريف الأسر التي ترأسها نساء أقل من التي يرأسها رجال بسبب معدل الأجرة اليومية )، وتحدث ايضا عن تدني نسبة النساء في مواقع صنع القرار والوظائف العليا، وتبعية المرأة للرجل من خلال تنازل المرأة عن حقها في كثير من الأحيان وعن الميراث وحق تملكها، وكذلك تنازلها عن حقها في القوانين المنصوصة، يجعل منها إنسانة تابعة للرجل يتحكم في مصدر دخلها وإنتاجها، وفي ختام وقته اكد النمورة على ان هناك ضرورة ملحة للاعتراف بالدور الاساسي الذي تقوم به المرأة بحيث يتجاوز دورها التقليدي والنمطي وأن يتحول هذا الدور الى انجازات على كافة المستويات

 وأن يترجم من خلال قوانين وسياسات تدعم دور المراه في تنمية المجتمع الفلسطيني، وتقدير دورها وذلك بمؤشرات ذات دلالات نوعية تساهم في ترجمة هذا الدور الى انجازات.

اما الورقة الثانية كانت للسيدة ميسون القواسمي التي تناولت وضع المرأة بشكل عام، والتحديات التي تواجهها المرأة في ظل دوران عجلة المجتمع بشكل سريع، والتي لا تتيح للمرأة الفرصة للمشاركة ولعب الدور الاجتماعي كما هو معروف بالإضافة الى جهل المرأة احيانا بحقها وتنازلها عن مشاركتها ودورها بداعي الحاجة له، وان من الطبيعي ان يكون للمرأة دور فاعل ومتميز كيف لا وهي الام والاخت والزوجة وهي شريكة النضال، ويجب ان تكون شريكة في صنع القرار

 ويجب محاربة العادات والتقاليد البالية التي تحد من مشاركتها وتحجم من دورها وتجعلها في صفوف التبعية للرجل، مثنية على دور السيدات المكافحات المناضلات ورفيقات الحركة الاسيرة المجاهدات من اجل الحرية وتحقيق العدالة.

وفي ورقة للسيدة سماح حروب من جمعية الشبان المسيحية فقد تحدثت حول حق المرأة بشكل عام، والذي يهضم بداعي لا اساس له، والقطيعة التي تتسبب نتيجة مطالبة المرأة لحقها في ميراث شرعي لها، وحق لها معطى وفق التشريعات الدينية، ومدى تقبل المجتمع لهذه الفكرة، التي حرصت جمعية الشبان ضمن مشروعها حق المرأة في الميراث على اطلاق دائرة قانونية خاصة للنساء، بحيث تأخذ المرأة حقها دون منازع، وقد عرضت السيدة حروب العديد من قصص السيدات اللواتي نجحن في الحصول على حقوقهن في الميراث.

وفي نهاية المؤتمر خرج الحضور بعدد من التوصيات لصناع القرار كان منها ضرورة التركيز على منح سيدات المناطق المهمشة دورهن في المجالس المحلية والمؤسسات المجتمعية، وتفعيل دور المرأة وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، واتاحة الفرصة للتدريب للنساء في المؤسسات والوزارات، وتشجيع المرأة على انتزاع حقها وليس المطالبة فيه فقط، وتكثيف مثل هذه المؤتمرات مع صناع القرار للتغيير الايجابي في هذه المناطق.








التعليقات