انهيار أحلام إيران في الخليج العربي

انهيار أحلام إيران في الخليج العربي
بقلم : عبدالله عيسى
رئيس التحرير

لقد تحدثت عدة مرات في مقالات سابقة عن القدرات العسكرية العربية بإطار واحد كقوة عربية مشتركة أو تحت أي تسمية المهم ان يجتمع العرب وان يتوقفوا عن انتظار أمريكا والقوى الدولية تحت مسميات التحالف الدولي ورغم مطالبتي الدائمة بهذا التوجه لم أتخيل أن تحقيق هذا الحلم سيكون بهذه السرعة .

لقد شاركت القوات السعودية بجزء من قوتها الجوية أي بمائة طائرة مقاتلة وباقي دول التحالف العربي العشرة شاركت حتى الآن بقوة جوية وبحرية رمزية باستثناء الإمارات التي شاركت ب 30 طائرة مقاتلة المهم أن لا تشارك الطيارة مريم المنصوري في الحملة ضد الحوثيين حتى لا تصبح مثل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي نراه تارة في سوريا يحارب الجيش الحر والنصرة وتارة في العراق يقاتل داعش وتارة في اليمن مع الحوثيين ضد السعودية..

وحسب تقرير وزارة الدفاع السعودية فان معظم الدفاعات الجوية اليمنية تم تدميرها خلال الربع ساعة الأولى من بدء الحملة الجوية لقوات التحالف العربي .

هذه الحرب في اليمن أحدثت تحولا خطيرا وتاريخيا

 الأول أن الجيوش العربية اتحدت ولأول مرة منذ حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973 ويعود الفضل للملك سلمان بن عبدالعزيز ونداءات الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني وجدت صداها في تشكيل القوة العربية المشتركة .

وثانيا أن اللجوء للقوات الأجنبية والتحالفات الدولية لم يعد هنالك من يبررها .

وثالثا لو تدخلت الجيوش العربية مجتمعة بكافة طاقاتها فإنها قادرة على مواجهة دولا عظمى .

ورابعا فقد وقعت إيران في خطأ جسيم وسبق أن حذرت منه في مقالي :" إيران على خطى صدام حسين نحو الكارثة".. بان كشفت الحرب عورة إيران عسكريا .

واعتقد لو أن إيران لم تتدخل في سوريا والعراق واليمن لبقيت فزاعة إيران شغالة ولبقيت تهدد وتتوعد ولبقيت إسرائيل وأمريكا يحسبون لها ألف حساب ولكن وتأكيدا لتصريح صحفي سابق للفريق ضاحي خلفان عندما قال أن الإمارات بمفردها قارة على مواجهة إيران وهذه حقيقة وأثبتتها حرب اليمن .

فتدخل إيران عسكريا في سوريا كان تدخلا فاشلا لم يحقق أي نتائج باستثناء تدخل حزب الله الذي أعطى نتائج مهمة وكان تدخلها بريا وجويا في العراق فاشلا أيضا فلم تستطع تحرير تكريت منذ أسابيع ..واضطرت العراق ان تطلب تدخل التحالف الدولي جوا في تكريت بعد رفض إيراني.

والآن تضيف فشلا إلى فشلها عسكريا في حرب الحوثيين .. فإيران بالمقاييس الحديث لأسلحة الجو فهي لا تمتلك سلاح جو يعتمد عليه في مواجهة ال ف 16 والتورنادو وهي طائرات أسلحة الجو السعودية والإماراتية والمصرية والأردنية إضافة لطائرات رافال التي أصبحت تمتلكها مصر لان سلاح الجو الإيراني يتكون من طائرات قديمة تكنولوجيا.

عنصر القوة الوحيد في الجيش الإيراني هو الصواريخ ولكن كل دول المنطقة مجهزة بمضاداتها مثل باتريوت وفي إسرائيل باتريوت وحيتس بل ان حزب الله في لبنان قادر على إلحاق أضرار فادحة بإسرائيل وكذلك المقاومة الفلسطينية بغزة لان القبة الحديدية لاتستطيع اعتراض صواريخ المقاومة اللبنانية والفلسطينية إن تم رشقها بأعداد كبيرة في الوقت نفسه .

وبعيدا عن التفاصيل العسكرية فان العالم يراقب ما يجري في سوريا والعراق واليمن وهي ثلاث تجارب إيرانية عسكرية فاشلة لم تستطع تحقيق أي حسم عسكري واضح .

واعتقد أيضا أن إقدام إيران على خوض هذه المعارك اضعف موقفها التفاوضي مع أمريكا ولا استغرب بعد فترة إن أدارت أمريكا ظهرها لإيران في الملف النووي والعقوبات ورفع أسعار النفط لان دول التحالف العربي أثبتت أنها قادرة بمفردها على مواجهة إيران عسكريا إذا استخدمت قدراتها العسكرية كاملة ولا نستغرب أيضا ان يصعد نتنياهو  من لهجته تجاه إيران وأن يصبح يتعجل المواجهة العسكرية مع ايران .

وفي حال أن أمريكا أدارت ظهرها لايران في المفاوضات ووضعت شروطا جديدة فان إيران ستندفع بأعمال عنف أو عسكريا ضد دول الخليج والتي قد تجر المنطقة إلى مواجهة عسكرية مع إيران او غير مباشرة في العراق وسوريا  بعيدا عن إسرائيل وأمريكا.

كان باستطاعة إيران أن تقيم علاقات جوار أخوية مع دول الخليج وان تبتعد عما يستفز دول الخليج وعما يهدد امن دول الخليج مثل قضية اليمن وقد سعت دول الخليج عدة مرات لإقامة مثل هذه العلاقات مثلما فعلت سلطنة عمان ولكنها كسبت عداء دول الخليج في قضية الجزر الإماراتية الثلاث وحاولت تأليب الشيعة في البحرين والسعودية وأكملتها بالحوثيين وعلي عبدالله صالح .

اننا نتحدث عن قوة عسكرية هائلة لدول التحالف العشرة بآلاف الطائرات المقاتلة والحديثة وعن ألاف الصواريخ وللعلم فان مصر تمتلك ترسانة صاروخية تفوق إيران إضافة لقوات برية عربية ضخمة جدا .

إنها حرب لا نتمناها ضد اليمن او ضد إيران ولا يتمناها العرب ولا تتمناها إيران أيضا ولكن  وللأسف سياسة إيران في الضغط على أمريكا تجد طريقها دائما عبر إلحاق الضرر بالعرب.

إنني أتوقع بعد الآن فشل المفاوضات الأمريكية الإيرانية وستعيد أمريكا حساباتها و وربما تضاعف من شروطها بسبب الفشل الإيراني في تدخلها عسكريا في المنطقة وكما قلت سابقا إنها مثل صدام تجيد فهم الرسائل الأمريكية بطريقة معكوسة .

وعندما يقول الكاتب السعودي جمال الخاشقجي :" لا استبعد ان يتدخل التحالف العربي لاحقا في سوريا بعد اليمن ".انتهى الاقتباس.

وإذا قام التحالف العربي بإسقاط نظام الأسد فماذا بقي لإيران في المنطقة فسترتد إلى داخل حدودها وإذا تدخل التحالف العربي وأنهى الوجود الإيراني في العراق فماذا بقي لإيران ؟!!.

لو بقيت إيران تهدد من بعيد ولم تهدد امن الدول العربية ولم تتدخل عسكريا في سوريا والعراق واليمن لحققت المكاسب التي تريدها في مفاوضاتها النووية مع أمريكا أما الآن فقد اخذ العرب زمام المبادرة عسكريا في المنطقة ولم يعد باستطاعة إيران تهديد الصومال أو جيبوتي إلا بالكلام والتصريحات العنترية .

هو خطا وقع به صدام ونفس الخطأ بشكل اخر وقعت به إيران وانتهى الأمر .

 


التعليقات