"مهجة القدس": الأسير المجاهد نهار السعدي يتحدث عن ظروف عزله الانفرادي

رام الله - دنيا الوطن
تواصل إدارة مصلحة السجون الصهيونية عزل الأسير المجاهد نهار أحمد عبد الله السعدي (33 عامًا)؛ منذ ما يقارب العامين؛ وبهذا يعد الأسير السعدي أقدم أسير يقبع في العزل الانفرادي.

وفي رسالة وصلت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى نسخةً عنها اليوم، يتحدث الأسير السعدي عما تعرض له على أيدي عناصر وضباط جهاز الشاباك الصهيوني والذي تولى التحقيق معه في بداية عزله؛ فيقول: "حاولوا تجريدي من إنسانيتي؛ وذلك
بتوجيه الاهانات والمسبات المتتالية؛ ناهيك عن سيل من المسبات النابية وشتم الذات الإلهية؛ وكذلك مضايقتي بالصلاة لكي أخضع لمطالبهم التي حاولوا تلفيقها لي من غير سبب؛ يذكر وقد حاولوا بكل قوة لكي أطيعهم في مبتغاهم رغماً عني عبر تهديداتهم بالعزل والمنع من الزيارة والحرمان من الخروج للفورة؛ وجميع الظروف التي أعاني منها الآن".

ويضيف الأسير السعدي القابع في العزل الانفرادي في سجن ريمون: "لقد استخدم عناصر المخابرات الصهيونية في بداية عزلي وأثناء إضرابي أساليب جديدة للنيل مني ومن صمودي في التحقيق؛ وذلك باستغلالهم لبعض المرتزقة والمشبوهين وبعض
السجناء الجنائيين؛ لمحاولة كسر وتحطيم نفسيتي؛ مثلما حدث معي أثناء وجودي في العزل الانفرادي بسجن الرملة خلال فترة إضرابي الذي استمر لمدة 28 يوماً؛ حيث قام بالاعتداء علي أحد الأسرى الجنائيين موجها لي الشتائم النابية كي أتأثر نفسياً؛ ولكن خابوا وخسروا".

ويتحدث الأسير نهار المحكوم بالسجن المؤبد أربع مرات عن فترة إضرابه في ديسمبر الماضي: "قررت خوض هذا الإضراب لنزع حقوقي المسلوبة من قبلهم ورفع يد الظلم عني وتحسين ظروف العزل والعيش بكرامة والسماح بزيارة الأهل؛ وهذه كانت المطالب الأساسية على طريق خروجي من الخروج من العزل؛ بتشكيل الضغوطات على مصلحة السجون من قبل أسرى حركة الجهاد الإسلامي الذي تضامنوا معي وأعلنوا إضرابهم في
آخر عشرة أيام للإضراب".

ورغم ظروف الاعتقال والعزل الانفرادي والحالة مرضية المزرية إلا أن الأسير السعدي مازال يشعر بتفاؤل خلال الأيام المقبلة وبارقة أمل؛ تحملها تحركات الحركة الأسيرة الحثيثة للدخول في خطوات تصعيدية لتحسين أوضاع الأسرى لاسيما
أسرى العزل والمرضى؛ مضيفاً: "أسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر ويوفق قيادات الحركة الأسيرة في الحوارات التي تجري مع إدارة مصلحة السجون الصهيونية؛ من أجل تحسين ظروف الأسرى ومن ضمنهم مطلبي بإنهاء عزل ورفع المنع الأمني على
زيارة العائلة".

ويواصل الأسير السعدي الحديث عن حالته الصحية؛ فيقول: "أعاني منذ مدة طويلة من عدد من المشاكل الصحية؛ لا سيما آلام المعدة والالتواء في العمود الفقري؛ وفي إطار سياستها المتعمدة في الإهمال الطبي بحق الأسرى؛ أخبرني أطباء إدارة مصلحة السجون الصهيونية بأنه لا يوجد لديك علاج عندنا؛ وأعاني من ألم حاد في المعدة من خلال هذه المعاناة أصبحت هذه الأمراض جزء من حياتي وصعب الهروب منها إلا إذا كتب الله لنا الفرج القريب من عنده سبحانه وتعالى".

وفي محاولة منه للخروج من ظروف العزل السيئة؛ وضع الأسير السعدي برنامجاً يومياً يستمر عليه من أجل المحافظة على نفسيته وإنسانيته التي حاول المحتل الصهيوني تجريده منها؛ ولكن بفضل الله الحافظ يكون لهم بالمرصاد؛ ويستكمل حديثه فيقول: "كل يوم أخرج على الفورة ساعة على الأقل؛ وأحياناً ألعب رياضة حسب ظروفي الصحية؛ وأطالع قراءة الكتب بالعربية والعبرية كما يوجد عندي صحيفة عبرية وأتابع الأخبار وأتابع برنامج على راديو الأسرى وتلفاز برامج ثقافية وسياسية".

والأسير السعدي المعزول منذ تاريخ 21/05/2013م؛ عانى الويلات من إدارة مصلحة السجون العنصرية؛ ومن جهاز الشاباك المتعجرف؛ وخاض عدة إضرابات ضد سياسة
الإدارة معه؛ وضد ممارسات جهاز الشاباك الصهيوني؛ الذي يصر على استمرار عزله؛ بحجة وجود ملف أمني؛ وأنه يصنف الأسير السعدي ضمن الفئات الأكثر خطراً على أمن
الكيان وبالتالي لا يجوز أن يختلط بغيره من الأسرى.

جدير بالذكر إلى أن الأسير نهار السعدي من سكان مدينة جنين ومن مواليد 30/10/1981؛ وهو أعزب وكان قد اعتقل بتاريخ 07/09/2003م، وأبرز التهم التي وجهها الاحتلال له هي الانتماء لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وتوصيل الاستشهادية المجاهدة هبة دراغمة والتي نفذت عملية استشهادية في مدينة العفولة بتاريخ 19/5/2003م، وأدت لمقتل أربعة صهاينة وإصابة (76) آخرين، وصدر بحقه حكماً بالسجن 4 مؤبدات و20 عاماً؛ ويعد الأسير السعدي أقدم أسير يقبع في العزل الانفرادي، حث يقبع في العزل منذ تاريخ 21/05/2013م.

التعليقات