رجا إغباريه لدنيا الوطن: المعركة الحقيقية هي معركة الدفاع عن أراضي النقب

رجا إغباريه لدنيا الوطن: المعركة الحقيقية هي معركة الدفاع عن أراضي النقب
رام الله - دنيا الوطن - لينا محمد
إحياءا للذكرى الـ 39 ليوم الأرض "الخالد" كما ينعته النشطاء بالداخل المحتل، نظم الحراك الإجتماعي بكل من حيفا والقدس والنقب المحتل فعاليات جماهيرية؛ مسيرات، مهرجانات ومعارض أقيمت تكريما لليوم الذي "إختلطت فيه الدماء بالتربة"، في أرض فلسطين التاريخية، لكن هذا اليوم وككل سنة لم يمر بردا وسلاما على الشعب الفلسطيني، تحديدا في القدس المحتلة.

ففي المدينة المقدسة نظم الحراك الشبابي الشعبي المقدسي مسيرة إنطلقت بعد صلاة العصر من باب العمود وجابت أزقة البلدة القديمة متوجهة نحو شارع صلاح الدين، حيث نادى المتظاهرون بـ "تحرير الأرض الفلسطينية" وطالبوا المقاومة الفلسطينية بالإستمرار حسب ناشط في الحراك المقدسي فضّل عدم نشر هويته.

 وقمع جيش الاحتلال المسيرة واعتقل الشاب محمد جابر والفتاة  نهى القطب، كما أصيب شاب مقدسي وتم علاجه في عين المكان، وسرد الناشط ما حدث قائلا: "تفرقت المسيرة أكثر من مرة بعد اعتداء القوات الخاصة والخيالة علينا بشارع صلاح الدين، فرجعنا إلى نقطة البداية بباب العامود وهناك حدثت اعتداءات واعتقالات للمتظاهرين".

وأكد الناشط بالحراك المقدسي: "أن رسالة الحراك موجهة للاحتلال الاسرائيلي ولكل من يسانده بأن أرض فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر هي ملك للشعب الفلسطيني"، مضيفا: "نحن لا نزال متمسكين بأرضنا ولننقل للأجيال القادمة جرائم هذا المحتل الغاصب، وأنه لا يفهم لغة السلام".

والحراك الشبابي الشعبي المقدسي تأسس قبل 04 سنوات وأكد الناشط أنه يضم ’مجموعة من الشباب والفتيات، من جميع الفصائل الوطنية والإسلامية، وهو يساند كل القوى التي تعمل لأجل القضية الفلسطينية’

وفي نفس السياق وثقت مسؤولة لجنة المرأة في هيئة المرابطين بالقدس عفاف الدجان عملية اعتقال صحفية وإصابة امرأة وطفلة صغيرة في رجلها بعد إعتداء قوات الاحتلال عليها بالقنابل الصوتية؛ واستنكرت الدجان ممارسات الاحتلال قائلة: ’ نحن نقوم كل سنة بمظاهرات إحياء ليوم الأرض، لكن الاحتلال هذه السنة حاصر منطقة باب العمود قبل وصولنا حتى، وبدأوا بضرب القنابل والرصاص بشكل عشوائي على المواطنين’؛ وقد سجلت عفاف الدجان تكثيف وتصعيد المحتل لإعتداءاته قائلة: ’ونتوقع منه ما هو أكبر لأنه بعاملنا كأعداء’.

واختار رئيس حركة أبناء البلد رجا اغبارية التوجه إلى النقب لمشاركة أصحاب الأرض الأصليين في مسيرة يوم الأرض، وفي حوار خاص لـ"دنيا الوطن" علق على هذا الخيار قائلا: ’ كنت بالنقب لأنه يتعرض لأكبر عملية مصادرة بالداخل’، مشيرا إلى  أنّ ’800 ألف دونم من أراضي النقب مهددة بالمصادرة ’ وأضاف أن ’المعركة الحقيقية هي معركة الدفاع عن أراضي النقب، ورسالة أهالي النقب كانت قوية بهذا الخصوص’.

وعلى تساؤل دنيا الوطن حول مدى ديمومة واستمرارية الحراك الميداني في أراضي 48 أجاب إغبارية بالقول: ’نحن نقوم بفعاليات وهي لا تكتسي صبغة موسمية، لكن السؤال في محله ويجب أن يطرح: كيف يمكن أن نصعّد النضال (؟) فمشروع المصادرة مستمر لدى الاسرائيليين، ويجب لنشاطنا أن يكون موازيا للهجمة الاسرائيلية’، وختم إغبارية بالإشارة إلى وجود لجنة متابعة معتبرا أنها ’قامت بدور محمود، ويجب تطوير عملها’.

أما في حيفا، فقد دعت القوى والفعاليات العاملة بشمال فلسطين إلى مسيرة يوم الأرض السنوية حيث نظم حراك حيفا عملية نقل المشاركين عبر حافلات من أمام مسرح الميدان نحو المسيرة المركزية بدير حنا، والتي تبعد 24 كم عن خليج حيفا. ونحو هذه البلدة تدفقت أيضا مسيرة محلية انطلقت من سخنين مرورا ببلدة عرابة لحضور  مهرجان يوم الأرض المركزي؛ حيث شارك في المسيرة العديد من الشخصيات السياسية والدينية.

وكانت لنائب رئيس مجلس عرابة المحلي أحمد كناعنه كلمة عن اللجان الشعبية بالمثلث أكد فيها أنّ ’هذه المناسبة الوطنية يذكر فيها الفلسطينيون بتمسكهم بأراضيهم التي صودرت ملكيتها، ويؤكدون أنهم أصحاب حق لا يتنازلون مهما كان الثمن ولو بعد حين’، وأضاف كناعنه قائلا: ’فرعون زماننا لم يفرق بين فلسطينيي الجليل والنقب ولا مسلم او مسيحي او درزي’ ومتسائلا: ’ كانت هذه نظرتهم الينا، فلماذا لا ننظر إلى أنفسنا كجسد واحد ونكون شركاء بتقرير المصير؟’؛ كما توجه نائب رئيس المجلس للأعضاء الكنيست العرب بالقول: ’إن الناخب أعطاكم دعمه الكامل وآن الأوان لتوثيق الوحدة. إن التحديات التي تواجهنا جمة وأعمالنا كأقلية أن نواجه هذه التحديات’.

ودعا المشاركين إلى شد الرحال الى القدس والمسجد الاقصى ودعمه معنويا وماديا، كما أعرب عن تضامنه مع الشيخ الأقصى رائد صلاح المحكوم بالسجن 11 شهرا، واصفا إياه بـ ’رجل المواقف’ وبـ ’الشيخ الجليل’.

من جهته أكد حراك حيفا أن الهدف من فعاليات يوم الأرض هو ’تجديد العهد أمام شهداء يوم الأرض 1976 بمواصلة الدفاع عن هذه الأرض ضد المصادرة والتهويد’.

وأكد النشطاء أن المسيرة انتهت بدون احتكاكات مع قوات الاحتلال؛ وحراك حيفا تشكل بسبب ’حاجة الناشطين الحزبيّين وغير الحزبيّين لتشكيل إطار قادر على الاستجابة المباشرة والمبادرة إلى الفعاليات الوطنية والاجتماعية في حيفا’، حسب ما ورد في مدونة الناشط في الحراك يواف حيفاوي.

واختتم هذا اليوم بالداخل المحتل بعرض النادي الثقافي لجامعة تل أبيب فلم للمخرج نضال بدارنة بعنوان ’30 آذر’، وهو وثائقي يعرض القصة الكاملة لأحداث يوم الأرض، وحول الفعالية حدثنا مركز النادي بشير بشير قائلا: ’أردنا أن نطرح هذا اليوم عبر فلم ’30 آذار’ الوثائقي، حيث تناول شهادات حية لأناس عاشوا حقبة يوم الأرض’، والهدف وراء المبادرة يقول بشير كان تناول هذا الموضوع من الناحية الثقافية ’وليس فقط السياسية’ مستطردا: ’مع علمنا أنه لا  يمكننا التطرق إلى الهوية الثقافية بدون الحديث عن السياسة’.

وختم الناشط بالنادي الثقافي بالقول أن ثقافة الخوف كانت سائدة قبل 1976، و ’يوم الأرض مثّل تجربة لكسر هذه الثقافة، لهذا كان مهما بالنسبة لنا أن نستذكر هذا اليوم وهذه التجربة’.

التعليقات