شاهد بالصور والفيديو ..(لن تُصدّق) غزة: عندما تعيش "الكلاب" حياة الأثرياء ..!؟

شاهد بالصور والفيديو ..(لن تُصدّق) غزة: عندما تعيش "الكلاب" حياة الأثرياء ..!؟
غزة -خاص  دنيا الوطن - أمنية أبو الخير
تصوير: طارق مسعود

لم أتصور أن للكلاب حياة خاصة في قطاع غزة بل تكاد أن تكون أفضل من حياة آلاف الغزيين، فتلقيح الأنثى لمرة واحدة قد يكلف صاحبها ما يقارب الألف دولار عدا عن الأطعمة الخاصة كاللبن ، الحليب ، اللحوم المطهوة، المكسرات، والحلويات إضافة إلى سائل استحمام والمعقمات وأدوات خاصة لنظافتها الشخصية.
 
محمد خليل من غزة مربي وهاوي للكلاب، دَفَعه خوفه الشديد من الكلاب إلى تربيتها؛ ليتخلص من هذا الخوف غير المبرر، بالإضافة إلى شغف ابنته الصغيرة بالكلاب وتربيتها، كل ذلك أدى به إلى  اقتناء  ستة كلاب من أنواع مختلفة في فناء منزله. 

"دنيا الوطن " توجهت لزيارة الأماكن التي تعيش فيها تلك الكلاب للاطلاع على حياتها وأنماط عيشها في هذا القطاع المحاصر, لنجد الحياة المرفهة جداً, وأفضل أنواع الأطعمة، بالإضافة إلى اللحوم الحمراء والبيضاء والخبز والحلويات.

  الطفلة أميمه تهتم بحياتهم حيث تطعمهم من طعامها وتغسلهم بسائل الاستحمام الخاص بها، وتطلق على كل كلب منهم اسم خاص به، مثل حنفي وشيتوس وميكي وهتلر وسوكا وجاك، وكلها أسماء تستقيها من الأفلام والرسوم المتحرك التي تحبها على حد قولها. 

أوضح محمد خليل انه قام بتزويج كلابه كالعرف السائد في غزة بين المربين وهو إعطاء الكلبة الأنثى إلى تاجر أو مربي يملك كلب ذكر بشريطة أن يأخذ المربي صاحب الكلب الذكر جروَين من الكلاب التي أنجبتهم الكلبة، أي ما يعادل بالمال 1000 دولار، وتتم هذه العملية مرتين في العام الواحد . 

وأضاف "بعدما كنت أخاف منهم، أصبحت الآن أحبهم جدا خصوصا وأنا أرى السعادة الظاهرة على ابنتي أميمه، واهتمامها البالغ بهم، هذه الكلاب أصبحت جزء من حياتي أنا وأسرتي، كما أن الكلاب مخلوقات وفيّة ومطيعة وأستخدمها في حراسة بيتي". 

الطريف هناك أننا التقينا بكلب لا يتحدث معه محمد خليل إلا باللغة العبرية وليس العربية كباقي الكلاب، فأوضح لنا أن هذا الكلب قد هرب من المستوطنات الإسرائيلية المجاورة للقطاع أثناء العدوان، وقام بشرائه ليكتشف بعد فترة وعن طريق الصدفة أنه لا يسمع الأوامر إلا بالعبرية ويحب تناول المكسرات والحلويات وأطعمة الكلاب فقط . 

حكم تربية الكلاب 

هناك تضارب فيما يخص حكم الشرع بتربية الكلاب واقتنائها فهناك أئمة كالإمام مالك، أباح تربية الكلاب على الإطلاق  بيع وشراء وملامسة، وهناك أئمة قالوا بالتحريم والنجاسة مثل الإمام الشافعي, بالإضافة إلى الجامعة الإسلامية التي أخرجت فتوى مؤخرا تفيد بجواز بيع وشراء الكلاب المدربة . 

أوضح الشيخ محمد أحمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية "لدنيا الوطن" أنه لا يجوز شرعاً تربية الكلاب في البيوت، ويأثم من يتخذ كلباً في غير المأذون به شرعاً، والذي ينحصر في: كلب الصيد، أو الماشية، أو الحرث، لقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا إِلاَّ كَلْبَ زَرْعٍ، أَوْ غَنَمٍ، أَوْ صَيْدٍ، يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ» .

وأضاف فضيلة الشيخ: "مقتني الكلب يعاقَب بالإنقاص من حسناته كما أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، أو صورة، لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوله: «لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ، وَلَا صُورَةُ تَمَاثِيلَ " .

واستدرَك قائلا أما إن كان البيت بعيداً عن العمران، وكان الكلب للحراسة، فلا بأس حينئذ باقتنائه، والله تعالى أعلم.

تجارة الكلاب في غزة 

أما فيما يخص تجارة الكلاب فالتقت دنيا الوطن بخالد الهمص أحد تجار الكلاب في قطاع غزة، وأوضح لنا أن تجارة الكلاب في غزة لم تعد مجدية ماليا نظرا لإغلاق المعابر، والقضاء على الأنفاق الواصلة بين القطاع ودولة مصر, وهذه هي المنافذ التي كانت تدخل الكلاب عن طريقها. 

وأكمل الهمص "لا يتعدى تجار الكلاب في قطاع غزة ال 100 تاجر، و لا يوجد كلاب مستوردة منذ فترة وكل الكلاب الموجودة حاليا هي نتاج تزاوج الكلاب التي في القطاع قبل الحصار وإغلاق المعابر، الكلاب تحتاج إلى تطعيم خاص وطعام متوازن وهذا أمر مكلف". 

وعندما وجهنا للهمص سؤال حول أسعار وأنواع الكلاب في القطاع أجابنا أنها تتراوح ما بين 500 شيكل إلى 5000 شيكل حسب نوع الكلب وأصالته، وبالنسبة للأنواع فهناك الجيرمن شبرد الألماني، البتبول  تهجين أمريكي، الروت وايلر الألماني، الملينو البلجيكي، الجرفون الفرنسي، والِلو وهو المفضل لدى الفتيات . 

الطب والعلاج 

زارت دنيا الوطن العيادة الخاصة بالدكتور البيطري سعود الشوا ليوضح لنا أن المعتقد الديني السائد حول حرمانية بيع الكلاب هو ما يؤثر على بيعها والمتاجرة بها في قطاع غزة، وأن عدم وجود مصحّات خاصة بالكلاب ودكاترة متخصصين يدفع لتزويجها بشكل عشوائي عن طريق العلاقات بين التجار. 

وأضاف الدكتور الشوا أن الكلاب تتزاوج مرتين في العام أحدها في شهر شباط والأخرى في شهر أكتوبر، ليتم الحمل لمدة ستين يوم, ويملك جهاز " التراساوند " فحص الجنين بالموجات فوق السمعيه لضمان أن التزاوج أثمر عن عملية حمل, وممكن أن ينظروا مواليد قريبا. 

واشتكى الدكتور سعود من بعض التجار والمربيين في قطاع غزة بسبب جهلهم بتغذية الكلاب فقال" الجرو الصغير يعتبر طفل يحتاج إلى شرب الحلب مرتين يومياً أول ستة أشهر من حياته، ثم يبدأ بأكل اللحوم المطهوة، وبعض المربين هنا يبدأ بإطعامه أقدام الدجاج والهياكل من أول شهر، ولا يعلم أن هذا الطعام يسبب نزيف للجرو وممكن أن يقتله". 

كما وأوضح أن هناك عدت تحصينات يجب أن يأخذها الكلب لتقيه من ست إلى سبع أمراض يأخذها من عمر شهر إلى سنة، ولكن بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة, فيوجد بعضها والبعض الآخر مفقود، حتى أن التحصين الخاص بمرض الكلب أو مرض الصرع غير متوفر في وزارة الزراعة في الوقت الحالي . 

مدربين الكلاب 
يوجد بعض مدربين الكلاب في قطاع غزة، أغلبهم كان يعمل في الكلاَّبة الخاصة بالشرطة الفلسطينية, وقد تلقوا دورات وتدريبات خاصة في دول عربية وغربية، ويعملون الآن على تدريب الكلاب على الطاعة والشراسة مقابل مبالغ تتراوح ما بين 500 إلى 1000 دولار. 

كما تمكن أحد مغرمي اقتناء الكلاب من تدريب كلابه على إنقاذ الغرقى من بحر غزة، لتتحول كلابه الثلاثة فرح وسوزي وجين من نوع زئيف الألماني إلى منقذين على شاطئ البحر بعدما اكتشف قدرتهم هذه عن طريق الصدفة.