حي"عقبة الخالدية"..تتربصه عيون المستوطنين وتبطش به يد الاحتلال

رام الله - دنيا الوطن صابرين عبيدات
من يقف على سطح منزل في عقبة من عقبات البلدة القديمة في مدينة القدس، أو يطل برأسه من نوافذها الشامخة؛ قد يفكّر بأن الحظ حالف من يملك بيتاً فيها، خاصةً إن كان مُطّلاً على القبة الذهبية.

ظاهريًا قد يبدو التقييم صائب، لكن مضايقات المستوطنين لسكان الحيّ والمحاولات العديدة منهم للاستيلاء على بيوته، جعلت هذه البيوت أقل حظاً.
 
عقبة الخالدية هي من أكثر الأحياء انتشاراً للبؤر الاستيطانية داخل البلدة القديمة في القدس المحتلة، ومعظم العقارات التي استولى عليها المستوطنون تطلّ على المسجد الأقصى. وترتبط العقبة مباشرة بشارع الواد -  وهو شارع حيويّ يقسم البلدة القديمة إلى قسمين، وفيه العشرات من البؤر الاستيطانية، وخاصة المنزل الذي استولى عليه "أريئيل شارون" سابقا.

ويعد هذا الشارع الممر الرئيس الذي يربط البؤر الاستيطانية المختلفة بحارة الشرف ومنطقة وحائط البراق.
 
يقول أبو محمد أحد سكان الحي: " حاول المستوطنون الاستيلاء على منزلي عدة مرات بشتّى الطرق، ورغم أن المحاكم أثبتت أن ملكيته تعود لنا، أصبحنا للأسف الشديد ندفع إيجار البيت لجمعية (عطرات كوهنيم) ".
 
وأوضح أبو محمد: " تعمل (عطرات كوهنيم) المتطرفة منذ أكثر من 30 عاماً في هذا الحيّ، وتسعى لوضع يدها على منزل آخر مقابل البؤرة الاستيطانية ذاتها في عقبة الخالدية، إضافة إلى محلين تجاريين ".
 
وأكّد أبو محمد أن هنالك ست عائلات سُلّمت إخطارات بإخلاء منازلها ومحالّها التجارية في عقبتي السرايا والخالدية وحي الواد، لصالح الجمعيات الاستيطانية. كما أشار الى أن كثير من ساكني عقبة الخالدية أصبحوا من المستوطنين، إضافة الى المحالّ التي تم الاستيلاء عليها عام 1967.
 
أما أم أحمد صب لبن -صاحبة منزل في عقبة الخالدية مهدد باستيلاء المستوطنين عليه، فتقول انها تسكن في بيتها منذ عام 1953، وعندما توفيت والدتها نُقلَت ملكية هذا البيت على اسمها.
 
وأضافت أم أحمد: " منذ عام 76 والمستوطنون يحاولون السيطرة على هذا المنزل، فقد دارت بيني وبينهم محاكم طوال 35 سنة. وفي عام 2000 كسبت القضية إلا أن جمعية ما تسمى بـ (عطرات كوهنيم) رفعوا قضية ضدنا للاستيلاء على البيت مرة أخرى، وكان آخرها منذ فترة قصيرة".
 
وختمت أم أحمد كلامها قائلة: " بيتي معرّض في كل لحظة لاستيلاء المستوطنين عليه، وهذا ما يجعلنا نعيش في قلق دائم".
 
بيوت هذه العقبة فقدت أمانها وخصوصيتها في ظل مراقبة الكاميرات المنصوبة على كل مدخل لتلك البيوت، ناهيك عن مضايقات المستوطنين وإزعاجاتهم المتكررة ليلا نهار. الا أن ثبات السكان وتمسكهم بأرضهم وممتلكاتهم، وإيمانهم الراسخ بحقهم وقضيتهم العادلة، يقف عقبة أمام مخططات الاحتلال والمستوطنين للاستيلاء على هذه العقبة وتهويد البلدة القديمة بالكامل.

التعليقات