بالصور:"كاترين ريدك".. عاشقة الدمى المسكونة بالأرواح

بالصور:"كاترين ريدك".. عاشقة الدمى المسكونة بالأرواح
رام الله - دنيا الوطن
تحوّلت إحدى البريطانيات، إلى مُدمنة ومهووسة بجمع الدمى المسكونة بالأرواح رغم إنجابها طفلين، وتؤكد "كاترين ريدك" أنها لا تستطيع أن تترك هذه الدمى ترحل من بيتها. وتعتقد الأم التي تبلغ من العمر 33 عامًا أن جميع ما تملكه من دمى مسكون بأرواح مُتوفاة، من بينها رضيع تُوفي بالمهد وامرأة قُتلت في حادث تحطم طائرة. وتعلن كاترين، التي تنفق آلاف الجنيهات على الدمى المسكونة بالأرواح، أنها تحتاج إلى جليسة أطفال تساعدها في رعاية هذه الدمى خصوصًا بعد أن أشعلت إحداها النار في منزلها.

وكما يبدو فإن كاترين المهووسة بهذا الاهتمام الغريب، والتي تعمل بدوام كامل جعلت من والدتها جليسة أطفال تعتني بدماها خلال غيابها، وتقول إنها الآن تحتاج لجليسة وإلا سوف تتسبّب هذه الدمى بأذى لا يُوصف إذا ما تركت وحدها في المنزل وذلك بعد أن أخذت إحداهن بتشغيل وإطفاء التلفزيون، ووصل الحال إلى إشعال نار بسيطة في المنزل. وتقضي كاترين، وهي أم لابنين هما: كريستوفر، 8 سنوات، وكارل، 7 سنوات، لياليها بالدردشة مع الأرواح التي تسكن دماها وتتعرّف على قصص وفاتهن.

وتقول كاترين عن اهتمامها الغريب جدًا: أصبحت مهتمّة بعالم الأرواح في 2008، حينما كنت أعيش في استونيا، لأنني شعرت بوجود الروح. وبدأت البحث بالأرواح وعلى الخصوص"الدمى المسكونة بالأرواح." وبدأ اهتمام كاترين عندما اكتشفت من خلال محلات تجارية ومنتديات على الإنترنت أن هناك دمى تمتلك قوى روحيّة.

متجر لبيع هذه الدمى

وتوضّح كاترين: لا يمكن امتلاك الدمى المسكونة هكذا، لأن الدمية هي موطن لروح. ويمكن إلحاق الروح بالدمية وبعد ذلك تترك أحيانًا. ويمكن شراء دمية، وتجلب بالبريد، وتأتي الروح معها. وهناك متجر في المملكة المتحدة يبيع الدمى والناس تتحدّث حول هذا الموضوع بمنتديات الإنترنت. وحصلت كاترين على دميتها الأولى، "مايستكل" من أمريكا مقابل 10 جنيهات في أغسطس 2010. وعندما وصلت إليها الدمية أدركت كاترين على الفور أنها ليست دمية، أنها شخص. وفي تلك الليلة وضعتها قرب التلفزيون، وأخبرتها كاترين: "إذا أنت سعيدة أطفئيه، وإذا لم تكوني سعيدة فاتركيه". وكانت الاستجابة مُرعبة. بدأ التلفزيون ينطفئ ويشتغل، والأضواء تومض وهكذا عرفت أن الدمية "مايستكل" تتحدث معي من خلال الكهرباء. وأخبرتني بأنها سعيدة وتبنيتها. وفي وقت لاحق من الأسبوع، حاولت التحدّث إلى الدمية مرة أخرى والتي أخبرتها بنفس العملية من خلال التلفزيون، إنها تُوفيت وعمرها 103 أعوام وإنها حكيمة جدًا.

سعيدة بشراء الدمى المسكونة

بعد أن اكتشفت كاترين القدرة التي تمتلكها "مايستكل" وجدت أنها تريد المزيد من الدمى حيث اشترت حتى الآن 12 دمية. وتقول كاترين: "تعتمد تكلفة الدمية على الجودة والتاريخ. ولا يمكن تقدير سعرها، لأنها أكثر من دمية، إنها مرتبطة بعالم آخر. وأشعر بالسعادة للذهاب وشراء الدمى. كما لو أنني أصلح ملابسي بدلاً من شراء جديدة. وتستخدم كاترين معدّات متخصصة للدردشة مع دماها، بما في ذلك مسجلات الصوت.

وتقول: حاولت أيضًا سماع الأصوات باستخدام هاتفي المحمول. ووضعته على وضع التسجيل عندما تكون الدمى في الغرفة، وبعد ذلك أستمع الى ما يجري من البداية. ومن الممكن سماعهم يثرثرون. إنهم يبدون مثل البشر، حيث يُجرون محادثات في الخلفية. وذات مرة سمعت صوت جرس الباب، ولم يكن ذلك الذي نستخدمه.

وتعتقد كاترين أن كل دمية هي شخص مختلف عن الآخر وربما هي شخص غادر الحياة، وتستخدم الاسم الذي كان لديها في الحياة. وتقول: كانت الدمية الثانية (مايكل) التي اشترتها في يونيو 2011، طفل مات في المهد في الثمانينيات، ومنذ ذلك سكن جسد الدمية التي اشتريتها وأصبحت تحت رعايتي الآن.

أبناؤها لا يخافون الأرواح

تحصل كاترين على دماها من عدد من الأماكن المختلفة ومن جامعي الدمى الذين لديهم مواقع مخصصة لهم على الإنترنت. ويشتري هؤلاء البائعون الدمى من ناس لا يعرفون أنها مسكونة بالأرواح. وليس هناك من هو شغوف بجمعها كما هو الحال مع كاترين. وتقول: عادة لا يخاف أبنائي الدمى، بل يحبونها ويقرؤون لها قصصًا. لكنهم يخافون قليلاً من أحدث دمية، أجاثا، لأن جسدها لين ورأسها ثقيل. وبعض الأقارب لا يحبونها، ويشعرون بعصبية.

وكان شراء الدمية مايكل هو الذي أظهر لكاترين أن الدمى يمكن أن "تسيئ التصرّف". لأن مايكل نشط جدًا، ويهزّ رأسه. وحتى والدة كاترين لاحظت هذا أيضًا، بما فيه تغييرات التعابير بالوجه. وتقول كاترين: "عندما يراني مايكل ألعب مع أطفالي غالبًا ما أشعر به يصرخ ويقول: ماما، العب معي". ولكن ماذا تتوقعون؟ إنه مجرد طفل. وذات يوم كنت أشاهد التلفزيون وخلال تقليبي القنوات شاهدت رسومًا متحرّكة وتركتها لكنه تلاعب بالقنوات ليبقيها. وهنا أدركت أن مايكل، ليس سوى طفل ويريد مشاهدتها. وأعتقد أنه استخدم طاقته للقيام بذلك.

دمى وأرواح

ليست فقط مايكل الذي يمارس مثل هذه الألعاب. وتضيف كاترين: جاءت الدمية "اشلي" بعد مايكل، وذات ليلة كشف لي، من خلال استخدام البندول، أنه توفي قبل أكثر من ثلاثة عقود في حادث سيارة. وأنه يخفي بانتظام مفاتيح سيارتي، بسبب ذلك الحادث الذي توفيت أمه فيه أيضًا، والآن لا يريدني أن أخرج بسيارتي. ومجرد أن أصرخ: اشلي، اشلي، تعود المفاتيح. ويبدو أن كل دمية لديها قصة.

تضيف كاترين: إيزابيل فتاة شابّة توفيت بمرض السرطان، وكانت صلعاء نتيجة العلاج. والمؤثر أن شعر الدمية ناعم أيضًا. وبعد ذلك اشتريت يوليا (33 عامًا) التي توفيت بحادث تحطم طائرة. ومن ثم حصلت على" الطفل الأزرق" في خريف عام 2011، وتعود لطفل تُوفي عندما كان عمره عشرة أشهر. وقد تسللت روحه إلى أسرة أبنائي حيث يشعرون بأن أغطيتهم تتحرّك. ونحن نعلم من يقوم بذلك ولسنا خائفين.

وكانت دماها الأربع التالية هن: هيذر وغريتشن، وكلاهما بعمر سبع سنوات وكذلك إيريس وبيرل، اللذان لقيا حتفهما وهما في العشرينيات. وتقول كاترين: أعلم أن بيرل من حولنا، وتشتمّ رائحة الغسيل الطازجة والخبز. ويحبون تبادل الحديث مع بعضهن البعض. ولست متأكدة عما يتحدثون عنه، ومثل معظم النساء الشابات لا يردن أخبار أمهاتهن الكبيرات في السن."

تعشق دماها بجنون

في مايو من العام الماضي استلمت كاترين دميتين، ترينا ساحرة التي لقيت حتفها وهي في الثلاثينيات وأجاثا التي تحمل ثلاث أرواح. ولكن وجود هذه الدمى لم يكن دائمًا عملية سلسة. وتعترف كاترين: كان هناك حريق صغير في شقتي قبل بضعة أسابيع وأنا أعلم أنها من فعل الأرواح. لديهم الكثير من الطاقة، ولكني لن أكون بدونهم.

واللافت أن كاترين لا ترغب في ترك الدمى وحدها، حيث إن أمها تعمل كجليسة للدمى في حالة ذهابها أو غيابها عن المنزل لفترة قد تطول. وتقول كاترين: أمي ترفض الذهاب إلى غرفتي، حيث أحتفظ بمعظم الدمى. وتقول إنه أمر مخيف جدًا، وتخاف من الأرواح ولكني لا أستطع ترك الدمى وحدها. "لقد كان لديّ بعض الأصدقاء الذين لا يهتمون بالدمى لكنهم لا يظنّون أنها مسكونة. ويعتقد الناس أنني مجنونة، ولكني سمعت الدمى تتكلم. لقد تبنيتهم كما لو أني كنت طفلة ولن أسمح لهذه الدمى بالرحيل.

عن صحيفة الديلي ميرور البريطانية 





التعليقات