الرئيس أبو مازن يوبخ مستشاره الديني محمود الهباش بعد تصريحاته المطالبة للتحالف العسكري بضرب غزة

الرئيس أبو مازن يوبخ مستشاره الديني محمود الهباش بعد تصريحاته المطالبة للتحالف العسكري بضرب غزة
رام الله - دنيا الوطن
علمت “رأي اليوم” التي يراس تحريرها عبدالباري عطوان من مسؤول فلسطيني رفيع أن الرئيس محمود عباس “أبو مازن” اتصل وهو غاضبا بمستشاره المقرب محمود الهباش، بعد وقت قصير من وصول الرئيس إلى مدينة شرم الشيخ المصرية بعد ظهر الجمعة الماضية لحضور أعمال القمة العربية، فقام في الاتصال بالهباش بتوبيخه بعنف، على خلفية تصريحاته التي طالبت بشكل مباشر ضرب حركة حماس بغزة من قبل التحالف العسكري العربي.هذا المسؤول شرح تفاصيل ما حدث لـ “رأي اليوم”، فقال ان رئيس حكومة الوفاق الوطني الدكتور رامي الحمد الله الذي أنهى زيارته لغزة قبل يوم من تصريحات الهباش، كان أول من اعترض على ما جاء في خطبة الجمعة التي أدلى بها مستشار الرئيس الديني بآراء سياسية، وأبلغ ذلك، أي الحمد الله، مكتب الرئيس في رام الله، حين كان الرئيس في طريقه من الأردن إلى شرم الشيخ، وألح على ضرورة توصيل الرسالة الاعتراضية على تصريحات الهباش، التي تثير من جديد الخلاف، وتقلل فرص التوصل لحلول مع حركة حماس، في أعقاب توصله خلال وجوده في غزة مع قادة الحركة للعديد من الخطوط العريضة حول الملفات العالقة.

ثاني تلك الاعتراضات كان من أقطاب فتحاوية كبيرة، شاركت فيها قيادات وازنة من الحركة، منهم يحمل صفة عضو لجنة مركزية، وهذه القيادات كانت من الضفة الغربية وقطاع غزة، فأبلغ منهم بشكل مباشر الرئيس بالاعتراض على ما جاء في تصريحات الهباش، التي تنادي بضرب حماس عسكريا في غزة، خاصة في ظل الحديث عن عودة أجواء المصالحة، وامكانية عقد لقاءات ثنائية، لما تحدثه هذه التصريحات من توتر كبير في الأجواء.الرئيس الذي سمع من محيطه عند توارد ردود الفعل الغاضبة على خطبة الهباش، خاصة وان حلفاء الرئيس في اللجنة التنفيذية قدموا اعتراضا على التصريحات هذه، مثل ممثل الجبهة الديمقراطية تيسير خالد الذي رفض أن تكون المنابر مكانا للخطب السياسية، اتصل على الفور من شرم الشيخ بالهباش موبخا، وطلب بتدبير الأمر فورا في مسعى لتخفيف الحدث.وهناك من يشير إلى أن الرئيس الذي خفف من لغته في القمة العربية تجاه حماس، في هذا السياق الداعي للتعامل معها على غرار اليمن، يرجع لكون السعودية التي تقود المحور السني حاليا ترفض هذه المقترحات، خاصة وأنها لا تريد أن تذهب حماس للمحور الإيراني، فحماس أصدرت بيانا أكدت فيه وقوفها إلى جانب الشرعية في اليمن.ذلك نتج عنه إجراء مقابلة مع الهباش من وكالة “وفا” الرسمية التي نقلت الخبر الأول عن الهباش، مع قيامها بحذف ما ورد في الخبر الأول من دعوات صريحة لضرب غزة.في المقابلة قال الهباش ان تصريحاته فهمت خطأ، وأن البعض أثار بنية مقصودة أو غير مقصودة حملة ضده شخصيا باختلاق كلام لم يرد على لسانه، أو بتفسير مجتزأ تجاوز موضوع الخطبة.وأكد أنه جزء من الإجماع الفلسطيني، بقيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، على ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية خدمة لمشروعنا الوطني، ولتفويت الفرصة على أعداء شعبنا المستفيدين الوحيدين من استمرار الوضع الراهن.وقال ان أي جهد عربي للمساعدة في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، جهد مرحب به ومبارك يأخذ بعين الاعتبار الرعاية المصرية للحوار الفلسطيني والتنفيذ الأمين لما اتفق عليه في الدوحة، والقاهرة، وغزة.وبذلك يكون قد تراجع عن تصريحاته المطالبة بضرب حماس عسكريا.ولم يكن أحد قد نقل عن الهباش تصريحاته سوى وكالة “وفا ” الرسمية وتناقلتها باقي المواقع عن هذه الوكالة كما وردت في نصها.وحذفت وكالة “وفا” في إطار عملها على التنصل مما حدث وفي إطار ما جرى تدبيره لإنهاء المشكلة نص ورد في كلام الهباش الذي نشر في المرة الأولى، والذي قال فيه “ما جرى في غزة انقلاب وليس انقساما، ويجب التعاطي معه بالحزم والحسم، فلا حوار مع الانقلابيين والذين يجب أن يضربوا بيد من حديد”. وكان بذلك يشير لحركة حماس.

التعليقات