مصطفى الفقي: مشكلة مصر مع قطر قناة الجزيرة.. والسيسي يحاول الارتقاء بالخلاف

رام الله - دنيا الوطن
  قال د. مصطفى الفقي، المفكر السياسي، نحن أمام قمة من أغرب القمم العربية حيث سبقها الفعل قبل انعقادها وصدور القرارات والتوصيات بها فقد أعطت الضربة الجوية ضد الحوثيين في اليمن المزيد من المصداقية خاصة في مكافحة الإرهاب.وأضاف خلال حواره للحياة اليوم، مع الإعلامية لبنى عسل أن مبادرة الرئيس بتجديد الخطاب الديني وتقوية المؤسسات الدينية خطوة جيدة.

 مشيرا إلى أن هناك تحفظ إلى حد ما على ما حدث من تدخل الدول العربية في اليمن ضد الحوثيين خاصة من قبل العراق، كما أن الجزائر لديها موقف تاريخي لفكرة التدخل العسكري لأي دولة. بينما سوريا رفضت عملية عاصفة الحزم خوفا من تدخل عسكري بها.وقال إن عملية الحزم هي محاولة عربية لإنقاذ اليمن، وما جرى في اليمن هو رسالة تحذيرية لإيران التي تهدف للتوسع والسيطرة على المنطقة العربية.وتعليقا على تدخل القوة العسكرية العربية المشتركة، قال "لا يصح أن تأخذنا العزة بالإثم ونعتقد أننا نستخدم القوة العربية المشتركة في المنطقة بالكامل".وأضاف أن انقلاب الحوثيين على الشرعية ليس انقلاب شعبي ولكنه مسلح ولذلك جاءت عملية عاصفة الحزم.. مشيرا إلى أن السعودية قامت بسبقة في التاريخ العربي حينما تدخلت تلبية لمطلب الشعب اليمني.وقال إن الأمر حاليا يقتضي اجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية لمناقشة الأزمات في المنطقة وعلاجها وفقا لمقتضى الحال طوعيا في كل دولة.وأكد من جانب آخر، أن البحرية المصرية من أقوى القوى البحرية في المنطقة سواء في البحرين الأحمر والمتوسط.. موضحا أن الجيش المصري من أكثر جيوش المنطقة قوة ومهنية وهناك محاذير لتدخله بسبب اعتماد العرب عليه.وأكد أن الرئيس السيسي يعي الأوضاع الداخلية في البلاد العربية ومحاذير التدخل العسكري.. مشيرا إلى أن دخول الجيش المصري بريا لليمن له محاذير كبيرة.كما أوضح الفقي أن الضربات الجوية تحطم فكرة السيطرة على مفاصل الدولة في اليمن بعد سيطرة الحوثيين عليها.وقال إنه لا توجد دولة مستعدة للتورط في صراع سياسي نافيا أن يكون الصراع مع الحوثيين طائفيا وإنما إيران تريد السيطرة السياسية في المنطقة ولديها أجندة، كمان أن كل دولة لها وزن نسبي وتسعى للهيمنة على المنطقة ومن الطبيعي أن يكون لإيران أجندة توسعية.. مشيرا إلى أن تضاريس اليمن صعبة ومنحت المقاتلين اليمنيين المرونة في القتال.وأكد أن التركيز على الشيعة والسنة أمرا خطيرا ولا يجب الاستناد إليه في التفسيرات.. وتابع قائلا: "ليس من قضايا الأزهر محاربة الشيعة ولكن هناك معارك أخرى مثل محاربة الإلحاد". 

وأوضح أن الشيعة والسنة إلههم واحد وقرآنهم واحد واختلافاتهم حول الصحابة فقط.. وأكد أن الصراع الديني في المنطقة خطة أمريكية.وقال إنه لا يجب أن نترك إيران لوحدها في المنطقة ومن الضروري مزاحمتها في المنطقة في كل شئ وليس من حقها أن تكون المتحدث الوحيد باسم المنطقة.كما يجب التعامل مع إيران على أنها فاعل مهم في المنطقة ولا يعني ذلك أنها الأقوى.وأوضح الفقي أن سياسة أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية وبعدها في العالم براجماتية واقعية وقتية ولا تقوم على فهم سيكولوجية الشعوب.وأضاف أن تدخل الولايات مبني على دراسات لا تأتي بثمارها أو توقعات عملية.. مشيرا إلى أن المسألة غاية في التعقيد بالمنطقة، ولا يوجد موقف موحد لأي دولة في العالم لقضايا الوطن العربي.وتعليقا على الموقف المصري القطري، قال الفقي إن السيسي يحاول أن يرتقى بالخلاف من مستواه "الشوارعي" إلى "السياسي".. مؤكدا أن حضور الأمير تميم القمة العربية اعتراف بشرعية نظام الرئيس السيسي.

وقال إن مشكلة مصر مع قطر قناة الجزيرة.. مشيرا إلى أنها تنفي سيطرتها على تلك القناة.وتابع: القرضاوي كرس لوجود الإخوان في الدول العربية والخليجية خاصة.. مؤكدا أن الإسلام السياسي ظاهرة مصرية وميلاده في مصر حتى لو كانت عضلاته خارجها.كما أن حركة الإخوان الأم الشرعية للتيارات الإسلامية في المنطقة سواء كانت متشددة أو معتدلة.وحول موقف مصر من قطر.. قال إنها دولة عضو بمجلس التعاون الخليجي الذي لديه تجانس أكتر من أي تجمع عربي موحد، وليس من مصلحة مصر أن تعادي أي دولة في مجلس التعاون الخليجي.

 موضحا أن غضب مجلس التعاون الخليجي من قطر أخوي وليس خلاف بين الأعداء.ومن جانب آخر، قال الفقي إن قطر تعترف بدور مصر وقيمتها، وأن الخلاف يتركز مع الدور المصري وهيمنته وليس مع الأنظمة الحاكمة.. مشيرا إلى أن أمير قطر أرسل 800 مليون دولار لمبارك رغم خلافه معه لتنمية قاطرات السكة الحديد. كما أن قطر حاولت دعم مصر أثناء حكم المجلس العسكري.

وحول الأزمة الليبية قال الفقي إن اتساع الرقعة الجغرافية والانقسام التاريخي بين الشرق والغرب في ليبيا يجعل الجغرافيا السياسية صعبة ومعقدة جدا بالنسبة لمصر.. مشيرا إلى أن الحل العسكري هو نتيجة لفشل الحل السياسي في أي دولة.وأكد أنه لا يجب تهويل القوة العربية المشتركة التي قد تتحول إلى قوى لحفظ السلام.وتابع قائلا: إن موضوع استخدام القوة الجماعية العسكرية صعب لأنه جزء من تدابير موثقة في الأمم المتحدة واتفاقية الدفاع العربي المشترك ولا يمكن استخدامها كل يوم وليست نزهة.وعلق على الأزمة السورية قال إنها دولة ليست دولة هينة وكان يجب التفاوض معها مبكرا.. وأن قرار الجامعة العربية بأن يكون مقعد سوريا شاغرا خطأ مشيرا إلى أنه ليس وضع صحي تماما خلو مقعدها.وأكد أن اسرائيل ترقب ما يحدث من التفكك العربي وضعف جيوش دولها خاصة تشرذم الجيش السوري والعراقي ولا يتبقى غير الجيش المصري التي دخلت في تحالف معها.. مشيرا إلى أن مصر يجب أن تلعب دور هام وأن القرار الذي أخذه مرسي سابقا بقطع العلاقات مع بشار كان مسرحية هزلية من القرن الـ17.وقال إن القوى التي تقاتل ضد بشار حاليا لا تدافع عن الوجود والشعب السوري وإنما هي جماعات إرهابية متطرفة.. مشيرا إلى أن تركيا لها دور خبيث ويصب في صالح الدول غير العربية بالمنطقة "تركيا وإيران وإسرائيل".. موضحا أن تلك الدول تحاول ضرب وإضعاف مصر والسعودية بخلق صراعات في الدول الحدودية معها.وأكد أن الهيمنة الإيرانية تعتمد على إضعاف الدول المجاورة لها، وأشار إلى أن وزن مصر في العلاقات الدولية يتزايد ولم تعد الدولة التي تؤمر فتطيع. مدللا على ذلك بأن الرئيس السيسي عين فايزة أبوالنجا مستشارة له رغم اعتراض أمريكا، وأن العلاقات المصرية مع روسيا ليست لإغاظة أمريكا.

وعلق على العلاقات الخارجية مع آسيا قال الفقي إن مستوى تمثيل اليابان ليس على المستوى المطلوب في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ.. مشيرا إلى أنه يجب أن نطلع على التجارب الآسيوية والاستفادة منها.كما قال إن بوتين يريد أن يعيد أمجاد الاتحاد السوفيتي ومحاولة لتعويض وجوده في المنطقة خاصة بعد لعبه الدور المؤثر في سوريا.وحول القضية الفلسطينية، قال الفقي إن تلك القضية تتراجع مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان يطالب الدول العربية بضرب حركة حماس وأوضح أنها حركة مقاومة ضد اسرائيل ولكنها جناح عسكري للإخوان المسلمين.. وقال إنه يجب ألا نعادي حماس أو إيران مثل عدائنا لاسرائيل.وتعليقا على موقف تركيا وتطلعاتها بالمنطقة قال المفكر السياسي مصطفى الفقي إن تركيا تقدم خدمات لوجستية لأمريكا وقدم خدمات لوجستية لداعش في مواجهة نظام بشار.وقال إن أردوغان يعتقد نفسه خليفة عثماني.. مشيرا إلى أن هناك عداء سياسي ضد السيسي ويصور أن ما حدث في 30 يونيو بالانقلاب.وأنها تساعد جماعة الإخوان مشيرا إلى أنه لايزال هناك خلايا نائمة تابعة للإخوان وبعضهم في الجامعات ومؤسسات الدولة.. وقال "لم أكن أتصور حجم تمويل الإخوان وقوته المعلوماتية في الخارج."وأكد أن الغرب لديه ازدواجية فى المعايير ويرفض حرب مصر للإرهاب داخل أراضيها ويطالبها بمحاربة الارهاب الخارجي.. وحول العلاقات المصرية الأثيوبية قال إن السيسى وضع أرضية الثقة مع أثيوبيا.. مشيرا إلى أن الأثيوبين يدرسون منذ طفولتهم أن نهر النيل يغدر بهم، ويجب التوقف عن التعالى فى علاقتنا مع اثيوبيا، ولا نستطيع وقف بناء سد النهضة لكن نستطيع الحد من اضراره.وأوضح أنه يجب ان يقبل الجانب الاثيوبي ان تكون مصر أحد الدول المشرفة على ملء السد.. وأن أثيوبيا اعترفت بالحقوق المائية الحالية لمصر فى وثيقة مبادىء سد النهضة.. وقال إن السيسى عالج الجرح الاثيوبي الذي تسبب فيه مرسي.مشيرا إلى أنه هناك اتفاق بين مصر واثيوبيا أبرم سنة 1993 حول منع الاضرار بالحقوق المائية للبلدين من خلال اى مشاريع مستقبلية، وأن مصر بدأت خطوة فى الطريق الصحيح لعلاج أزمة سد النهصة.وقال يبدو أن الرئيس السيسي كان يريد ان يكون وزير خارجية بسبب كفاءته فى العلاقات الخارجية.. وتابع: منبهر من اداء الرئيس السيسي فى الملف الخارجي ويرفع له القبعه.وحول الانتخابات قال إنه يجب المضي لاتمام الانتخابات البرلمانية لضمان نجاح المؤتمر الاقتصادي، ويجب وضع رقابة دستورية سابقة على القوانين منعا لما حدث فى الانتخابات البرلمانية، وأن يبني المصريون بلادهم ولا يعتمدوا على أحد.

 وأشار إلى أنه يجب الاهتمام بتطوير مضمون التعليم للبدء فى اصلاح النظام المصري، ويجب توسيع المشاركة السياسية فى اتخاذ القرار السياسي.وقال اقترحت مبادرة (بنك الافكار) يستعين بها المخابرات والرئاسة، ودعا لعقد اجتماع اسبوعي لطرح الافكار والرؤى على القيادة السياسية بشرط تغير الاشخاص.. وأكد أن انجاز القوات المسلحة فى اتمام المشاريع اسرع ولا يشوبه الفساد كثيراً.

التعليقات