جبهة التحرير الفلسطينية بمناسبة يوم الأرض الخالد شعبنا متسك بحقوقه

رام الله - دنيا الوطن
نص البيان :
يصادف يوم الثلاثين من آذار الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الأرض الخالد، يوم هبت جماهير شعبنا في الداخل الفلسطيني منتفضة في وجه الاحتلال من عام 1967، معبرة عن رفضها لسياساته وإجراءاته التهويدية الاستعمارية لأراضي قرى المثلث والنقب والجليل ، مجسدة وحدة شعبنا وثباته على حقوقه الوطنية، مسطرة بدماء الشهداء اللذين روت دمائهم الزكية ارض فلسطين الطاهرة، ملحمة الصمود والبقاء على الأرض التي اختلط ترابها بماضي وحاضر شعبنا العريق وتراثه الوطني ، مكرسا عليها ثقافة وجوده الأزلي وأمانيه الوطنية وتطلعاته الحضارية والإنسانية.

تأتي اليوم هذه الذكرى المجيدة في ظل استمرار الانتهاكات "الصهيونية" للأراضي الفلسطينية التي لم تتوقف, والحصار "الصهيوني" المفروض على شعبنا بالقوة العسكرية ما زال مستمراً, ز ما يشكله جدار الفصل العنصري من خطر مع استمرار الاعتقالات الجماعية من شأن ذلك كله أن يعطي صورة واضحة عن الجرائم "الصهيونية", و الممارسات العدوانية, والتي يتصدى لها شعبنا الفلسطيني, مما ستزيده إصراراً أكثر على الصمود والمقاومة والثبات.

تأتي ذكرى يوم الأرض الفلسطينية, في الثلاثين من آذار, في ظل ظروف ومناخات سياسية صعبة ومخاطر وأزمات تعصف في المنطقة العربية, ورغم ذلك تبقى صورة شعبنا الفلسطيني راسخة في ثباته وتمسكه بأرضه و حقوقه وثوابته الوطنية، ويوم الأرض أحد هذه الثوابت, لما تحمله هذه المناسبة من معانٍ رمزية ودلالات بالنسبة لشعبنا الفلسطيني الصامد، حيث يجسد يوم الأرض الإرادة الوطنية والرباط الروحي الوثيق بين الإنسان الفلسطيني وأرضه و هذه المناسبة مثلت نموذجاً لمعاني التضحية وعنواناً للاحتجاج والمقاومة والرد المستفيض على سياسة الاستيطان والتهويد .

يا جماهير شعبنا / يا جماهير امتنا / ايها الاحرار في العالم

ان مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه شعبنا وقضيتنا الوطنية، تتطلب العمل بموجب استراتيجية وطنية شاملة، تستند الى التمسك بثوابت وحقوق شعبنا الوطنية المشروعة التي جسدتها قرارات مجالسنا الوطنية المتعاقبة، وتضمنتها وثيقة اعلان الاستقلال، وحفظتها الشرعية الدولية، وترتكز على انهاء ملف الانقسام المدمر واستعادة وحدتنا الوطنية، وتعزيز صمود شعبنا، وتكريس سياسة واجراءات مقاطعة الاحتلال في كافة المجالات الاقتصادية والامنية والسياسية، واجراء مراجعة وطنية شاملة لوضع وظيفة السلطة الوطنية ومؤسساتها كافة في ظل الظروف الراهنة ، وتمكين شعبنا من مواصلة مقاومته الوطنية المشروعة حتى زوال الاحتلال، وتحقيق امانيه وطموحاته الوطنية.

أن قضية شعبنا أكبر بكثير مما يحصل على الأرض ، وهذا يتطلب منا رفض الحلول الجزئية, أوالرهان مجدداً على المفاوضات التي يحصد فيها العدو المزيد من الوقت ومصادرة الأراضي ، لأن قضية شعبنا عنوانها  الحرية والاستقلال , وحق العودة جوهر القضية الفلسطينية , و إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والسيادة الكاملة غير المنقوصة , وفهمنا لطبيعة المشروع "الصهيوني" الاستيطاني الاستعماري هو على النقيض تماماً لحقوقنا و لمشروعنا الوطني التحرري الفلسطيني.

يا جماهيرنا المناضلة

اننا في جبهة التحرير الفلسطينية نثمن عاليا ما اتخذه المجلس المركزي من قرارات  في مرحلة حاسمة من عمر الصراع، وفي وقت وصلت فيه مسيرة حركة كفاح شعبنا التحرري الى مستوى متقدم على طريق انتزاع حريتنا واستعادة حقوق شعبنا الوطنية المغتصبة، وما المكتسبات النضالية التي تحققت بفعل تضحيات شعبنا العظيمة، من اقتلاع لخيمة اللجوء، وتكريس للهوية الوطنية في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا واداته الكفاحية، وانتزاع المئات من قرارات الشرعية الدولية لمصلحة حقوق شعبنا، وصولا الى الاعتراف الدولي الساحق بدولة فلسطين كعضو مراقب في الامم المتحدة، والانضمام للعديد من المعاهدات الدولية وعلى راسها اتفاقيات جنيف الرابعة ومعاهدة روما المؤسسة لمحكمة الجنايات الدولية، والمحكمة الدولية التي سننال عضويتها بداية ابريل القادم، اضافة لما تحقق من اعتراف بدولة فلسطين من دول اوروبيه او العديد من البرلمانات الاوربية، والتاييد الجارف من قبل دول وشعوب امريكا اللاتينية، وغيرها من شعوب العالم واحزابها التقدمية التي تساند كفاحنا وحقنا المشروع، الا دليلا قاطعا على عدالة قضيتنا الوطنية، ومؤشرا موضوعيا على اقترابها من تحقيق غايتها المنشودة.

ونعتقد ان شراسة المعركة التي يخوضها شعبنا في ربع الساعة الاخيرة من عمر الصراع، في مواجهة احتلال اجلائي استيطاني استعماري يتنكر لحقوق شعبنا ويتنكر للشرعية الدولية، ويمعن في العدوان وارتكاب المجازر وجرائم الحرب ضد شعبنا بدعم واسناد لامحدود من قبل الادارة الامريكية، وعلى مراى ومسمع العالم، وفي ظل تردي وتفكك الوضع العربي المنشغل باوضاعه الداخلية، يلقي علينا مهمة الاضطلاع بالمسؤوليات الوطنية الكبرى عبر صياغة ورسم السياسات والمواقف الوطنية الفلسطينية التي تتناسب وحجم التحديات الماثلة امامنا، وترقى لمستوى تضحيات شعبنا العظيمة، وتحدد الاولويات النضالية التي تقع على كاهل كافة القوى والفصائل والفعاليات الوطنية في المرحلة الراهنة.

يا جماهير شعبنا البطل

إن نضالنا يتطلب المزيد من التضامن وإعداد الخطط والبرامج والاستراتيجيات العربية على صعيد حركات التحرر والأحزاب العربية, والقوى الفلسطينية, ومراهنتنا دوماً على قدرة وإرادة الجماهير العربية في تجاوزها للأزمات ، لأن رهاننا على الجماهير العربية التي تؤيد نضال شعبنا وتعتبرها إحدى الخيارات المشروعة لإفشال السياسة الأمريكية المنحازة  إلى جانب الكيان "الصهيوني" وداعم لهذا الكيان وتقف إلى جانبه بوجود شراكة أمريكية "صهيونية" .

ان وجود العمق العربي والأممي للقضية الفلسطينية عبر التضامن ورفض المجتمع الدولي للسياسة الأمريكية "الصهيونية" , ووقوف حركات التضامن العالمي والحركات المناهضة للعولمة إلى جانب قضيتنا العادلة وحقوقنا المشروعة .

في هذه اللحظات المصيرية نتوجه بالتحية إلى الشعب العربي الفلسطيني والجماهير العربية في المناطق المحتلة عام 1948 في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة، مؤكدين أن نضال شعبنا هو مكمل لمجمل النضال الوطني الفلسطيني, ونثمن عاليا دورهم الفاعل من تعبيرات الاحتجاج والرفض للكيان "الصهيوني" ، لاننا نعتبر أن نضالات شعبنا الفلسطيني في مناطق 48 هي رافد أساسي على خارطة الصراع داخل الكيان "الصهيوني ", كما نتوجه بالتحية في ذكرى يوم الأرض لشهداء سخنين , وعرابة ودير الأسد, والناصرة, وأم الفحم , وشفا عمرو, شهداء يوم الأرض و شهداء الانتفاضة الباسلة وشهداء فلسطين من قادة ومناضلين وشهداء امتنا العربيه ، ونحيي صمود وعذابات الأسرى والمعتقلين الابطال الفلسطينيين والعرب في السجون "الصهيونية" الذين يتذكرون أيضا يوم الأرض وهم يحتفلون بهذه المناسبة داخل السجون والمعتقلات "الصهيونية".

ان جبهة التحرير تدعو جماهير شعبنا الى تكثيف مشاركاتها النضالية في فعاليات إحياء ذكرى يوم الأرض، وفاء لأرواح شهداء شعبنا الأبرار، وتجسيدا لإصرارنا وتمسكنا بحقوقنا وثوابتنا الوطنية.

التعليقات