عودة الموردين إلى العمل في غــزة

عودة الموردين إلى العمل في غــزة
رام الله - دنيا الوطن
استطاعت شركة صلاح العمصي تفعيل أعمالها في مجال إمدادات مواد البناء في غزة بعد أن تعرضت الشركة لخسائر مالية حادّة نتيجة للصراع الأخير. ولكن وبفضل آلية إعادة إعمار غزة (GRM) استعادت الشركة أعمالها على نطاق أوسع لتضم 16 موظفاً بدلاً من 12 قبل الصراع.

يقول خالد العمصي أحد أبناء صاحب الشركة "لقد تأسست شركة صلاح العمصي منذ 70 عاماً". ويتابع " تعمل شركتنا في جميع أنواع مواد البناء وخاصة الاسمنت والحديد المسلّح، ولكن توقف العمل قبل عام ونصف، ولم نتمكن من إدخال مواد البناء إلى غزة، مما أدى إلى تحول الإنتاجية والربح في الشركة إلى صفر وتحديداً خلال فترة الصراع التي استمرت واحد وخمسون يوماً ".

أتاحت آلية إعدة إعمار غزة الفرصة أمام الشركة لإعادة إحياء الأعمال وتحقيق الأرباح مجدداً. ووفقاً إلى خالد؛ "فإن آلية إعادة الإعمار هي الآلية الوحيدة التي وفرّت لنا فرصة استيراد وإدخال مواد البناء مجدداً إلى غـزة، الأمر الذي ساهم في إعادة احياء أعمالنا بعد عدة أشهر من الركود".

أما حاليّاً فتعمل آلية إعادة إعمار غزة على تسهيل ادخال مواد البناء والوصول إليها من أجل إعادة بناء وإصلاح بيوت العائلات التي تضررت منازلها بشكل كبير جراء الصراع، هذا إلى جانب العمل على دعم الحاجة الماسة للتنمية في غزة. ويشدد خالد على أهمية آلية الإعمار في توفير فرص عمل لسّكان غزة؛ الأمر الذي يظهر جليّاً من خلال زيادة عدد الموظفين في شركة العمصي، حيث ماتزال غزة تعاني من أعلى معدلات البطالة في العالم.

أما جمال حلاويين من بلدة جباليا - وهو موظف في شركة صلاح العمصي- والمعيل الوحيد لعائلة تتكون من تسعة أشخاص فيقول" أحصل الآن على راتب شهري يساعدني في الإنفاق على البيت والأطفال". وتابع " إن الوضع الذي تمر به غزة صعباً على الجميع نتيجة الحصار والأزمة الاقتصادية". ثم وضّح وبنبرة يغلبها الإحباط قائلاً" بشكل عام، إن الحياة في غزة كئيبة وصعبة جداً بالنسبة للسكان" وبنفس النبرة أضاف " لقد واجهت مشكلة في بيتي هذا الشتاء، حيث تساقطت الأمطار داخل البيت بينما كنت نائمين"، ولكن وعلى الرغم من ذلك، فلقد أعرب جمال عن امتنانه للعمل وقدرته على توفير بعض المال لعائلته فيما أنهى مؤكداً "الحياة مستمرة ولذك فلابد من استمرار عجلة الحياة أيضاً".

ويمكن تعريف آلية إعادة إعمار غزة على أنها اتفاقية مؤقتة وقعت بوساطة الأمم المتحدة في أيلول 2014 بين الحكومتين الفلسطينية والاسرائيلية، وتهدف إلى إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة مفسحة بذلك المجال أمام عملية إعادة الإعمار المطلوبة حالياً على نطاق واسع في القطاع. بالإضافة إلى ذلك، توفر الآلية فرصاً لاندماج القطاع الخاص في عملية بيع مواد البناء المصنفّة من قبل الحكومةالاسرائيلية على أنها مواد "ذات استخدام مزدوج" بالجملة أوالتجزئة  للمرة الاولى منذ الحصار.

وبينما تواصل الأمم المتحدة الدعوة إلى رفع الحصار بشكل كامل، يتخذ مشروع آلية إعادة إعمار غزة خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف، حيث دخلت الدفعة الأولى مواد البناء للمساكن الصغيرة إلى غزة عن طريق هذه الآلية في الرابع عشر من تشرين الأول.

وحتى يومنا هذا، تمّكن أكثر من 78751 من الأفراد من تلقي المواد المتاحة عن طريق الآلية بينما تمّكنت أكثر من 61 ألف من شراء المواد من الموردين المحليين، أمثال شركة صلاح العمصي، من أجل إصلاح منازلهم.  كما وتجدر الإشارة إلى بدء الأعمال في 41 مشروعاً في الوقت الذي تجري فيه دراسة حوالي 102 مشروع آخرين من خلال آلية إعادة إعمار غزة .

التعليقات