في يوم الأرض الثلاثون من مارس/آذار لأسياد الأرض وأصحابها تحية مجدٍ وعزٍ وكبرياء

في يوم الأرض الثلاثون من مارس/آذار لأسياد الأرض وأصحابها تحية مجدٍ وعزٍ وكبرياء
بقلم/فيصل عبد الرؤوف فياض
 تطلُ علينا ذكرى يوم الأرض الخالد في الثلاثين من آذار/مارس وهو يوم الانتفاضة الوطنية المتوقدة والتي كانت نتيجةً لممارسة الاحتلال الغاشم اغتصاب وسلب آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية في الداخل المحتل، حيث بدأت مظاهرات احتجاجية في معظم القرى والمدن والتجمعات الفلسطينية داخل الخط الأخضر، مُدلِلَاً على وَحدة الأرض والوطن ووَحدة الشعب ووَحدة الدماء الزكية الطاهرة التي امتزجت بثرى الوطن فلسطين آنذاك.

لقد كانت- وما زالت -الأرض الفلسطينية المغتصبة منذ عام 1948م لغاية الآن لُبَ قضية الصراع والوجود الفلسطيني العربي على هذه الأرض مع قوات الاحتلال الغاشم ودولته العنصرية، ومنذ ذلك التاريخ ونحن كفلسطينيين نعاني الويلات تلو الويلات من قتل وتعذيب وتشريد وتهجير واقتلاع البشر والشجر والحجر من أجل طمس الهوية الوطنية الفلسطينية بالكل الفلسطيني فلا فرق بين هذا وذاك فكلنا لهذه الأرض منتسبون لها، متجذرون فيها مدافعين عنها بكل ما أوتينا من قوة، قدَم فيها شعبنا العظيم تضحياتٍ جسام من شهداء وجرحى وأسرى ومقدراتٍ وبُنْيَةٍ تحتيَة في مختلف الأزمنة والأماكن.

في الثلاثين من ذار من العام 1976م هبَت الجماهير العربية الثائرة احتجاجاً على سياسة مصادرة الأراضي وتهويدها دون وجه حق يذكر، في محاولة منها لاقتلاع جذور الأرض وأسيادها وأصحابها الحقيقيين، وقتها قامت المظاهرات في عرابة، ودير حنا وسخنين، وفي المثلث والجليل الأعلى حيث سقط ستة شهداء والعشرات من الجرحى في معركة الأرض والهوية والانسان.

لم تنته معركة الأرض ليومنا هذا بل استمرت منذ عام 1976م مروراً بحرب لبنان عام 1982م مروراً بانتفاضة الحجارة عام 1987م، وحتى انتفاضة الأقصى عام 2000م، ثم حروب عام 2008م-2009م، لغاية عام 2012م وصولاً لعام 2014م وما زال شلال الدم مستمراً، من أجل الله ثم الوطن والأرض والهوية، مؤكدين على التالي:

أولاً: أن هذه الأرض هي فلسطينية عربية سندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة حفاظاً عليها وعلى مقدرات هذا الشعب العظيم المقاوم.

ثانياً: ضرورة صياغة استراتيجية وطنية عليا للكل الوطني للوقوف سداً منيعاً أمام قوات الاحتلال الغاشم وسياسة تهويد ومصادرة الأراضي وجدار الفصل العنصري ومشاريعه الاستيطانية المتعددة في كافة أرجاء الوطن.

ثالثاً: ضرورة التواجد للكل الفلسطيني في خندق المواجهة الواحد (الوَحدة الوطنية في مواجهة المحتل).

رابعاً: اقامة الفعاليات الوطنية والشعبية والجماهيرية في هذا اليوم العظيم، لنؤكد على تمسكنا بأرضنا ولن نتخلى عن شبرٍ منها مهما كلفنا الثمن.

خامساً: أهمية التغطية الاعلامية في هذا اليوم لتسليط الضوء على هذا اليوم الأغر في تاريخ شعبنا في الداخل المحتل وقضيتنا الفلسطينية العادلة.

سادساً: التوجه لكافة المحافل الدولية ومؤسسات حقوق الانسان لكشف الغطاء عن ممارسات الاحتلال العنصرية الحاقدة والمتكررة ضد اخواننا وأهلنا داخل الخط الأخضر وعلى مستوى الوطن بأسره.

إنَ قضية الأرض هي قضية مركزية في الصراع العربي الاسرائيلي وهي رمز الشرعية لهذا الفلسطيني ورمز الشموخ والعزة والمجد والكبرياء فقد حان الأوان لإنهاء هذا الاحتلال الجاشم على صدورنا عن هذه الأرض المغتصبة واقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وأخيراً رحم الله شهداء يوم الأرض الخالد وهم:

" خير ياسين – عرابة ، رجا أبو ريا – سخنين، خضر خلايلة – سخنين ، خديجة شواهنة – سخنين ، محسن طه – كفركنا ، رأفت الزهيري – عين شمس"، وكافة شهداءنا الأبرار وشفى الله الجرحى وفك الله قيد الأسرى جميعاً، ولأسياد الأرض وأصحابها تحية مجدٍ وعزٍ وكبرياء

حفظ الله لنا أرضنا وكرامتنا ومقاومتنا وسدد الله خُطانا على الحق المبين.

التعليقات