"الإقليم على صفيح ساخن ولا مكان للمواقف الوسط": حماس بين تحالفين ..طلاق إيران أم لعب على الحياد !؟

"الإقليم على صفيح ساخن ولا مكان للمواقف الوسط": حماس بين تحالفين ..طلاق إيران أم لعب على الحياد !؟
غزة - خاص دنيا الوطن - اياد العبادلة

عكست التصريحات الأخيرة لقادة حركة حماس وبيانها موقفها المتوازن من قضايا الصراع العربي والذي تجلى واضحا في موقفها مما يدور في اليمن ,الحسابات الإقليمية والأبعاد العسكرية والسياسية ,يحتاج الى تحكيما ليس بالسهل بالنسبة لحركة حماس في التوازن في علاقاتها القادمة بين التحالف السني التي تقوده السعودية وتحالف الأقوياء التي تقوده إيران ويدعم محور المقاومة.

توازن العلاقة بين التحالفين ,ليس بالأمر السهل واليسير على حركة حماس ,فالتحالف السني هو من سيضع حماس ويثبت أقدامها على الخريطة السياسية وسيفتح لها الآفاق والتعاون ليس فقط على المستوى الإقليمي بل العالمي من خلال عمق استراتيجي للحركة ستكتسبه من خلال انضمامها الى حلف تقوده المملكة السعودية التي تشكل لاعب أساسي ومحوري في الشرق الأوسط ,بينما تبقى عيونها معلقة على السلاح التي يشكل مصدر قوتها ,فلن يستطيع احد دعمها وتوفير لها السلاح سوى ايران وحزب الله ,فهل تستطيع حركة حماس تجاوز معضلة التوازن بين مستقبلها السياسي ودعمها العسكري.؟

موقف

بالإشارة الى موقف حركة حماس مما يدور في اليمن أكد الخبير في شؤون الحركات الإسلامية د خالد صافي أن موقف الحركة من عاصفة الحزم التي ينفذها التحالف الخليجي العربي بقيادة السعودية ضد اليمن يوصف بالمقتضب مما يعبر عن الموقف الذي لا تحسد عليه حركة حماس. 

وأضاف: يبدو أن هناك قرار سياسي مستقل للحركة قد يصلح للاستهلاك التنظيري والإعلامي، حيث إن كون حركة حماس حركة فلسطينية تقارع الاحتلال أولاً وكونها الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين في فلسطين يجعل من إمكانية حيادها فيما يشهده المحيط أمراً صعباً.

وأشار الى أن الخطوات المتقدمة التي أعربت عنها الحركة في موقفها المتقدم تجاه التحالف السني ,أنه من الطبيعي أن يؤثر على شكل ومضمون العلاقة مع ايران.

وأوضح أن بيان الحركة التي عكس موقفها مصاغ بشكل عام وحمل عبارات عمومية ولم يخصص ,لافتا الى أن موقف الحركة يفهم بأنه لم يعطي تأييد للتدخل السعودي في اليمن ,لكنه يوضح تقارب الحركة باتجاه التحالف السني التي تقوده السعودية والذي نال موافقة رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية الذي جاء منسجماً مع قرار جامعة الدول العربية. 

د صافي أوضح لـ"دنيا الوطن" أن حركة المقاومة الإسلامية حماس حاولت في بيانها ومواقفها تجسيد المبدأ التي يتردد منذ فترة داخل أروقة الحركة والداعي الى أنها حركة تحرر وطني ,وليس لها علاقة بالشؤون الداخلية للبلدان العربية.

ولفت الى أن إشارة حركة حماس وتأكيدها على في البيان على أنها مع أمن واستقرار المنطقة العربية دولاً وشعوباً، وأنها ترفض كل ما يمس أمنها واستقرارها". مشيرا الى أن هذا يعني أن موقف الحركة جاء تعبيراً عن عدم رغبتها في التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. 

 تحول

وحول التحول الذي طرأ على مواقف حركة حماس والمنطقة العربية برمتها يرى الكاتب والباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية د خالد صافي أن تولي الملك سلمان زمام الحكم في السعودية أعطى كثير من الدلائل التي أكدت أن له موقف معتدل تجاه الإخوان ,منوها الى أن موقفه يختلف كليا عن موقف الملك عبدالله الذي اعتبرها منظمة إرهابية.

وأضاف: حماس أرادت أن تعطي مؤشرات ايجابية حتى تنعكس مواقف السعودية والمواقف العربية تجاه جماعة الإخوان بشكل عام ,منوها الى أن أي انفراجه في العلاقة مع الإخوان في مصر ستنعكس فورا على حركة حماس في قطاع غزة.

 خيارات

وعن شكل العلاقة القادم مع إيران في ظل بروز التحالف السني الجديد ومغازلة الجميع له ,أكد "صافي" على أن تراجع تسريع وتيرة الخطوات بإتجاه إعادة ترميم العلاقات بين حماس وإيران بات واضحا ,لافتا الى أن الحركة باتت على مفترق طرق .

ونوه الى أن إنضمام حركة حماس الى التحالف السني وحده لا يكفي ,موضحا أن التحالف السني يستطيع أن يدعم ماديا وسياسيا ,ولكنه لا يوفر الدعم العسكري للحركة.

وأضاف: بينما حركة حماس تعتمد أساسا على في دعمها العسكري على ايران وحزب الله وهما الجهتين اللتين يستطيعان توفير الدعم العسكري للحركة ,لافتا ان المنطقة مرت بثلاث حروب ولا أحد يضمن الهدوء والإستقرار.

معضلات مفترق الطرق

وبالاشارة الى معضلات مفترق الطرق والموقف التي باتت حركة حماس لا تحسد عليه أوضح د صافي أن إن شدة الاصطفاف السياسي في العالم العربي والإقليمي يجعل حركة حماس في موقف لا يحسد عليه، ويبقى الحراك الداخلي بين تياراتها مشتعلاً لأن المنطقة تغلي على صفيح ساخن لا يقبل الحلول الوسط.

وأشار الى أن الحركة باتت أمام معضلة حقيقية تتمثل في آلية التوافق بين التحالفين السني التي تقوده السعودية ويستطيع أن يوفر المال والدعم السياسي وتحالف الأقوياء التي تقوده ايران ويستطيع أن يوفر الدعم العسكري ,لافتا الى أن القرار ليس باليسير بل سيشكل تحدي جديد لقيادة حركة حماس.

الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية شكلت تحالف خليجي عربي وصفه المراقبين بالتحالف السني ليواجه التحالف التي تقوده إيران والذي يعرف بتحالف الأقوياء او محور المقاومة.

التعليقات