حكاية آخر صانع قباقيب في نابلس : يعيش على الذكريات ...!؟

حكاية آخر صانع قباقيب في نابلس : يعيش على الذكريات ...!؟
نابلس -خاص دنيا الوطن-عزيزة ظاهر

صناعة القباقيب في مدينة نابلس أو كما يسمونها دمشق الصغرى مهنة تراثية تواجه خطر الاندثار والانقراض ،ففي احد أزقة البلدة القديمة تقع منجرة الرجل الستيني وليد خضير الذي مازال يعمل في هذه المهنة ويعد آخر صانع قباقيب في نابلس ،وقد تعلم مهنة النجارة وصناعة القاقيب حيث كان في العاشرة من عمره على يد والده وجده ،يقول :" كانت عائلتنا تعمل في صناعة القباقيب منذ العام  1948 عندما كانوا يملكون منجرة في مدينة اللد ،وكانت من العائلات المعروفة بهذه الصناعة ،إضافة إلى صناعة صناديق العرايس والمحراث الخشبي الذي أصبح اليوم تراثا ".

أشار  القباقيبي وليد خضير أن الحمامات التركية والمساجد هي الأكثر استخداما للقباقيب لعدة ميزات ،فهي تتحمل الماء والرطوبة ،وتحمي من خطر الانزلاق ،كونه صحيا ومريحا في الحركة والعمل عند القيام بالأعمال المنزلية .

مهنة صناعة القباقيب التي يعود تاريخها إلى أيام الفاطميين والعثمانيين تمر بعدة مراحل وتحتاج إلى مهارة وصبر في انتقاء الخشب أولا ثم رسم القالب الخارجي ،وعن مراحل صنع القبقاب يقول خضير لمراسلة دنيا الوطن : " يتم صنع القبقاب بقطع خشب الصنوبر الذي يتحمل الماء والرطوبة ،على شكل أسافين ،ثم نرسم طبعة القدم حسب المقاس المطلوب ،وبعدها نزيل الزوائد على الجانبين وتسمى هذه العملية "التفكيك" ،وبعدها عملية اللف ،وهي إزالة الزوائد الأمامية والخلفية من جهتي الأصابع وكعب القدم ،وبعدها عملية التقديد ،وهي تشكيل كعب القبقاب ،ثم يأتي دور التنعيم ،أي حف القبقاب ،ثم طلاؤه ،وأخيرا نركب الجلد على القبقاب ليصبح جاهزا ".

ويضيف خضير :" رغم أن القبقاب كان في الماضي رمزا للغنج والدلال ،وكان الحذاء الأكثر استخداما من الرجال والنساء على حد سواء إلا أن صوت القبقاب في أيامنا هذه غير مسموع وتواجه المهنة خطر الزوال والانقراض ،وبين أن ولده احمد ابن العشرة أعوام يهوى هذه المهنة ويتواجد في المنجرة أحيانا ليتعلم أساسيات هذه الصنعة المندثرة ليرثها عن والده بعد عمر طويل ".

عند سماعك لصوت القبقاب مباشرة يتبادر إلى ذهنك ،الفنان السوري دريد لحام الشهير بغوار الطوشة ،في مسلسليه الشهيرين حمام الهنا وصح النوم ،كما وارتبط القبقاب بالروايات والأمثال الشعبية فشجرة الدر التي حكمت مصر في القرن الثاني لاقت حتفها عقب ضربها بالقباقيب .

وعلى رأي المثل الشعبي "إلي مالو قبقاب مالو عيد " ،و "صار للشرشوحة مرجوحة ولأبو بريص قبقاب " .








التعليقات