يحدث في غزة… أطفال وعائلات يجمعون بقايا الطعام من بيوت العزاء والأسواق ليبقون على قيد الحياة !!

يحدث في غزة… أطفال وعائلات يجمعون بقايا الطعام من بيوت العزاء والأسواق ليبقون على قيد الحياة !!
غزة - خاص دنيا الوطن- محمد عوض
انتظر كثيراً حتى انتهى وقت تناولهم لطعام الغداء، فتقدم شيئاً فشيئاً وبدأ يجمع ما تبقى من طعام المعازيم اللذين حضروا حفل زفاف أحد المواطنين في مدينة غزة دون أن يشعر به أحد .

المشهد كما تابعته "دنيا الوطن" كان مروعا ومثيرا للشفقة والإنسانية عندما يقدم طفل مسرعا إلى أواني الطعام البلاستيكية التي انتهى المواطنون من تناولها ليجمع ما تبقى منها من أجل توفير لقمة طعام لعائلته المكونة من 12 فرداً أنهشهم الفقر وزادت معاناتهم في ظل الحصار وتجاهل المؤسسات الحكومية والدولية لهذه الشريحة". 

الطفل " س.د " ( 14 عام )  من سكان مدينة غزة يخرج يومياً هو وشقيقه الأصغر ليتجولان في شوارع غزة باحثاًن عن موائد الأفراح والعزاء من أجل جمع الطعام ويعودان بها للمنزل لتقديمه لعائلتهما التي تنتظرهما بشغف بماذا سيعودان الشقيقين للعائلة .

ويقول الطفل ( س) في حديث مع مراسل "دنيا الوطن": بأن والده الذي لا يعمل منذ أكثر من سنوات طويلة يجبره يومياً على الخروج مع شقيقه للبحث عن طعام المناسبات في غزة فضلاً عن بحثهم عن عملٍ حتى وإن كان شاقا والعودة بشكل يومي للمنزل حاملين لقمة العيش التي ستد رمق جوع شقيقاته الخمسة .

ويواصل الطفل ( س) حديثه قائلا:" أخرج يومياً منذ الصباح حتى ساعات العصر وأعود للمنزل بأكياس " الأرز " المطبوخ بعد أن أجمعه من الأفراح وبيوت العزاء وأضعهم في كيس "أسود" خشية من أن يراني أحد الأقارب الذين لم يقدموا المساعدة لنا رغم معرفتهم بضيق الحال والفقر الذي نعيشه"  مضيفاً بأن هناك الكثير من العائلات تساعدهم من خلال تقديم وجبات جديدة ( لم تُقدم لأحد ) والطلب منهم للعودة لمنزلهم .

الطفلة ريم أيضا قصة أخرى من قصص التشرد والفقر في قطاع غزة فهي تتجول بسوق الشاطئ باحثة عما تبقى علي الأرض من الخضروات التي تسقط من البسطات أو تكون نصفها تالفة ويلقيها الباعة بجوار القمامة أو على أرضية السوق".

الطفلة ريم  وهي – اسم مستعار – واحدةٌ من عشرات الأطفال الذين يتجولون في الأسواق نهاية كل يوم ويجمعون مما تبقى على الأرض من طماطم وبعض الخضروات التي لا تصلح للاستخدام الحيواني وتقوم بقشط وقطع الجزء المتعفن ونقلها للمنزل".
 
وتذرف الطفل ريم (12 عام ) الدموع حزنا على وضعها المأساوي خاصة بعد وفاة والدها بمرض العضال، تاركاً خلفه خمسة من الأطفال وثلاثة من الفتيات اللواتي دخلن خط الفقر بسبب الوضع الاقتصادي المتردي التي تعيشه أسرتهن فتقول " كل يوم بعدما أعود من مدرستي أضع حقيبتي في المنزل وأذهب لسوق الشاطئ القريب من منزلنا وأجمع ما تبقى على الأرض من البائعين المتواجدين هُناك، فيومياً أعود بكيس من  الخضروات المتعفنة وأخرى لا تصلح للاستخدام ولكن الوضع التي تعيشه عائلتي يجبرني علي ذلك بعلم والدتي وشقيقاتي .

المُسن أبو سليمان نموذج جديد لعائلة لم تتناول وجبة الطعام لأكثر من أربعة ايام متواصلة . فحال المُسن أبو سليمان (60 عام ) لم يختلف كثيراً عن حال الأطفال الذين قابلناهم بل أكثراً سوءاً نظراً لعدد الأيام التي يمكث بها بالمنزل هو وزوجته المُسنة وابنتهم من ذوي الاحتياجات الخاصة دون طعام ولا شراب في ظل الحالة الصعبة التي يعيشونها منذ سنوات حيث يروى تفاصيل أيامه السوداء حسب وصفه الذي يلجأ أحيانا هو وزوجته الي الصيام أيام طويلة بسبب عدم توفر الطعام داخل منزلهم المستأجر والذي يقوم لجنة من المسجد القريب لهم بسداد الإيجار في بعض الأحيان

في السياق ذاته حذر الناشط الحقوقي صلاح عبد العاطي من انتشار هذه الظاهرة التي تُشكل خطرا على المجتمع الفلسطيني موضحاً أن تلك الظواهر تشير بشكل واضح لمدى تعمق الفقر في المجتمع الفلسطيني نتيجة الاحتلال والانقسام وعدم التزام في القوانين والاتفاقات الدولية التي تضمن الرفاهية للمواطن المدني .

وأوضح عبد العاطي في حديث لدنيا الوطن بان 70% من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر وأن نسبة البطالة وصلت إلى 50 %  من إجمالي سكان القطاع  جُلهم من الشباب الذين لا يجدون عمل نتيجة الأوضاع الاقتصادية الرديئة التي يمر بها قطاع غزة بسبب استمرار الحصار والانقسام، مضيفاً بأن الفقر الذي بلغ ذروته قد يسبب العديد من المشكلات والأمراض كفقر الدم وسوء التغذية وعمال الأطفال .

وحمل عبد العاطي  مسؤولية ارتفاع نسبة الفقر إلي الاحتلال الإسرائيلي من جانب والي السلطة الفلسطينية من جانب أخر التي مُخولة بتنفيذ قانون حماية الطفل ، مطالباً بضرورة العمل علي تطبيق قوانين حماية الطفولة وتوفير متطلبات الحياة الأساسية كالمأكل والمشرب والمسكن . 


التعليقات